Part 4

611 41 5
                                    

قراءة ممتعة 😇


_________________________________________

اوصلني جنغكوك إلى بيتي ... فتح لي الباب .. ثم قال لي أنه أرسل برنامج الغد لي عبر الإيميل... تمنى لي ليلة سعيدة ثم غادر ....

طبعا اكتفيت بالهمهمة و الإيماء فصدمة ورق الحمام لا زالت عالقة في ذاكرتي ...

دخلت البيت و توجهت مباشرة إلى غرفتي ... استحميت ثم لبست منامتي و استلقليت على سريري ..

فتحت لوحي الإلكتروني لاتفقد البرنامج الذي أرسله لي جنغكوك ... واو هو حقا بارع و منظم ... لا أصدق أنه حدد الأوقات حتى ..

انتظر لحظة سيأتي ليصطحبني في السابعة صباحا .. هل نحن نجاهد هنا ..

في الحقيقة هذا منطقي .. إن حسبنا الوقت الذي نستغرقه في الطريق مع الازدحام المروري ...

سأنام الآن.. فأنا حقا متعب .. فتحت عيناي مجددا حين تذكرت عدم وضعي لمنبه .. و استغرقت في نوم عميق ...

استيقظت باكرا صباحا و جهزت نفسي .. ثم شاركت أبي الإفطار.. تبادلنا بعض الأحاديث.. فاستغليت اللحظة رغم ضيق الوقت و قلت بخبث : أبي أنا حقا آسف من أجل مساعدي.. إن كان يقلني من هنا في السابعة .. فمتى ينطلق من بيته ..

فرد أبي: بيته قريب منا .. إنه في الحي الذي يلي حينا .. عشر دقائق أو أقل تفصل بين بيتنا و بيته ..

فقلت  : حقا ... و لكن لم أره أبدا من قبل هذا غريب ..

فقال : أنا أيضا مستغرب لذلك ... رغم أنه جاء إلى بيتنا في العديد من المناسبات ... ربما رأيته و لم تكن منتبه له ..

أردت أن اساله المزيد لكن وقت الذهاب قد حان ... للأسف.. و لكن فضولي ما زال مستمرا.. و لن أرتاح حتى أعرف المزيد و المزيد عنه ...

خرجت من البوابة الرئيسية لأجد جنغكوك يقف أمام السيارة ... و هو يبدو وسيم جدا اليوم ..
ابتسمت له باشراق .. فقال : صباح الخير أيها السيد الصغير ...
أزعجني ذلك لماذا يضع حواجز بيننا .. لا أريده أن يناديني بالسيد الصغير .. و لماذا لا يبادلني الابتسامة بحق الجحيم...
فتح لي الباب فركبت ليغلقه ثم توجه لمقعد السائق و انطلق...
فركت أصابعي و عضضت اظافري ثم تشجعت و قلت : مساعد جنغكوك .. لا أريدك أن تناديني بالسيد الصغير أو سيدي أو السيد جيمين .. فقط نادني ب جيمين.... وحده..
نظر إلي في المرآة الأمامية... فالتقت اعينه الحادة بعيناي المترددة... و أقسم  أنني  رأيت وهجا غريبا فيها للحظة ثم اختفى في اللحظة التي تلتها....

و قال مع ابتسامة بالكاد ترتسم على وجهه لولا تقليبي عنها بين ثنايا ملامحه: اذا كان هذا ما تريده .. فلك ذلك جيمين ...

بمجرد نطقه لاسمي سارع قلبي في ضح الدم لكافة جسدي بسرعة مهولة .. ليتسارع تنفسي و تنقبض ملامحي .. و ترتفع حرارتي .. أنا في موقف خطر.. أنا لست بخير ..

أنا أكاد أعجب به .. لا .. هذا مستحيل .. هو غريب الأطوار و بارد .. شخص لم التحم بمثله في حياتي .. شخص لم يحاول إثارة إعجابي أو جعلي منبهرا.. لم يمنحني و لو لمحة عاطفة صغيرة لهذا أنا في فوضى ...
تعودت دائما على وضع الجميع لي في دائرة الضوء لهذا أنا مستغرب من عدم تأثره بأي جانب من شخصيتي..

هذا فقط ... كل شيء بخير .. جيمين عليك فقط أن تتصل بأحد الألفا المعجبين بك .. أقضي أمسية ممتعة معهم و ستنتهي هذه الفوضى التي بداخلك ...

نجحت في اخماد توتري أخيرا... فقلت : مساعد جنغكوك سينتهي برنامجنا اليوم في الساعة الخامسة أليس كذلك ... فاجاب بنعم ...
هذا جيد .. و لكن بمن اتصل...
قررت أخيرا أن التقي باصدقائي في الجامعة .. بدلا من الذهاب في موعد ....فارسلت رسالة لراي و وافق.. هم لا يزالون يحتفلون كل يوم بلا سبب كما يقول أبي..

زفرت بعمق الحياة العملية مختلفة عن حياة الجامعة كثيرا .... هذه هي حياة البالغين إذا.. لقد نضجت أخيرا.. و أنا فخور بنفسي ..
وصلنا إلى الشركة و صعدت إلى مكتبي لانهي عملي المتبقي من البارحة .. و بمجرد انهائي له ... كلفني جنغكوك بعمل آخر.. الآن فهمت لماذا أبي مشغول طوال الوقت ...

شاركني جنغكوك الغذاء اليوم و ذلك كان غريبا بعض الشيء... لا أعلم ما يحدث لي .. و لكن هناك شيئا ما يحدث كلما تلاقت أعيننا أو تلامست أيدينا بالخطأ...

و المشكل انني الوحيد الذي يشعر بهذا فهو يبدو عاديا جدا ... صامدا و باردا .. و كأنه لا يملك مشاعر أو ربما هو بارع في  السيطرة على نفسه ... أنا حقا لا أعلم...

اكملت دوامي المسائي ثم خرجت برفقته مجددا .. و عم ذلك الصمت الذي يوترني مجددا ... سرقت بضعة نظرات لاركز على وجهه .. لأنني أردت أن أرسم ملامحه في ذاكرتي ..
و بمجرد ركوبنا في السيارة قلت له ان يوصلني إلى المقهى الذي اتفقت مع راي و بعض الأصدقاء أن نلتقي فيه ..
نظر إلي بغموض بنصف عين .. فقلت : أبي لم يقل شيئا عن عدم التقائي باصدقائي... فأومأ بنعم ...
وصلت إلى وجهتي فقلت له أن يذهب ... فمن المؤكد أن أحد أصدقائي سيوصلني في طريقه ...
لكنه رفض ذلك و قال أن مهمته لا تنتهي إلا عندما يوصلني إلى المنزل في المساء.. أظن أنه يضخم الأمر كثيرا .. هل هو حقا مخلص لعمله لهذه الدرجة..

أردت أن اجادله بشدة لكنني رأيت العناد في عينيه فقلت : اذا هل تريد النزول معي ...
صمت للحظات ثم قال : حسنا ...
فقلت : لكن بشرط لا تخبرهم أنك مساعدي .. هم يعلمون بوضعي الآن.. و سيسخرون مني و ينعتونك بالمربية ...
ترجلنا من السيارة و دخلنا إلى المقهى .. سلمت على أصدقائي و عرفتهم ب جنغكوك كأنه صديق لي من العمل فانبهرو به ...
و أنا الآن نادم جدا على ذلك ... فكل أصدقائي الأوميغا يتطلعون إليه.. و يتفحصون جسده .. أريد أن اضربهم بشدة الى ان يرجعو لصوابهم .. لكنني جالس هنا اشتعل بغضب فقط ...
لست غيورا أو شيئا ما .. أنا فقط لا أريده أن يأخذ فكرة سيئة عني و عن أصدقائي الحمقى .. هم لا يخجلون أبدا .. حتى أنهم طلبو رقمه .. من الجيد أنني تدخلت في اللحظة الحاسمة و بدلت الموضوع..

و هل تعلمون ما الذي أزعجني أكثر.. هو يجيد الابتسام لكن للآخرين فقط .. فهو الآن يجلس بجانبي و يوزع ابتساماته على الجميع ..و يقضي وقتا ممتعا .. بينما يزم شفتيه و يتصرف ببرودة معي منذ التقيت به ....

و ذلك يغضبني و بشدة...

_________________________________________

آراءكم؟

اعجبكم البارت؟

بارت جديد ممكن دعمكم للروايه

                احب مساعديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن