الزفاف

27 2 4
                                    

نعود الآن إلى الحاضر.............
ظلّت كيان صامتة لا تجيب فقط إكتفت بالنظر إليه يستشيط غضبا كالبركان ... كانت تتفحص تقاسيم وجهه اللذي بانت عليها لوحة فنية مختلطة بين الخوف و الغضب و شيء آخر لم تفهمه.... شعرت عندها بغرابة و بخوف شديد فإرتسمت مشاعرها على عينيها اللذان جعلاه يوقف ثورته ينظر إليهما و قال:
_تبا لكي! لا تنظري إلي هكذا!
ثم نزع القبعة عن رأسها لينساب شعرها اللامع كضوء القمر و أظاف:
_إياكي و إخفاءه ثانية!
كانت كيان مصدومة من ردة فعله فقد توقعت أن يكون أعنف من ذالك إلا أنه مسح عنها غيمة الأفكار و أمسك يدها و قال:
_ هيا لنعد إلى قصرنا يا كياني!
كان صدى تلك الكلمات يتناغم في أذنها أرادت عتابه على إضافة ياء المِلكية إلى إسمها إلا أن شيئا بداخلهت منعها... إكتفت بإبتسامة صغيرة و إحمرار على خدّيها و لأول مرة سمحت له بإمساكها و المشي معها دون مقاومة ....
أمّا سوار فقد كان يعاني من دوّار شديد بسبب السرعة اللتي حمله بها ترانيم سابقا ...إكتفى برؤيتهما يمشيان في توافق لأول مرة لاعنا كليهما لما سبباه له .....

************

وصل ترانيم مع كيانه إلى غرفته جلسا على طاولة و كأنهما في إجتماع أخذ زمام المبادرة و قال:
_كيان كما تعلمين أن غدا هو زفافنا.... تصوري بشاعة الموقف الذي كنت لأكون فيه بعد مجيء جميع الضيوف ليجدو الملك بجلالته و وقاره يبحث عن عروسه التي تمكنت من الهرب... كنت لأكون في موقف لا أحسد عليه حقا .... لا مهرب لكي حقا فقط تقبلي الأمر! أنتي عروسي الآن و هذا ماجنيته على نفسك !
_تتحدث كملك يخاف و يريد المحافظة على سمعته ... ألم تفكر كيف سيتظر إليك شعبك بدونية بعد أن يعلموا أنك ستتزوج فتاة قاصر! في السادسة عشر من عمرها
وضع يده على خده مميلا رأسه ببتسامة على شفتاه:
_من هي ذي اللتي لا تزال في السادسة عشر من عمرها؟
_أنا!
_حقا؟ ألم أخبرك أن الوقت داخل الجدار يمر بشكل أسرع حيث يقدر اليوم بالخارج سنة هنا أي أن عمرك يناهز آلاف السنين يا حلوة
_ما.... ماذا؟
_كما سمعتي تماما بما أن السنة تحتوي على 365 يوم و بما أن عمرك الخارجي 16شنة فإن عمرك هنا 5840 سنة بالإضافة إلى ثلاثة سنوات كبيسة و هو اليوم الإضافي من شهر فبراير .... أي أن عمرك يبلغ 5843 سنة
_هذا حقا لا يصدق! و كم يبلغ عمرك؟
_سيكون صادما بالنسبة لك أن أقول لك أنني في 11686 أي ضعف عمرك الحالي
_11686 ؟ أنتم تعيشون طويلا
_تماما..
_مهلا ترانيم! هل أنت مؤسس هذه الغابة الحقيقي إذا ؟ فإن هذه الغابة قد أسست قبل 11650 سنة !
_أنتي على علم جيد بالتاريخ.... نعم بشحمه و لحمه ... لم أخبرك من قبل لأنك كنتي بالفعل مربكة و سيزيدك الأمر إرباكا ... على كل هءا لا يهم الآن المهم هو زفافنا الذي سيقام بالغد!
_بخصوص ذلك ترانيم ... كما تعلم فإن هذا الزفاف إجباري بالنسبة لي و لا مهرب منه و يؤسفني قول ذالك هصوصا أنك ضيقت الخناق علي و يستحسن أن أحافظ على سمعتك أيضا ... سأتزوج منك بشرط و هو أن لا تلمسني طول فترة الزواج
_موافق! ولكن عليك التظاهر بالحب أمام الجميع... و شيء آخر... إن حاولتي الهرب قبل إنقضاء السنة ستضاعف المدة و سيزول إتفاقنا... هل هءا مفهوم؟
_حسنا ... ستكون فترة هدنة بيننا
و مدت يدها لمصافحته فصافحها هو الآخر و أردف:
_إذهبي لأخذ قسط من الراحة الأن
وقفت كيان و غادرت الغرفة و ماإن أغلقت الباب وراءها حتى بدء يقهقه:
_ تعتقد حقا أنني سأتركها بعد سنة .... أنتي مِلكي الآن
واصلت كيان سيرها نحو غرفتها و ماإن فتحت الباب حتى إرتمت قمر في أحضانها و الدموع تتهاطل من عينيها:
_سيدتي أنتي بخير ! لقد كنت قلقة عليك حقاا!
و روت لها كل ما حدث...
أجابت كيان بنبرة حزينة:
_أنا حقا آسفة لتعريضكم للخطر... لا بد أنه سيعاقبكما لاحقا... لكن سأفعل كل ما بوسعي لإنقاضكما لا تقلقي عزيزتي...

*************

بين أحضان غابة ترانيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن