"سيباستيان" أستاذ فيزياء يقوم بتدريس الطور الثانوي، في السابعة والعشرين من عمره، يعني اسمه المحترم أو الموقر، يعيش حالة من الفوضى النفسية التي تلازمه، بسبب أحداث وقعت له في الماضي، يحاول جاهد الفصل بين شخصيتين تسيطران على مجرى أحداثه، شخصية الأستاذ...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
ركنت السيارة على جانب طريق مظلم.. في تلة مرتفعة تحتها سهل منبسط.. تتساقط زخّاتُ المطر على الزجاج.. وتتلألأ أضواء المدينة على زجاج السيارة...
رغم السكون الذي لا تسمع منه غير ضرب قطرات المطر على زجاج السيارة.. إلا أن فوضى الأسئلة الكثيرة التي تتصادم في داخلي أشد وقعا من ضرب ألف مطرقة على صخر أصم..
كنت أحاول جاهدا ربط الأحداث.. منذ لقائي بـ "ريتا" وهذه الحفلة.. أحسست كأن شيئا ما يحترق في عقلي.. حتى أن بعض الإحتمالات كانت حبلى بأسئلة أخرى أكثر غموضا..
حتى "ريتا" لم تكن تفعل شيئا غير مشاهدة أضواء المدينة المنعكسة على وجهها.. كنت أرى ملامح وجهها تنعكس على زجاج نافذة السيارة المتلألأة بقطرات المطر..
"لا أفهم ما الشيء المزعج في القصة كلها.. فتاة التقيتُ بها ثم فجأة تظهر في أمسية حفلة لصديقي.. كان باستطاعتها الاختفاء معرفتي بأنها كانت أحد الحضور.. لكنها واجهتني..؟.. حسنا!.. لو أنا شخصا آخر كنت سأقول أين المزعج في القصة.. لكنني حقا منزعج منها.. لماذا؟"
- سيد سيباستيان!.. يبدو أنك تريد أن تسألني.. لكنّك لا تعرف أي السؤال هو الذي يجب أن يُسأل!
= ما علاقتك بتلك الحفلة؟
- حسنا كنت مدعوة من طرف صديقة لي.. قامت بتقديمي لأحدهم.. ذلك الذي كنت أراقصه.. لا أعرف عنه شيئا سوى أنه مجرد رقم..
= لكن.. هل كنت على اطلاع بنوعية هذه الحفلة؟
- ماذا تقصد بالضبط؟
= ما الذي أخبرتك به صديقتك عنها؟
- قالت مجرد حفلة للسمر وشرب بعض النبيذ والاستمتاع بالرقص.. حسنا! تفاجأت في الأول عند معرفتي ببعض الشروط ولكنني وجدتها في مصلحتي..