toxic 01: [يوميات]

6.4K 49 22
                                    

"كانت جاثية على ركبيتها أمامه تمسح بأصابعها بقايا منيّه على وجهها الفوضوي بكحلها المسكوب من أهدابها على خدّيها، بينما كان هو مسندا ظهره إلى أريكته ويدخن سيجارة وينفث دخانها حتى تخفي خيوط الدخان نصف وجهه، ملامحه الحادة ونظرته المخيفة، وجو الغرفة السوداوي هي أكثر شيء كان يغريها فيه لحظتها، رجولته وخشونته أكثر ما يجعلها خاضعة لكل رغباته"

هذا مجرد مشهد من المشاهد الكثيرة التي اعتادها  "سيباستيان" أستاذ ثانوي لمادة الفيزياء، في السابعة والعشرين من عمره رياضي بامتياز، طويل القامة ومهتم دائما بذوقه.. غالبا ما تجده يتحدث بصوت خافت هادئ ينمّ عن شخصية متزنة، يجعل كل من يتحدث إليه يكستب ثقته.. هو شخصية تحتوي على جميع التناقضات التي قد تجدها في كتب علم النفس. لديه مزيج من الإزدواجية والنرجسية، جانبه الآخر مظلم تماما إذا حدث واكتشفت ذلك لا تشعر لوهلة أنك أمام أستاذ فيزياء..

******
لو كانت لي نصيحة أقدمها لكل فتاة تشعر برغبة في الحديث معه للطفه وسماحته لقلت لها "ابتعدي.. فقط ابتعدي، لأنك لا تملكين خيارا غير أنك ستصبحين عاهرة من عاهراته"..

"مرحبا أنا أستاذ الفيزياء"

صورة سيباستيان بالذكاء الإصطناعي

******
-مرحبا أستاذ، لقد حاولت جاهدة البحث عن شرح لقوانين حركة الكواكب، إلا أن كل بحوثي كانت تقودني للنسبية العامة لآينشتاين! بينما نحن نهتم بقوانين نيوتن..

أدرت وجهي بهدوء نحو عينيها، ثم نظرت لها بملامح صارمة لا تعبر عن شيء.. كانت ملامحي جافة فارغة من كل لغة وبيان.. لمدة عشر ثواني رأيت كيف تحولت ملامحها من حالة ابتسامة إلى استغراب إلى ارتباك إلى خوف داخلي لا تعرف سببه! كأنني سمعتها تحدث نفسها "ما الذي يحدث؟ ماذا فعلت؟ هل أخطأت في شيء ما؟ "

"تلك المتعة التي تملؤني كلما جعلت أنثى تشعر بالإرتباك فجأة أشهى من ممارسة الجنس معها ألف مرة"

- هل قلت شيئا خاطئا أستاذ؟ (بصوت مرتبك ومتردد)..
= ليديا! (هكذا اندفعت وأنا أنطق اسمها.. مغيرا ملامحي من وجه رجل يكاد يقتلها خوفا إلى رجل ودود وأستاذ ذكي لطيف)
= بالطبع أيتها الطالبة.. عند دراسة حركة الكواكب في الفضاء فنحن فقط ندرس مستوى من مستوياتها، لديه علاقة بالنسبية العامة ولكن ليس مقررا لك في هذا الطور أن تدرسيها، لهذا عليك بمعرفة منهجية البحث قبل البحث.. اتفقنا؟
- آه شـ..شكرا أستاذ، ظننت أنني ارتكبت خطئا ما!؟

ابتسمتْ ابتسامة ارتياح ما يزال يشوبها بعض التوتر، ثم انصرفت تكاد تخطىء في خطواتها فتسقط.

"حسنا! هي مجرد طالبة لا داعي لاستحضار جانبي الآخر في مكان عملي، عليّ التوقف عن ممارسة ألاعيبي النفسية"

*****
"لماذا هذه الكائنات دائما محل اهتمام الذكر؟ أي فيزياء تجعلنا لا نفعل أو نفكر في شيء إلا وعنصر " الأنثى" طرف في المعادلة؟.. ما الذي يجعلني أتصور أنني لا أكتمل في المعنى إلا إذا وقفت أمام هذا النوع من الكائنات الشهية؟.. لا يمكن أن نقول عن الأبيض أبيضا إلا إذا كان الأسود موجودا، هل تعريف الذكر مرتبط بوجود أنثى؟ وهل لا يكتمل مفهوم الرجولة إلا إذا كان هناك مفهوم للأنوثة؟ "

- هاي!! في ماذا تفكر؟
= آه لا شيء فقط تذكرت مسألة قديمة، شعرت لوهلة أنني فهمت حلّها على ما أعتقد!

