خريف ٢٠١٩
يملك هذا اليوم المقومات ليكون يوماً مثالياً، نحن الآن بشهر أكتوبر
و الشمس مشرقة، و رغم ذلك فالجو كان بارداً للغاية لدرجة انه صار لي جالسة على غطاء سيارتي لساعتين و حتى الآن لم أتعرق.
و لكن على الرغم من جمال هذا اليوم، إلا أنه مازال يوجد احتمال بأن ينتهي اليوم بخيبة أمل شديدة.. لا فكرة لدي كيف سيكون، حتى أنني أتساءلكيف ستكون ردة فعل سامسون عندما يمر عبر تلك الأبواب؟
من سيكون؟
و ما الذي اصبح عليه؟
ثمة قول مأثور لمايا انجيلو معبر عن حالتنا حقا تقول فيه
(عندما يريك أحدهم من هم، صدقهم في المرة الأولي)لقد ظللت أتمسك بقولها، و دائما ما شعرت به محفوراً في ثناياي، و كلما احتجت أعود لتذكره لأني أحيانا كان يصيبني الشك، أود حقا أن اصدق أن ذاك الصيف الذي قضيته مع سامسون، كان سامسون الحقيقي، أود أن اعتقد انه يستحق انتظاري بقدر ما أتمني انه يريد أن اكون هنا الآن.
و لكن حتى لو لم يكن مثلما أعرفه، فالوقت الذي قضيته كان كافيا لدرجة أن تشفى عظام قلبي، لا انكر انه مازال يوجد شرخ فيه و أحيانا اشعر به في صدري، خاصة في أوقات متأخرة من الليل و لذلك لا أكون قادرة على العودة إلى النوم
مضت أربع سنوات و لم أراه فيها، و ما زالت أفكاري عنه تبتعد و تتلاشى بأفكار لا تتضمن سامسون، لكن في الواقع لا اعرف لما افعل ذلك، ربما لأنني كنت أحاول أن أحمي نفسي مما قد يحدث اليوم، أو لأنها كانت مجرد مغامرة صيفية في حياة مليئة بمواسم أخرى، فكرة أن أتخيل أن كل هذه اللحظات التي شاركناها قامت بترك أثر دائم عليّ و لكن لم تكن بتلك العمق بالنسبة له، انه أسوأ سيناريو يمكنني أن أتخيله، لقد فكرت في توفير الإحراج المحتمل على نفسي، قد يرى من ينتظره هنا بالخارج بالكاد ويتذكرني، أو الأسوأ.. أنه قد يشعر بالأسف تجاه الفتاة التي تمسكت به بعد كل هذا الوقت.إحدى الخياران يستحقان المخاطرة، لأن فكرة خروجه من تلك الأبواب دون أن يجد أحداً في انتظاره لا تبدو كنتيجة جيدة على الإطلاق، أفضّل أن أكون هنا وهو لا يريدني هنا على أن أكون غائبة عندما يأمل في وجودي.
قبل أسبوع قام كيفن بالاتصال بي و اخبرني أنه سيتم إطلاق سراح سامسون مبكرا إن تمت الموافقة على ذلك، كنت أعلم أنه سيخبرني بهذا حتى قبل أن أرد على هاتفي لأنه في العادة لا يتصل بي بل أنا من يفعل ذلك لأتحقق مما إذا كانت هناك أي تحديثات، و بشأن هذا كنت بالفعل أسوأ من مسوق الهاتف معه لأني تصلت بالفعل كثيراً للغاية، ما زلت جالسة القرفصاء على غطاء السيارة، بينما أقوم بأكل تفاحة قمت بإخراجها للتو من حقيبتي، فقد مضى على وجودي هنا حتى الآن اربع ساعات، لم أكن وحدي فقد كانت هناك سيارة أخرى بجانبي لرجل جالس يبدو أنه ايضا ينتظر شخصاً ما ليتم إطلاق سراحه، قام بالخروج من سيارته ليمدد ساقيه ثم اتكئ على سيارته
"من تنتظرين؟ " سألني
أنت تقرأ
رقص على حافة الهاوية
Romanceتصل "بياه" إلى شاطئ المُحيط لتقضي إجازتها الأخيرة قبل الجامعة مع والدها وزوجته وابنتها، لكنها تصل مُحملة بسرٍ يُثقل قلبها ولا تملك القدرة على البوح به. "بياه"، التي نشأت مع أمٍ أدمنت المخدرات، شقت طريقها بصعوبة لتُنهي دراستها الثانوية وتحصل على منحة...