البارت27: حب الأشرار

16 1 23
                                    

التعـ ـنت في الدفاع عن هذه الشخصيات ومحاولة إيجاد واختلاق تبريرات سقيمة لتصرفاتهم وأفكارهم التي تعتمد بشكل أساسي على سلب حياة البشر واللجوء للعنـ ـف كوسيلة وهدف، بل كغاية في بعض الحالات، هو تحيز غير عقلاني يتنافى مع رؤية مؤلفي هذه الأعمال، ولا أجد له سوى أربع تفسيرات:

1. الانبهار ببعض تصرفات الشرير الإنسانية كما في "متلازمة ستوكهولم":

حيث قد تبدأ، لا شعوريًا، بالاعجاب بتلك الشخصيات المتعـ ـسفة، بعد أن تفاجأ بأن هذه الشخصيات تستطيع امتثال العقل والمنطق والسلوكيات البشرية الطبيعية أحيانًا. فتتهدم هذه الصورة المضخمة في مخيلتك عن مدى شـ ـرّهم، وترضى بقليل إنسانيتهم، وتلتفّ حوله، وتقع في حبّ هذا الجانب الضئيل من بشريتهم "الحلوة". ويتناسى ذهنك ما بدر من هذه الشخصيات من أفعال حمقاء بشـ ـعة، لا يرتضيها العقل. (طبعًا لا أتهم أحدًا بخضوعه تحت تأثير هذه الظاهرة، ولكني أرى الأمر مشابهاً).

2. التحيز العاطفي الذي يغلب احتكامك للعقل والمنطق في الحكم على بعض هذه الشخصيات:

نابع من ارتباطك عاطفيًا سلفاً ببعض هؤلاء الأشـ ـرار، إثر متابعتك لحظة بلحظة لظروفهم الصعبة البائـ ـسة ومسيرتهم المليئة بالظـ ـلم، وعملية تحولهم من أشخاص صالحين إلى عتاة متجـ ـبرين. فترى أن لهم الحق في امتثالهم القـ ـتل والقسـ ـوة وظـ ـلم الآخرين (وهيهات، فالظلم لا يواجه بالظلم، بل إنه أدعى للرحمة). وتتغاضى عن اقترافهم الجـ ـرائم تحت مظلة "لقد تعرض لما هو أسوأ، وله الحق في الانتقام".

3. التظاهر بالاختلاف:

تحت شعارات زائفة مثل "أنت لا تفهم هذه الشخصية بشكل صحيح، أنت لا تعي جيدًا المغزى من أفعاله، أنت لا تعرف، أنت تجهل،...وغيرها من العبارات المضنية الكـ ـريهة التي تبعث بالراحة النفسية وشعور زائف بالرضى عن الذات والعجب الوهمي بدهائهم وذكائهم، وأنهم هم وحدهم من يمتلكون العمق العاطفي والنفسي الكافي لفهم العمق الموجود بهذه الشخصيات (طبعًا لا شيء من هذا صحيح، بعضهم فقط يدافعون من أجل الاختلاف والتظاهر بالتفرد).

4. مجرد متابعين: أخطأوا الحكم، ويمتلكون عقلية مرنة، ويروونها مجرد شخصيات مثيرة للاهتمام، وليس لديهم أدنى مشكلة في تغيير رأيهم عنهم إن اقتنعوا. ونحن هنا للتحدث مع هذه الشريحة (إذ أن مناقشة الثلاث أصناف الأولى مجرد جدال مرهق لا رجاء منه).

✴️✴️✴️✴️✴️✴️✴️✴️✴️✴️✴️✴️✴️✴️✴️✴️

إن وصلت هنا فأنت عزيز على قلبي. خذ استراحة، عزيزي القارئ، احتسِ القليل من الكركاديه الساخن، أو لربما البارد أفضل في هذا الحر، ودعنا نأخذ غطسًا في تلك الفقرات بالأسفل.

بمنتهى البساطة والصراحة، لماذا لا يمكن تبرير أو اتخاذ جانب هذه الشخصيات؟ دعني آخذك في جولة سريعة.

رأيي الشخصي عن قصص الواتباد (تطبيل+تسفيل👌🏻😎) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن