نهضت من على الكرسي و نهض والدي كذلك، لكن لم أرده أن يرافقني لمقابلة سامسون، لا أعلم إن كان سامسون سيشعر بالراحة ليكون صريحاً معي بينما يجلس والدي أمامه
"لا داعي لمجيئك معي"
"بياه، لا لن أدعك تدخلين بمفردك"
كان صوته حاسماً لا يقبل النقاش"أرجوك أبي، أرجوك"
أومأ برأسه بقوة
"سأنتظرك في السيارة اذن"
"شكراً لك"
قمت باتباع الحارس الذي قادني الى غرفة كبيرة، كانت هناك العديد من الطاولات و معظكها مليئ بالزوار الذين يقابلون سجناء اخرين، كان المكان نوعا ما محبطاً، لكن مع ذلك ليس بقدر ما توقعت، ظننت أنني سأكون على جانب واحد من نافذة زجاجية، غير قادرة على لمسه، بحثت عنها و وجدته على الفور جالساً وحده على طاولة في الجانب الآخر من الغرفة، كان مرتدياً بدلة زرقاء داكنة، هذا مختلف عن عادته بإرتداء شورتات الشاطئ مما يجعل هذا فقط يبدو على الأقل واقعياً، عندما رفع رأسه و رآني وقف على الفور، لست أدري لما ظننت أن يداه ستكونان مكبلتان لكنني أشعر بالراحة لرؤية العكس، هرعت مباشرة نحوه و سقطت في أحضانه، و ضمني هو اليه بذراعين مشدودتين.
"انا اسف"
"اعرف"
عانقني للحظة و لكن لأني لا اريد أن أوقعه في مشكلة ابتعدنا و جلست مقابله، كانت الطاولة صغيرة لهذا لم نكن بعيدين جداً لكن مع ذلك شعرت أننا على بُعد كبير للغاية، أمسك يدي بين يديه
" انا مدين لك بالعديد من الإجابات، لذا من أين تريدينني أن ابدأ؟"
" من أي مكان "
استغرق لحظة لترتيب أفكاره و لكي يعرف بما يجب ان يبدأ اولاً
"كل ما قلته عن والدتي كان صحيحاً، كان اسمها إزابيل، كنت في الخامسة من عمري عندما توفيت لكنني رغم ذلك لا أتذكر الكثير من حياتي قبل وفاته لكنني علمت فقط أنني تغيرت بشكل جذري بعد رحيلها، بالنسبة لريك فقد كان والدي؛ أغفلت عن ذكر ذلك، بعد وفاة والدتي بدا تائها كل ابتعد عن الماء، كان الأمر و كأنه لا يستطيع تخيل التواجد في أي مكان لم تكن فيه والدتي، لذلك أخرجني من المدرسة و عشنا على قارب الصيد لعدة سنوات، كانت تلك حياتي..حتى أخذته داريا مني"
"اذن هذا ما قصدته عندما قلت لي أن داريا حطمت قلبك؟"
أومأ برأسه
"أين كنت عندما ضرب الإعصار المنطقة"
تصلب فك سامسون و كأنها كانت ذكري لا يريد أن يعيشها مجدداً، حدق في يدينا ثم أجاب
"أوصلني والدي الى الكنيسة حيث لجأ اليها الكثير من السكان، و لكنه رغم الحاحي رفض البقاء معي لأنه أراد أن يتأكد من تأمين القارب بما أنها كانت كل حياتنا، لقد أخبرني أنه سيعود بحلول الظلام لكنني لم أره مرة أخرى بعد ذلك في تلك الليلة، أردت البقاء في شبه الجزيرة، لكن لم يتبقى أي شيء فيها بعد الإعصار، كان من الصعب على طفل في الثالثة عشرة من عمره الاختباء هناك، أو حتى البقاء على قيد الحياة في تلك المرحلة، لذلك كنت مضطراً للمغادرة، كنت أعرف أنني إذا أخبرت أحداً أن والدي مفقود فسيتم إلقائي بإهمال في منزل جماعي، لذلك قضيت السنوات القليلة التالية أحاول أن أكون غير مرئي، و انتهى بي الأمر بالعمل مع صديق جالفستون أقوم بأعمال غريبة مثل جرّ الساحات، لقد كان الرجل الذي قابلته في المطعم، كنا صغاراً حينها و كنا نفعل أحيانا بعض الأشياء الغبية"
أنت تقرأ
رقص على حافة الهاوية
Romanceتصل "بياه" إلى شاطئ المُحيط لتقضي إجازتها الأخيرة قبل الجامعة مع والدها وزوجته وابنتها، لكنها تصل مُحملة بسرٍ يُثقل قلبها ولا تملك القدرة على البوح به. "بياه"، التي نشأت مع أمٍ أدمنت المخدرات، شقت طريقها بصعوبة لتُنهي دراستها الثانوية وتحصل على منحة...