عاد ترانيم إلى غرفته ليتظاهر بكونه غير قادر على فك قيوده لتقوم هي بفكهم بنفسها إلا أنه وجد الغرفة فارغة و مرتبة ظن أنها قد أفاقت و غادرت الغرفة فسأل إحدى خادمات القصر:
_كيان...بل أقصد تلك الفتاة الجديدة في القصر أين هي ؟
_إعذرني جلالتك فلا علم لي
توقف قليلا ثم عاد إلى غرفته ليقوم بإمضاء بعض الأوراق المهمة و ماإن جلس إلى مكتبه حتى وجد رسالة:
"سيد ترانيم شكرا لك على إستظافتي و معالجتي و التكفل بي علي العودة الآن إلى المنزل أردت توديعك و إخبارك شخصيا لكن لا وقت لدي يستحسن المغادرة في الصباح الباكر و وجدت على مكتبك خريطة أظن أنه لا بأس بأخذها معي لأعرف طريق العودة
ملاحظة:آسفة لتخريب بعض من ثيابك لجعلها حبلا أخرج من خلاله من النافذة"
إبتسم ترانيم و قال:
_هل تظنين حقا أن الأمر بهذه السهولة ؟ ليس بهذه السهولة! فلا أحد قادر على مغادرة قصر ترانيم
ثم هتف:
_ جهزو لي الحصان بسرعة !
و ما هي إلا لحظات حتى جاءه مسؤول الإسطبل:
_ سيدي أعتقد أننا سرقنا
_مذا كيف يمكن لهذا أن يحدث؟ أنت تعرف جيدا أين نحن!
_لا وجود لحصانك يا سيدي لا بد أنه هرب إذا
ذهب ترانيم بنفسه للتأكد فوجد مكان حصانه فارغا و ما إن نظر للأرض وجد عبارة"آسفة" مكتوبة على التراب فقال:
_ اللعنة ! كم يبلغ مدى وقاحة هذه الفتاة !
ثم إمتطى حصانا آخر و إنطلق خارج القصر متجها نحو المكان الذي وجدها فيه فلا بد أن تعود هناك لو أرادت المغادرة
واصل التقدم بأسرع ما يمكن كما قام بتعزيز الحصان بقدرة سحرية تمكنه من الإسراع أكثر حتى بلغ الحاجز السحري عندها علم أن الوقت قد فات و أنها قد غادرت حقا :
_ تبا لهذا الحاجز ! والاه لأكسرنك يوما ما ! إنتظريني يا كيان فلو ذهبت للجحيم سأعيدك !
ثم عاد إلى القصر و الخيبة بادية على وجهه فكيف للص وقح أن يتمكن من مغادرة القصر بسهولة كما أنه من المستحيل أن لا يتمكن من اللحاق بأي أحد فقد عرف بسرعته ومن ثم تذكر عدم قدرة حصانه المسروق على مغادرة الحاجز فبدء يصفر حتى يأتي إليه و ما إن أوشك على الوصول إلى القصر حتى سمع صوت صراخ و جاء الحصان مسرعا إلى مالكه و على ضهره كانت كيان تصرخ خوفا من هول سرعة جري الحصان إبتسم عندها ترانيم و نزل من ضهر الحصان و بإشارة من يده إقتطف الفتاة و جعلها تطفو ثم دخل القصر و لم يتفوه ببنت شفة بينما كانت بطلتنا تصرخ و تتخبط طالبة إنزالها و ما إن وصل إلى غرفته حتى أغلق الباب و ألغى سحره فوقعت على الأرض ثم نظر إليها بأعين مرعبة و صرخ:
_ماذا تظنين نفسك فاعلة !! كيف تجرؤين على سرقتي و إستعمال أغراضي! من أنا برأيك ؟
_توقف عن الصراخ!
_ هل سئمتي حياتك إلى درجة تخولك إلى التجرء و تقديم أمر لي !!
ثم نزل إلى الأرض أين كانت واقعة وإقترب منها ثم نظر في عينيها :
_ أنت وقحة حقا ! ألا تجيدين إحترام من هم أعلى شأن منك؟ ألا تدركين أنني الحاكم هنا؟
صفعته على وجهه و وقفت على أقدامها:
_ إلزم حدودك ! أخبرتك أن تتوقف عن الصراخ ألا تفهم ! ألا يوجد في قاموسك كلمة "الحوار" كان بإمكانك التكلم بلطف و إحترام معي ! أنت ملك ولكن إلزم حدودك معي !
بقي مصدوما ممسكا بخده للحظات و ماإن وضعت يدها بمقبض الباب لتفتحه حتى أمسك يدها و جذبها مانعا خروجها ثم فتح النافذة و جعلها تطفو ثانية و أخرجها من النافذة أي أن بينها و بين الوقوع على الأرض و تهشم عظامها رغبة منه ثم خاطبها:
_ لولا كونك فتاة لجعلتك تتمنين الموت ألف مرة ! ولكن سأكتفي بالتخلص منك بطريقة رحيمة !
_أتركني و شأني !
_لا لن أتركك أريد سماعك تعتذرين و تتوسلين لإبقاء حياتك!
_من المستحيل أن أفعل هذا! أفضل الموت على ذلك
_تفضلين الموت إذا؟
قال ذلك ثم ألغى سحره و بدءت الفتاة تشعر بالهواء يشق جسدها كالسكاكين و من شدة الألم و الخوف خانتها عيونها لتذرف بعض الدموع المتمردة لأمر مالكتهم التي أمرتهم بعدم الظهور
![](https://img.wattpad.com/cover/371550675-288-k634251.jpg)
أنت تقرأ
بين أحضان غابة ترانيم
Fantasíaكانت كيان تعيش حياة بسيطة مع والدها و أختها الصغرى في منزلها المستفرد في الغابة إلى أن تنقلب حياتها رأسا على عقب منذ مرض أختها...