الفصل 10

11 3 2
                                    

💙💙💙

مع نسمات الهواء العليل الذي يجعل خصيلات شعرها تتطاير في الهواء بشكل هادئ ومغري وألحان الناي التي تصنعها بتمايل اناملها على تلك الثقوب وجسدها الذي يتحرك مع الألحان تحت شجرة الكرز الزهرية كانت تلك أجمل لوحة حقيقية راتها .صفقت لصديقتها بحرارة بعد أن انتهت من لحنها لترد عليها الأخرى باجمل إبتسامة مع شكر لطيف لها لتردف
-"يبدو أن اللحن الجديد قد أعجبك "
لترد الأخرى بفرح" أعجبني!!!أنه رائع هادئ وناعم ومرح أيضا مثلك تماما"
-"اتعلمين (ابتسامة)هذا اللحن الفته خصيصا لك"
-"لي انا"(دهشة)
- تقدمت لتجلس بجانبها ثم تضع نايها وتمسك بيدي صديقتها
"أجل لك وحدك ولن  اعزفه لشخص آخر غيرك هذا وعد."
-" حقا وعد "
-"نعم لأنني الفته لتستمعي إليه كلما كنتي حزينة وتعرضتي لموقف ما مثل الان"
- ردت الأخرى بتوتر "ماذا تقصدين اي موقف انا بخير "
إبتسمت بحزن لترد " شيري الا تزالين تحاولين الاخفاء عني انا اعرفك و اعرف حالتك فقط عندما المحك أعلم أنه حصل معك شيء آخر بسبب والدك كالعادة "
- اعتصرت ثوبها بيديها ثم بدأت دموعها بالتساقط وكأنها كانت تنتظر هذه الكلمات لتفرغ  كل الكبت الذي بداخلها في أحضان صديقتها التي ضمتها إلى صدرها وهي تربت على رأسها بلطف لم تقاطعها  ولم تطلب منها التوقف وبقيتا على تلك الحال حتى هدأت تشارلوت لتمسح صديقتها دموعها من على خديها وهي تقول "شيري اريدك ان تبقي قوية دائمة ولاتستسلمي صديقتي فمهما قست علينا الحياة لايجب أن نستسلم الحياة لن تريك زهور ربيعها إن لم تتحملي برد شتاءها اليس كذلك، لاتياسي واحبي حياتك وابقي حيوية عندها سيأتي اليوم الذي تكافئين فيه بنعمة لم تكوني تتوقعينها "
-"هل تظنين ذلك؟أي نعمة ساحصل عليها من حياتي البائسة هذه"
-"لاتكوني متشائمة لكل فرصته ووقته (أخرجت شيء من حقيبتها )خذي"
-تمسكه تشارلوت ثم تقول "مسجل صوت؟؟!!"
-"اجل لقد سجلت لك هذا اللحن لتستمعي إليه كلما شعرتي بالضيق او كنتي وحيدة وانا لم استطع ان اكون معك (تغمز لها) وكلما اشتقتي الي ايضا ساكون معك بألحاني "
-نظرت لها تشارلوت بفرح وبابتسامة طفولية ثم عانقتها بشدة وهي تشكرها على الهدية حتى سقطتا معا لتعتذر تشارلوت بينما تضحك الأخرى على ردة فعلها ثم تشاركها  فيضحكان معا..."
