أفاقت كيان على رقصات أنفاسه الدافئة تلامس رقبتها الحساسة و كأنما تدغدغها و لمسات ذراعيه اللتان كانتا تعانقاها بشدة ... تحركت كيان قليلا محاولةً الإلتفات لرؤية وجهه حتى قاطعها صوته:
_أخيرا قد أفقتي يا كياني ...
و خفض من قوة قبضته في عناقها لتتمكن من الإلتفات.... نظرت إليه في عينيه في هدوء ثم صرخت:
_أحمق! غبي! سافل!
و قفزت من السرير للوقوف إلا أنها تفاجأة بما رأته و عادت بسرعة تحت الغطاء تحمر خجلا :
_هل نومتني لتفعل ما تشااء ! يالك من وحش حقير ...
لم تُسمع في تلك الغرفة إلا صوت قهقهته:
_لازلت لا تتوقفين عن إهانتي إن لسانك سليط حقا ..
و أمسك بذقنها محركا و جهها في إتجاه وجهه و أكمل:
_لم أقم بفعل شيء... لم أخلف ميثاقنا... فقط نزعت ملابسك فلا بد أن فستان الزفاف كان غير مريحا للنوم
و وقف من فراشه و فتح خزانته يتفحصها و رمى إليها قميصا
_لا أملك أي ملابس نسائية لكن أعتقد أن هذا سيفي بالغرض ... إرتديه ريثما يحظر الخدم بعض الملابس لك
قامت كيان بالغوص كليا تحت الغطاء و صرخت:
_ألا تملك ذرة حياء ؟ جردتني من ملابسي و أنا نائمة و لفقت ذلك لكون الفستان غير مريح للنوم إعلم أنني لن أمر مرور الكرام عن فعلتك هذه لكن ماذا عنك لماذا لا ترتدي قميصا؟
_أنا أيضا لا أستطيع النوم مرتاحا بإرتداء قميص
و مد يده إلى الخزانة و أخذ قميصا ليلبسه:
_يمكنك النظر الأن لقد إرتديت قميصا ...
ألقت نظرة من تحت الغطاء ثم تنهدت وقالت:
_هذا جيد الأن إستدر أو غادر الغرفة لأستطيع إرتداء هذا القميص...
إبتسم و قام بالإستدارة نحو الجدار حتى إنتهت...
كان يكبت الضحك أمامها بعد رؤية شكلها بقميصه فقد كان فارق الطول و السمك عظيما بينهما و ماهي إلا لحظات حتى طرق الباب:
_سيدي لقد أحظرنا الملابس للسيدة كما طلبت و الحمام جاهز
_لا بأس قم بوضع تلك الملابس في الحمام لقد إرتدت ملابسا بالفعل
همست كيان:
_ماللذي تقوله لن أخطو خطوة خارج الغرفة بهذا الشكل !
_و من طلب منكي ذلك أصلا... لن تخطي خطوة خارج هذه الغرفة لا تقلقي
ثم حملها بسحره و وضعها بين ذراعيه :
_أنا من سيحملك
إبتسمت بمكر و قالت:
_عليك أن تتركني فبالطبع لن تحملني إلى الحمام ... علي الذهاب وحدي
_نحن ذاهبان بنفس الوجهة لما لا أحملك؟
_ماذا؟
فتح الباب بسحره و خرج يمشي و هي بين ذراعيه أمام الخدم و هو يهمس:
_يبدو أن أسينا لم تخبرك... فمن تقاليدنا أن يستحم الزوجان معا أيضا
مدت يدها إلى ذراعه و أخفتها عن أنظار الجميع و قامت بغرس أظافرها بيده و هي تقول:
_لقد سايرتكم بما فيه الكفاية أتركني و إلا!
_هل تتذكرين ماللذي حدث في آخر مرة حاولتي جعلي أتركك من الذي تظرر؟
توقفت عن ذلك و ظلت صامتة إلى حين دخولهم الحمام:
_حسنا إسمع لا أحد هنا سوانا لذا يمكننا البقاء هكذا و التكلم دون الإستحمام أو أي شيء
و ما إن أنهت كلامها حتى رأته يخلع ثيابه و هو يقول:
_لكني أود الإستحمام
إستدارت كيان على الفور تحمر خجلا و قالت:
_إذهب و إستحم سأبقى هنا إلى حين إستحمامك ...إني أشك في كونك إنسانا حقا!
أمسك بيدها و قال:
_قلت لكي أنه من التقاليد أن نستحم معا!
_ماللذي تهذي به... على كل لا أظن أنك ملتزم بتقاليدكم هذه فقد خالفتها في الزفاف بالفعل! يعني مخالفتها الأن أمر لا بأس به
أمسك خديها و أخذ يقرصها بلطف بينما كانت تغلق عيناها كي لا ترى صدره العاري :
_أنا الوحيد المخول لي بإختراق التقاليد كما أشاء... و الآن تجردي من ثيابك و هيا للإستحمام!
