وصلنا أخيرا إلى الشاطئ، لكنه لم يتوقف حتى لتأمله، هو فقط ترجل من السيارة، وخلع قميصه وإتجه نحوه مباشرة، جلست على الرمال، مر الكثير من الوقت وأنا أشاهده يسبح،انه الوحيد المتواجد في المياه، وأنا الوحيدة على الشاطئ،كان المكان مهجوراً لأننا في شهر أكتوبر،
أما سامسون فقد كان مجنوناً حقًا ليسبح في هذا البرد، ولكني أفهم أنه يحتاج الى ذلك حقا،إنها كسنوات من العلاج النفسي، تجلت جميعها في سباحة واحدة،
عندما انتهى عاد إليَّ أخيراً، وجلس على الرمال بجانبي،لقد كان مبللاً بالكامل ويتنفس بصعوبة،
لكنه بدا راضياً، لم يتحدث كثيراً أثناء قيادتي إلى هنا، وأنا أيضاً لم أسأل كثيراً،
لقد حُرم من كل ما يحب لفترة طويلة، أريد أن أمنحه الوقت ليستوعب كل شيء قبل أن أغرقه بالكثير من الأسئلة حول السنوات القليلة الماضية، و بعد صمت ألقى نظرة خلفنا ثم سألني
"هل يعيش أحد في منزل مارجري؟""لا".
أعتقد أنه سأل لأنه من الواضح أن المنزل لم تتم رعايته منذ أن أصبح فارغاً،
توجد قِطع مفقودة من القِرميد على السطح،
والحشائش نمت حول القاعدة، توفيت مارجري في مارس،
لذلك من المحتمل أن يضعه كيفن للبيع قريباً، لقد كرهت عدم قدرة سامسون على حضور جنازتها، أعلم أنها تعني له الكثير. حتى أنها زارته عدة مرات قبل وفاتها،
قام سامسون بالإستلقاء على الرمال، ورأسه على حجري،و حدق بي بنظرة تملؤها الرضا والسلام، قمت بتمرير أصابعي بين شعره المبلل وابتسمت له بينما يسأل
"أين بيبر جاك تشيز؟".
أومأت برأسي باتجاه منزلنا.
"لقد أصبح كلباً داخلياً الآن، صار كلا مني انا و ابي متعلقان به".
"ماذا عن علاقتكما انتي ووالدك؟"
"لقد تحسنت علاقتنا بدرجة كبيرة و صار الأمر رائعاً ".
أخذ سامسون يدي وطبع عليها قبلة، ثم أمسكها بكلتا يديه، ووضع راحة يدي على صدرهبمجرد أن وقعت عيني عليه اليوم،
عاد كل شيء إلى مكانه الصحيح تقريباً، بدا الأمر وكأنه لم تمر و لو دقيقة واحدة حتى الان،
ليس لدي أي فكرة عما يخبئه الغد، لكن كل ما أحتاجه مرتبط بهذه اللحظة."تبدين.. مختلفة، أفضل، و أسعد."
"أنا كذلك، لن أكذب عليك،صحيحا أنني كنت غاضبة جداً منك في البداية، لكنك منذ البداية كنت على حق، لقد كان كل هذا للأفضل، لم أكن لأغادر أبداً لولا فعلت هذا."
رد بإبتسامة متناقضة
"لقد كان كل شيء من هذا فظيعاً، كنت أتعذب بالكامل، لا أستطيع أن أخبرك كم مرة كدت أن أستسلم وأطلب من كيفن عنوانك."ضحكتُ.
"يسعدني معرفة أنك كنت تفكر بي""في كل دقيقة".
مد يده ولامس خدي، و انحنيتُ على راحة يده، صمت قليلاً ثم سأل
"هل يمكنني أن أسألك سؤالاً شخصياً؟"
![](https://img.wattpad.com/cover/368541603-288-k18903.jpg)
أنت تقرأ
رقص على حافة الهاوية
Romantizmتصل "بياه" إلى شاطئ المُحيط لتقضي إجازتها الأخيرة قبل الجامعة مع والدها وزوجته وابنتها، لكنها تصل مُحملة بسرٍ يُثقل قلبها ولا تملك القدرة على البوح به. "بياه"، التي نشأت مع أمٍ أدمنت المخدرات، شقت طريقها بصعوبة لتُنهي دراستها الثانوية وتحصل على منحة...