لم تدم ضحكتها ولا أحلامها الوردية فماهي إلا لحظات حتى ارتعش كل جسدها لتفتح عينيها بتثاقل وبطئ وهي تحاول سحب أكبر قدر من الهواء بعد أن شعرت بكل ذلك الماء البارد يغمرها
رمى دلو الماء بعيد وهو ينظر إليها وقد استفاقت واخيرا
نظرت للذي أمامها ثم لنفسها وهي مقيدة على أحد الكراسي .نظرت له بسخط ليبتسم تلك الإبتسامة الشيطانية ثم يقترب منها ليمسك ذقنها مرة أخرى نظر لعينيها جيدا ثم قال
"لاداعي لكل هذه النظرات يجب أن تشكري صديقي لأنك لاتزالين حية إلى الآن(يغمز لها)يبدو أنك اعجبته"
سحب وجهه ثم وضع يده على خده في غضب ليسمع قهقهة صديقه  الجالس في زاوية الغرفة نظر إليها بغضب ثم صفعها مرة أخرى لتصرخ بتأوه وتتطاير خصلات شعرها المبللة لتلتصق بوجهها بشكل فوضوي
"تجرئين على البصق في وجهي أيتها اللعينة "
-كان سيصفعها مرة أخرى غير أن صديقه أمسك يده و اوقفه
-"إن كنت ستشوه وجهها الجميل ياصديقي فلماذا طلبت منك أن تتركها حية اقترب منها ليضع يده بحنان مزيف على خدها ويزيل تلك الخصيلات المبللة عن وجهها ليقول بخبث
"أن صديقي متوحش حقا لذلك لا داعي للعبث معه ياصغيرة "
تسحب وجهها للجهة المقابلة مبتعدة عنه لكنه يعيد وجهها أمامه مرة أخرى "لاداعي لتجنبي ياعزيزتي سافكر معك الليلة إن أعجبتني فربما تصيرين عشيقتي المطيعة
-تفتح تشارلوت عينيها بقوة وغضب ثم تقول "خسئت" -يضحك مرة أخرى ليردف "لاتقلقي فأنا لست عصبي مثل هذا المتوحش ولدي اساليبي الخاصة اسبوع واحد فقط وستصبحين مطيعة"
لم يسمح لها بقول شيء آخر لأنه أغلق فمها بشريط لاصق
-جاك بنظرت استحقار "لااعرف مايعجبك بها على كلا فإنه ليس لدينا وقت أين هي اوراق صفقة غد سلمها لي الآن فقد تأخرنا بما فيه الكفاية"
-"حسنا كما تريد أنها فوق في تلك الغرفة "
ابتعد الاثنان متجهين نحو الغرفة المقصودة بينما تشارلوت فكانت تحاول التخلص من قيدها بأي طريقة لكن لاجدوى الحبال مربوطة بإحكام لاحظت كوب القهوة الذي كان يشرب منه ذلك المدعوا أندرو وحاولت الوصول إلى تلك الطاولة وضربها حتى سقط الكأس لكنه لم ينكسر فحاولت كسره بكعب حذائها وبالفعل استطاعت ثم خلعت حذائها لتمسك الزجاج المكسور باصابع قدمها لتضعه بالكرسي المقابل رغم انها جرحت وهي تحاول وضعه الا انها نجحت في خطتها ووضعته استدارت بالكرسي الذي تجلس عليه لأن يديها كانتا مقيدتين للخلف وامسكت قطعة الزجاج  لتبدا بقطع الحبال وماهي إلا دقائق حتى قطع الحبل واستطاعت تحرير نفسها نزعت الشريط اللاصق عن فمها وأعادة ارتداء حذائها بالم بسبب الجرح. وانطلقت مسرعة نحو المخرج استطاعت فتح الباب وانطلقت مسرعة نحو الخارج لكنها توقفت بصدمة بعد أن تلقت ذلك الضوء الساطع مما جعلها تخفي عينيها بيديها كردة فعل لتصرخ بتأوه مرة أخرى
بعد أن سحبها أندرو من شعرها للمرة الثانية أطفأ جاك أضواء سيارته ليخرج منها بعد أن كان مستعدا للذهاب "يبدو أنك لن تتعلمي ابدا"
"إذهب انت انا ساتولى أمرها "يرد أندرو
"حسنا ولكن احذر فعلى مايبدو ليست من النوع الذي يستسلم بسهولة "ثم إبتسم لها إبتسامة استحقار والتي لم تعجبها أبدا.