"ألا تكفي هذه الأسئلة توجع عقلي ليزيدني هذا الأحمق تدخلاته المفاجأة"
=يا صديقي أشعر أنني مرهق جدا، دعنا نغادر هذا المقهى.
- لكن قهوتك ما تزال ساخنة وسيجارتك الأولى لم تنهها بعد، ما ااذي يستعجلك؟
= أسئلة.. أسئلة.. أسئلة... لا مزيد منها من فضلك هل يمكنك لمرة أن تأخذ برأيي دون طرح أسئلة؟

******
...حسنا!! هي العاشرة مساءً، تذكر الشرط، لا تضاجع فتاة لمرتين، لا تحفظ اسمها، لا تدقق في تفاصيل وجهها، لا تخضع لأنوثتها.. لا يهم من ستطرق الباب الآن! كل ما يهمني أنها وافقت على كل الشروط التي أمليتها عليها في دفترها... هي مجرد عاهرة سأمضي معها هذا المساء...

- كأس من النبيذ الأحمر وسيجارة أدخنها في هدوء وبعض الموسيقى الكلاسيكية هو كل ما يجعلني أسترخي، لكن لا شيء يجعلني أشعر بشخصيتي وحريتي لا شيء يشعرني بوجودي إلاّ أنتِ.. على الرغم من أنني لا أحب ارتباط وجودي بوجود شخص آخر.. لهذا أنتِ هنا، لا شيء إسمه الحب.. بمجرد خروجك من هذا الباب يجب عليك نسيان إسمي ووجهي ورائحتي التي ستتعلق بجسدك، لا أريد لشيء منك أن يبقى معي ولا لشيء مني أن يبقى معكِ.. أنتِ مجرد لعبة سأستخدمها مثلما أشتهي.. كل ما يهمني الآن رؤيتك وأنتِ تنسلخين من كل مبادئك وأفكارك وشخصيتك وكينونتك.. بكامل إرادتك.. عفوا... هنا أنتِ لا تملكين حتى إرادتك.. أريدك "لا شيء" وفقط.

=قرأت كل هذه الشروط في الدفتر الذي أعطيتني إياه، وأنا هنا أمامك لأنني وافقت على جميعها.
- يمكنك فقط استخدام كلمة الآمان إذا شعرت أن الأمور لم تعد ممتعة بالنسبة لك..
= لا أحتاج لهذه الكلمة.. فقط قم بذلك.
.good girl -

"شعوري وهو يخترق حنجرتها، ويملؤ فمها الصغير بحجمه، ورؤيتها تختنق به ولعابها يتقطر من ضفتي شفتيها على نهديها.. وبعضه يتعلق بخصيتيَّ.. يجعلني أكاد أفكر في التراجع عن كل التصوّرات التي تراودني اتجاه النساء.. إنّهن حقا رائعات، يكفي أن أشاهد وجوههن الملائكية ونظراتهن البريئة وهن يحاولن جاهدين إرضائي.. أعتقد أن كل أنثى مهما كانت شخصيتها إلا أنّ لها جانبا منحرفا تخاف استكشافه فقط لأنها تخاف فعل ذلك مع الرجل الخطأ.. وإلا لماذا يحتملن كل هذه العنف مني.. ما الدافع الذي يجعلهن خاضعات إلى هذا الحد معي؟ لماذا يكفيني أن أكشف عن انحناءات جسدي وتقاسيم عضلات بطني وعروق معصمي البارزة لأجعلها تستسلم لي كطفلة لم تبلغ بعد؟.. حسنا لماذا.. لمـ.."
"تبا.. إنّها الأسئلة... عادت الأسئلة من جديد!!"

TOXICحيث تعيش القصص. اكتشف الآن