منذ أن حانت الخامسة صباحاً و انا انتظر، لم أستطع النوم بعد استيقاظي مجدداً، كيف أستطيع أن أنام بعد ما مر بالأسبوع الذي مررت به، في الوقت الحالي أشعر كما لو أن الشيء الوحيد الهادئ في حياتي بتلك المرحلة هو شروق الشمس، كلما أغمضت عيناي لا أرى سوى سامسون و هو يبتعد عني دون أن يلتفت للوراء، كل مرة نظر لي فيها بحماس أو بأمل، كم أحتاج لأن أتذكرها دائما، لكن اللحظة الويحدة التي أتذكرها هي تلك عندما تركني فيها أبكي وحدي في اللحظة الأخيرة، لكنني أخشى من أن أتذكره بتلك الطريقة، لا أريد أن يكون هكذا وداعنا، أستطيع مساعدته انا متأكدة من هذا، أستطيع أن أغير رأيه.
كانت لدي مقابلة عمل في متجر دونات و هي الوحيدة في شبه الجزيرة، أردت أن أعمل فيها لأوفر كل قرش يمكنني من مساعدته، قد لا يريد مني أن أفعل هذا و لكن هذا أقل ما يمكن أن أفعل من أجله مقابل كل ما فعله في حياتي هذا الصيف، قد يعتقد والدي أنني أتصرف بتهور لأنني لم أنتقل الى ولاية بنسلفانيا و الذي من شأنه بالتأكيد أن يظل نقطة خلاف بيني و بينه بينما أبقى في هذا المنزل، و لكن ما هو متهور فعلا هو أنه يتوقع مني أن أبتعد عن شخص لا يوجد أحد من أجله أبداً، لكنه كالكثير من الناس لا يعرف معنى الوحدة مثلما نعرفها انا و سامسون.
و لا أعرف كيف يتوقع مني والدي بأن ابدأ حياة جديدة في ولاية جديدة هذا الصيف،
لا أملك طاقة للبدأ بكل هذا و اكثر من جديد، اشعر بالارهاق التام،
لا طاقة لي لأسافر و لا حتى لأجل أن العب الكرة الطائرة من اجل أن اكون مؤهلة لنيل منحتي الدراسية، كذلك فلست متأكدة مما إن كان بمقدرتي حتى أن استيقظ و أصنع الفطائر كل يوم حينما احصل على الوظيفة، و لكن مجرد معرفتي بأن كل قرش أدخره استطيع به أن اساعد سامسون يشعرني بأن الأمر يستحق هذا التعب على الأرجح، عندما أشرقت الشمس في الأفق انصب انتباهي ناحية باب غرفتي حيث كان والدي يطل برأسه للداخل ليتحقق من وجودي، الليلة الماضية كان الأوان قد فات عليه ليتجادل معي و الان فالوقت مبكر للغاية ليقوم بهذا في الصباح الباكر،
كانت ملامحه تبدي مظاهر الارتياح على وجهه لرؤيتي جالسة في غرفتي، ربما قد ظن بأنني هربت في منتصف الليل عندما وجد أنني لم أكن في سريري.لا أنكر أنني فكرت في الهروب عدة مرات، و لكن الى أين يمكنني أن اذهب؟
لم أشعر يوماً أنني أنتمي الى أي مكان وكان سامسون هو أول من شعرت أنني أنتمي اليه و لكن حتى مع ذلك فقد تم أخذه مني.دخل والدي للغرفة و جلس بجانبي، لم أكن اشعر بالراحة معه كما كنت اشعر مع سامسون، فقط جالسة و متصلبة مكاني، لقد كان يشاهد شروق الشمس معي و لكن يصعب حقا الشعور بجماله فيما أشعر بالغضب من شخص يجلس بجانبي الان، قام بكسر الصمت بيننا بسؤاله
"هل تتذكرين اول مرة ذهبنا فيها الشاطئ؟"
"لم أذهب الى الشاطئ من قبل في ذاك الوقت."
![](https://img.wattpad.com/cover/368541603-288-k18903.jpg)
أنت تقرأ
رقص على حافة الهاوية
Romanceتصل "بياه" إلى شاطئ المُحيط لتقضي إجازتها الأخيرة قبل الجامعة مع والدها وزوجته وابنتها، لكنها تصل مُحملة بسرٍ يُثقل قلبها ولا تملك القدرة على البوح به. "بياه"، التي نشأت مع أمٍ أدمنت المخدرات، شقت طريقها بصعوبة لتُنهي دراستها الثانوية وتحصل على منحة...