استدار ليهم بالمغادرة فإذا به يتلقى ركلة من الخلف بين قدميه من تشارلوت جعلته يتعثر ويسقط بالم والشياطين تقفز على راسه وقف بغضب
ثم نظر إليها ولكن هذه المرة ليقتلها ولكن لم يتسنى له ذلك فماهي إلا ثوان حتى دوى ذلك الصوت المخيف ليسقط أرضا بعد ان استقرت تلك الرصاصة في ساقه.
صرخ بتأوه من شدة الالم أما تشارلوت فقد فزعت من صوت الاطلاق فتحت عينيها بخوف ثم نظرت امامها لتجد رجلا يتقدم نحوهم بخطوات واثقة ثابتة تهز الأرض يمسك مسدسه بيده اليمنى أما اليسرى فيضعها في جيبه
للحظة نست كل شيء وكل مايحيط بها وهي تنظر إلى ذلك الرجل وإلى هيبته التي تسبقه همش بصرها كل ماحولها لتركز عليه هو فقط وتغوص فيه رغم انها لم تستطع رايته جيدا بسبب الظلام
صرخ أندرو "من انت بحق اللعنة؟وكيف تجرأ؟"
أخرج هو الاخر مسدسا كان يخفيه ليوجهه نحو الرجل ويمسك تشارلوت بقوة اكثر في وضع الرهينة
كانت لحظات من الصمت حتى ظهر ذلك الصوت الرجولي الذي رغم هدوئه فإنه يبعث الرعب والرهبة في الأوصال
"احقا لم تعرفني أيها المجرم أندريه ماركوس ام اقول ايها الهارب أندرو، لقد مر وقت طويل ألم تشتق الي "
لاحظت تشارلوت ارتجاف يديه ليتقدم ذلك الرجل أكثر تحت ضوء القمر الخافت لتظهر ملامحه واضحة ليتمتم أندرو بين شفتيه بخوف
"العقيد تشارلز!!! "
-"بلحمه وشحمه"(إبتسامة مخيفة)
-"والآن هل ستتركها من تلقاء نفسك ام احررها بنفسي هيا إختر وأسرع فليس لدي وقت لك"
-وضع اندرو فوهة المسدس على رأس تشارلوت ليصرخ "إياك أن تقترب وإلا فإنك ستكون سبب موتها"
-شعرت بالخوف وهي تشعر بارتجاف يديه قد يطلق عليها في اي لحظة اغمضت عينيها بشدة ثم فتحتهما مرة أخرى لترى عينان تحدقان بها هي وحدها لاتعرف ماالذي شعرت به وقتها ولكنها تعلم جيدا أنها لم تعد خائفة وأن تلك النظرة تلمح لشيء وقد فهمت تشارلوت بسرعة ما الذي يريده، اجل يريد مساعدتها  كي يستطيع انقاضها. رغم انها كانت مترددة وغير واثقة من نفسها إلا انها استجمعت كل مالديها من شجاعة وضربت بكوع ذراعها جنب أندرو الذي تأوه وكان للحظة سيضربها بالمسدس لكن وبسرعة البرق كان تشارلز قد صار امامهما سحب تشارلوت إلى صدره ليسدد بعدها لكمة موجعة إلى أندرو جعلته يسقط مغشيا عليه اما تشارلوت فكاد يغمى عليها من سرعته وتدخله الخاطف
-لم تستطع تشارلوت الوقوف على قدميها أكثر امسكها تشارلز من خصرها ليمنعها من السقوط ثم سألها
"ياآنسة هل أنتي بخير"
قالت بتعب وخجل من الموقف
"أجل.. بخير "
