جذبتني من معصمي لتنبهني عن وجود مقعدين فارغين.. وطلبت مني الجلوس معا..
مرّرتْ يدها الصغيرة على معصمي برفق شديد..
جلسنا وهي بقربي..كانت تنورتها السوداء القصيرة تصل إلى فوق ركبتها الملساء.. لوهلة صرت أتأمل تدرج لون جسمها كيف أصبح يشتدّ بياضا كلما كشفت تلك التنورة عن جزء من ساقها.. ليصطدم في الأخير بلون تنورتها الشديدة السواد..
"غالبا ما يبلغ الجمال أقصى مستوى إذا اشتمل على نقيضَيْن، تماما مثل سواد تنورتها وبياض ركبتها الملساء"
ثم ما لبثت أن مدت يدها الصغيرة على فوق فخذها.. أصابعها رفيعة جدا تشبه يد طفلة صغيرة.. أظافرها شفافة جدا..ليس عليها آثار طلاء.. متوسطة الطول.. ولكن من شكلهم يبدو أنها تهتّم كثيرا بنظافتهم..
لون أوردتها الخضراء واضحة تكاد تجزم أنها لا تقوم بأي عمل شاق.. متى حرّكت يدها لمحت في كفّها بعض الخربشات الخفيفة السوداء.. يبدو أنها آثار قلم أسود للكتابة.. جاءت بسبب عبثها المتكرر بالقلم أثناء الكتابة.. لقد اعترفت سابقا أنها لم تدرس الفيزياء.. إذن لابد أنها تمارس الكتابة من نوع ما..
كانت أحديثنا مشتّةً ليست ثابتة عن موضوع محدد.. حتى أننا لم نسأل عن أسامي بعضنا.. كلّما خيم الصمت بيننا لثواني، تشعر أن أحدنا يحاول جاهد قول شيء.. ربّما لأننا نعلم أننا سنفترق بعد قليل في محطة ما..
فجأة قاطعت صمتي ومدت يدها إلى دفتري الذي أحمله.. ودون إذن طلبت مني أن أسمح لها برؤية ما فيه..
لوهلة شعرت بانزعاج لأنني لم أعتد أن أعطي كل هذه المساحة لأنثى.. ثم عذرت تصرفها لأنّها في الأساس لا تعرفني..
"لا بأس أن لا أحاسبها عن عفويتها"
- آه هل أنت رسّام؟
كان دفتري يحتوي على بعض الحلول لمعادلات فيزيائية وشروح بسيطة هنا وهناك.. وأغلب صفحاته رسومات كنت أرسمها بسرعة في لحظات الفراغ أو التوتر أحيانا..
- دعني ألقي نظرة على رسوماتك..
الرسمة الأولى: (الرسمة حقيقية بإمضائي وأنا صاحبها)
أنت تقرأ
TOXIC
Dla nastolatków"سيباستيان" أستاذ فيزياء يقوم بتدريس الطور الثانوي، في السابعة والعشرين من عمره، يعني اسمه المحترم أو الموقر، يعيش حالة من الفوضى النفسية التي تلازمه، بسبب أحداث وقعت له في الماضي، يحاول جاهد الفصل بين شخصيتين تسيطران على مجرى أحداثه، شخصية الأستاذ...