_لن أفعل هذا و إبتعد عني بسرعة!
_هل تشعرين بالخجل؟ لم أعتقد أنك فتاة خجولة ... على كل لا تنسي أنني من أزال عن جسدك الفستان البارحة يعني أنني قد تأملته بقدر ماشئت و لا داعي للخجل الأن!
إحمر وجهها أكثر فأكثر ثم هربت إلى الجانب الآخر من الحمام و صرخت:
_يالك من منحرف! ... من اللذي سمح لك بفعل ذالك؟
_لا أظنني مخطء بتأمل جمال جسد زوجتي دون إذن فهو بالفعل ملكي... إن لم يكن بإمكاني لمسك فعلى الأقل يمكنني تأملك كلوحة فنية...لو كنت منحرفا حقا لما تواصلت بكبح نفسي طوال الليل بسببك! و الأن كفي عن الثرثرة لقد سايرت تصرفاتك المتمردة بما فيه الكفاية هيا إخلعي قميصي على الفور !
لم تحرك كيان ساكنا و جلست على الأرض في أحد الزواية و هي تتجاهل النظر إليه ... إبتسم ترانيم و قام ب أخذ صنبور الماء و بللها بالكامل ... فلم تتردد في إمساك أقرب صنبور إليها و مهاجمته بالماء ... ظلا يلعبان كالأطفال بالماء مستمتعان بذالك حتى أنهكهما التعب و إستلقيا على الأرض ... حول ترانيم ناظريه إليها وقال:
_لقد راقتني حمالة الصدر خاصتك... اللون الأحمر جميل عليكي
نظرت كيان لنفسها لترى أنه تم فضحها بواسطة تفاعل الماء على القميص الأبيض ف حاولت تغطية جسدها بيديها الصغيرتان
_توقفي عن ذالك فقد رأيت كل شيء بالفعل كما أخبرتك!.. و الأن لا مزيد للوقت لدي الكثير من العمل ... حان وقت الإستحمام بجدية... إما أن تخلعيهم بنفسك أو سأقوم بذالك بدلا عنك!
فكرت كيان مليا و أدركت أن لا مهرب لها من ذالك ثم قالت:
_سأقوم بذالك بشرط وحيد!
_هذا ما أريد سماعها تبدين لطيفة حين تكونين مطيعة... ماهو شرطك؟
_أن تجيب على كامل أسئلتي دون كذب!
_لن يكون بتلك السهولة... على كل شيء تفعلينه ستنالين3 أجوبة عن 3 أسئلة!
_تبا لا خيار آخر أمامي ... موافقة!
ثم نزعت القميص و قفزت بسرعة لتغطي جسدها بالماء بدلا عن ذالك ... إبتسم و لحق بها ...
ماهي إلا لحظات حتى تاهت في دوامة أفكارها فكانت عيناها لا تفارقان صدره و بطنه المليء بالعضلات ناسية أنه قد يفطن بنظراتها :
_هل تعجبك عضلاتي؟ يمكنكي لمسهم
و أخذ يقترب منها
إلا أنها وقعت من هول سماع تلك الكلمات... فأمسك بسرعة بخصرها كي لا تقع... فتلاقت أعينهما عن قرب في تلك اللحظة و توقفى في تلك الوضعية للحظات حتى دفعته بعيدا و قالت:
_إنتهيت من الإستحمام علي المغادرة...
مد يده إليها راغبا بشدة في لمسها لكنه تراجع على الفور و خرج هو الآخر و ذهب ليلبس ثيابه
*************ماإن خرج حتى وجد سوار يجوب القصر باحثا عنه و في يده كومة من الأوراق اللتي على الملك الإمضاء عليها.... فتنهد و عاد إلى عمله إلى حلول المساء... عندها طرقت كيان غرفته ... صرخ:
_لا تدخل ...
دفعت كيان الباب و دخلت:
_لك دين عليك تسديده ! عليك إجابتي عن أسئلتي!
_هذا أنتي؟ ظننتك شخصا آخر تفضلي بالدخول
دخلت كيان و جلست على حافة السرير تنظر إليه ثم قالت:
_كنت سأدخل بكل الأحوال... و الآن أول سؤال لي هو ما سر قدراتكم السحرية هذه ؟!
أنت تقرأ
بين أحضان غابة ترانيم
Fantasyكانت كيان تعيش حياة بسيطة مع والدها و أختها الصغرى في منزلها المستفرد في الغابة إلى أن تنقلب حياتها رأسا على عقب منذ مرض أختها...