"إن كنت لا تستطيع نسيان ماضيك.. فاعلم أن حاضرك مازال أسوء من ماضيك"كنت واقفا خلف الزجاج الفاصل بيني وبين الغرفة الطبية التي ترقد فيها "ريتا".. واضعا يدي ومسندا جبهتي على الزجاج.. بينما كانت صديقتها "إيفا" بجانبي تروي لي ما حدث معها..
- اتصلت بي "ريتا" بأنها خارجة من البقّالة التي اعتدنا قضاء حاجياتنا منها.. بجانب محطة بنزين مهجورة.. ذلك الشارع غالبا ما يكون فارغا وقت الظهيرة.. وبينما هي تحدثني حتى سمعتُ صراخها وأصوات أخرى لم أستوعب ما يحدث.. ولكن أدركت أن أمرا خطيرا حدث لها..
أعدت الإتصال بها وكان هاتفها مغلقا.. وبقيت أتساءل أين هي الآن.. كنت أعلم أنها كانت معك بالأمس.. وظننت أنك أنت من يقوم بإيذائها.. لشدة توتري نسيت أنها كانت خارجة من البقّالة..
خرجت مسرعة بعدما تذكرت.. واتجهت إلى مكانها.. لم يكن لها أي أثر هناك.. تقدّمت بضعة خطوات إلى محطة البنزين المهجورة.. وبدأت أسمع صوتها وهي تتوجع ألما.. وكلّما اقتربت زاد صوتها.. تتبعت مكان الصوت مسرعة.. فوجدتها ملقاةً في أحد زوايا المظلمة.. اقتربت بخوف وأنا أنادي باسمها بصوت هادىء.. فكأنها فزعت في البداية ثم هبت إليّ تعانقني وهي لا تقوى على الوقوف..
تفحّصتُ وجهها فإذا هو كما ترى كله كدمات.. عضدها عليه آثار خدوش.. كانت ثيابها ممزقة كأنما تم اغتصابها مع التعنيف والضرب.. كلّ ما كانت تردده لحظتها.. بصوت يرتعد تتخلّله شهقاتها وكأنها تحاول استرداد أنفاسها المتقطعة.. "أنا خائفة جدا.. لقد كانوا ثلاثة.." ثم ما تلبث تنطق اسمك وتعيده حتى فقدت وعيها.. ثم اتصلت بالإسعاف..
أنت تقرأ
TOXIC
Ficção Adolescente"سيباستيان" أستاذ فيزياء يقوم بتدريس الطور الثانوي، في السابعة والعشرين من عمره، يعني اسمه المحترم أو الموقر، يعيش حالة من الفوضى النفسية التي تلازمه، بسبب أحداث وقعت له في الماضي، يحاول جاهد الفصل بين شخصيتين تسيطران على مجرى أحداثه، شخصية الأستاذ...