سمعا صوت محرك سيارة استدار تشارلز ليجد ذلك الوغد جاك قد تحامل على نفسه وركب سيارته ليهرب رفع يده التي تحمل المسدس ليصوب نحوه وهويغادر ويده الأخرى ممسكة بتشارلوت ولكن تراجع واخفض مسدسه دون ان يطلق بعد أن سمع صوت سيارات الشرطة التي تسبقها سيارة سوداء فاخرة وقفت أمام سيارة جاك لتثير الغبار من حولها صانعت حاجز أمام سيارة جاك تمنعه من المرور لتحيطها سيارات الشرطة التي لحقت بها فتحت أبواب السيارة الامامية لينزل منها ويليام والسيد كارل والشرر يتطاير من عينيه ،تقدم نحو السيارة ليخرج جاك منها وينهال عليه بالضرب والشتم ضربه في كل مكان ولكل سبب لوقاحته ،لسرقة أمواله، وعقاراته والاهم لخداع ابنته وإيذائه لها ولقلبها وجعلها طريحة الفراش في المشفى. تجمع رجال الشرطة عليه ليبعدوه عنه بأعجوبة  فلو استمر أكثر لقتله
-"أيها السافل الحقير اقسم أنني لن اتركك ستدفع ثمن كل شيء وثمن مافعلته بابنتي لن تصبح زوجها بعد الآن وساحرص على فصلكما  اليوم قبل غد سأجعلك تعيش في الجحيم وإلا فلن اكون انا كارل آشلي ايها الوغد"
•••
-رغم كل ذلك الضرب والرصاصة التي اصابت قدمه إلا أنه ضحك بهستيرية وبسخرية قال
"حقا هل ستفصلني عن والدة إبني. لاتنسى أيها العجوز أن لدي ابن من ابنتك ولن يستطيع اي قانون ابعادي عنه لذلك مهما فعلت فلن تستطيع فصلي وازاحتي جانبا ابدا"
اكمل ضحكه الساخر باستمتاع ولكن لم يدم هذا طويل
فعند هنا وصرخت تشارلوت به في غضب والم
"أي ابن؟! اي ابن أيها المجرم الحقير! .هل تقصد ابنك الذي قتلته ،(تنهمر دموعها على خديها وتشارلز يسندها)إبنك الذي قتلته بادمانك بكحولك ومخدراتك جعلته يولد بأعضاء مشوهة ولم يستطع الاحتمال إبنك توقف قلبه وهو في بطن أمه ايها النذل والفضل يعود لك طبعا اتعلم شيء، حمدالله أنه توفي وهو لايعرف إلا رحم والدته حمدالله أنه لم يولد ليعرف ابا مثلك فالموت له أفضل ، اما انت فلتتعفن في جحيم سجنك أيها الوغد "
انهارت من شدة الالم وهي تصرخ فيه وتشتمه حتى اغمي عليها بين يدي تشارلز وانقطع صوتها ليعم الهدوء المكان للحظات استوعب فيها البقية ماقالته .
تسللت دمعه هاربة من عين كارل مسحها بسرعة ثم نظر لجاك نظرة استحقار وسخط فما كان من الثاني إلا أن ينظر له بوجه مصدوم مصفر خال من الدم وكأن عروقه قد جفت .
حمل تشارلز تشارلوت بين يديه ثم أمر رجال الشرطة بإمساك المجرمين وتفتيش بقية المستودع . هرع إليه ويليام يتحقق من سلامة تشارلوت وكذلك كارل
ويليام بخوف " إنها مصابة بكدمات كثيرة كما أن ضغطها يبدو منخفظا بسرعة يجب أن ننقلها إلى المستشفى الآن . فتح كارل باب سيارته الخلفي ليضعها تشارلز بوضع مريح متئملا ملامح وجهها المتعبة لثوان ثم أغلق باب السيارة التي انطلقت الى المستشفى بينما هو بقي ليتولى امر جاك ومجرمه السابق أندريه فهذه المرة لن يسمح له ابدا بالهرب نظر اليه بعد ان جعله رجال الشرطة يستفيق ليبتسم بسخرية من كان يتوقع ان يلتقي بالاخوين في يوم واحد.  بعد ان تحقق من نقله بشكل آمن وحجز بقية الصناديق التي كانت في المستودع ركب سيارته ليلحق بويليام الى المستشفى تاركا بقية رجال الشرطة يتولون حراسة المستودع حتى يتم نقل مافيه من ممنوعات.

💙💙💙

إشارة موت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن