sunset

43 4 1
                                    

تقدم كليهما و قاما بعبور النهر(الذي كانت تستحم به)
كان الجزء الثاني من الغابة مختلفا تماما و أجمل كان كل شيء على ما يرام و كانت الأجواء لطيفة للغاية نظر رانج إليها وقال:
_لما قد يحرمنا سيدي من كل هذا الجمال ؟
هزت كتفيها للأعلى و كأنها تقول لا أعلم تواصلو في الغوص في تلك الغابة و فجأة تذكر رانج شيئا فتوقف عن المشي و قال:
_كيان! كيف لكي أن تعرفي بوجود تل في هذا الجزء من الغابة ؟
بدءت حينها تضحك بشدة و قالت:
_كان أمرا مختلقا لأوهمك أن لي غاية محددة...قد ساعدني ذلك في إقناعك و ها أنت لم تفطن سوى بعد تناول الطعم...عموما رانج أشعر بأني أعرف هذه الغابة جيدا و كأنني ولدت بها فقد كان كل مكان مررنا به مألوفا حقا...يبدو الأمر مخيفا بعض الشيء.
نظر رانج في عينيها و قال:
_لكي الويل يا فتاة... لقد خدعتي المخادع نفسه (تعرفون الثعلب) و لكن ما المقصود بكون المكان مألوفا بالنسبة لكي لا تقولي لي أنكي دخلتي من قبل
و ما إن أنهى كلامه حتى إرتطم بشيء لم يعلم ما هو فقد كان خفيا و يمنعه من التقدم إلى الأمام و كأنه جدار حاجز
إستمر في محاولة التقدم إلا أنه لم يقدر على المرور ففهم الأمر و قال :
_ فلنعد أدراجنا كيان هذا المكان مختوم بقدرة سحرية أو ما شابه لا يمكننا الدخول و لا يمكن للموجودين بالداخل الخروج لا بد من وجود وحش ما بالداخ...كيااان ! كيف أمكنكي الدخول؟
قالت:
_بينما كنت تتبجح بمعرفتك الواسعة قررت تجربة الدخول و قد دخلت بكل بساطة و إكتشفت خدعتك... كنت تنوي إيهامي بذلك لنعود أدراجنا ...
فأجاب:
_أقسم أنني لم أقل سوى الحقيقة لا يمكنني المرور حقا !
حاولت ملامسة يده و جذبها إلى الداخل إلا أن حاجزا منع يده من المرور إلى الداخل حاولت بجهد دون جدوى
فإبتسمت وقالت:
_يبدو أنه لا مكان لثعلب ممل هنا
قال :
_كيان توقفي عن تصرفتك الطفولية و لا تتحركي من هنا ...إياكي و التوغل أكثر ...أحسدك حقا على برودة أعصابك في ورطة كهذه ... علينا إيجاد حل لتخرجي و إلا وبخنا سيدي بشدة
_أوه أجل ... حل للخروج سأجده عندما أتقدم إلى اللقاء أيها الثعلب المملل
ذهبت تجري نحو الأمام دون أن تنظر خلفها .. نظر الثعلب إليها وقال:
_يال تلك الشقية .. علمت أنها لن تصغي إلي و لكن كم أحب هذا الجانب منها ... عموما لا خوف عليها ففي النهاية تستطيع حماية نفسها ... هذا الشبل من ذاك الأسد
و إستلقى لينام
واصلت كيان تركض في الأرجاء مستمتعة دون قلقة بما حصل إلى أن رأت غزالة جميلة قامت باللحاق بها إلا أن الغزالة هربت و ماإن واصلت اللحاق بها حتى بلغت تلا عاليا و صادف لقاءها بذلك التل وقت الغروب فبدءت تتأمل جمال المشهد حتى بدءت بسماع لحن مألوف قادم واصلت التقدم لتنصت جيدا إلى أن وصلت حافة التل و فجأة تحطم ذاك الجزء الذي كانت واقفة عليه و وقعت أرضا ...

لم تشعر كيان إلا بجسمها الصغير يواجه ضغط الهواء مسحوبا بالجاذبية إلى الأسفل حتى لامس جسدها الهش الأرض القاسية فما عادت تحس إلا بألم ينهش كامل جسمها و بدأت تسمع تأوهات و صرخات ألم غير مدركة أنه في الحقيقة كان صوتها هي و ما هي إلا لحظات حتى شعرت بنسيم دافئ يداعب شعرها و يرفعها من على الأرض بحنان و كأنما أحدا يحملها و ماإن فارق جسدها الأرض حتى فقدت وعيها....

بين أحضان غابة ترانيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن