من أجلك

22 2 7
                                    

قبل 18 سنة... بوقتنا نحن البشر العاديين ...كان إدريس شابا في ال18 من عمره تعرض إلى الخذلان من أقرب الناس إليه مما أدى إلى دخوله في حالة إكتئاب حادة  جعلته يقرر إعتزال البشر و مغادرة المدينة... فكان لا يغادر بيته الصغير المتواجد في أرض قافرة بتاتا... لا شيء سوى إدريس و عوالم مختلفة في الكتب... فخير أنيس للإنسان كتاب... فلا خير و لا أمل من البشر ... ضنه الجميع متوحدا لكنه رأى نفسه شخصا ترك أهل البلاء في البلاء و عاش كأجمل ما يمكن للبشر عيشه ... كان مغرما بقرائة الروايات الخيالية،الفانتازية و كتب عن السحر أيضا ... كان مكتفيا بهذا فقط ويعيش في نعيم ينتشي من قراءة الكتب...و في أحد الأيام بلغت أنامله كتابا مرصفا في مكتبته الكبيرة... كتاب بعنوان"غابة ترانيم"كانت رواية فانتازية خيالية تحمل صداقة وثيقة و ثقة متبادلة بين الأبطال ... كانو يعيشون في وئام رغم إختلاف طبائعهم...بكونه شابا و حيدا إتخذ منه الجفاف العاطفي مسكنا كان يحس بالدفء و الأمان بين طيات صفحات تلك الرواية و كان ما يجذبه ثلاثة أصدقاء....ملك بارد يخشاه الجميع و قاس القلب ينتمي لعشيرة التنين الأحمر،مساعده اللطيف المرح  اللذي ينتمي إلى عشيرة الثعالب و أخيرا فتاة تعمل كمقاتلة للمملكة و هي من عشيرة القمر لطيفة حنونة و بالغة الجمال و القوة ... كان هؤلاء الثلاثة يتمتعون بقوة لا توصف كانو يعرفون بمثلث بارمودا فقد كانت قوتهم هائلة تمكنهم من تدمير إمبراطورية بكاملها...علاقتهم ملأها التفاهم و الحب و الإنسجام رغم إختلافهم التام عن بعضهم البعض...وجد إدريس بهذه الرواية مالم يجده بواقعه فظلّ هائما يعيد قرائتها مرة بعد مرة وقلبه بخفق بشدة كلما قرأ كلمة "تيتي"أو"تالا"و هو إسم الفتاة من عشيرة القمر تبلغ من العمر في عالمنا 16 سنة كان هائما في عشقها رغم كونها فتاة خيالية... وصل به الأمر إلى حد الإدمان و الجنون ... فبسط جميع كتب السحر أمامه يبحث عن حل لمقابلة معشوقته ولو مرة واحدة كان دائما مايردد:
_ليتني ترعرعت بين أحضان غابة ترانيم... ليتني كنت الرابع بينهم!..
إلى أن بلغت عيناه سطرا في إحدى الكتب بإسم:
" إنسجام عالمنا بعالم الروايات"
كان كتابا مفصلا يشرح كيفية جعل الرواية حقيقية...عندها أحس بفرحة عارمة جعلت قلبه يطير من فيض السرور... طبق جميع الخطوات المطلوبة بالحرف الواحد و بقي ينتظر ما سيحدث...إنتظر وقتا طويلا دون جدوى حتى شعر باليأس و بدء يفكر بالإنتحار ...إلا أن النعاس غلبه من شدة التعب... أفاق في الصباح ليفتح باب منزله و يتفاجأ بإستقبال الفراشات و الطيور و الحشائش و الأزهار له رغم كونه يعيش في أرض بور واسعة...
ثم تذكر أمر الرواية... ظن للوهلة الأولى أنه إنتقل إليها لكن ... كيف يمكن لمنزله أن يدخل الرواية أيضا ... بدى الأمر غريبا للغاية بالنسبة له بينما كان غائبا عن نسائم أرض الواقع و يطفو بين سحاب الخيال فاجأته لمسات خشنة من شخصين ضخمين و أخذاه بسرعة إلى قصر دون أن يتكلما إليه رغم محاولته الإستفسار... و وظعاه جاثيا على قدميه أمام شخص طويل القامة عريض الصدر ذو بنية عضلية و وجه وسيم للغاية ذو شعر شديد السواد و عينان حمراوتان يتطاير منهما الشرر
تكلم ذاك الشخص في صوت خشن و بارد:
_رائحتك مقززة! إنها مختلفة عن رائحة كل الموجودين هنا! كما أنك الوحيد اللذي ينتمي لهذا العالم في هذا المكان ! لابد أنك من قمت بإحظارنا إلى هذا العالم الكريه!
بدت السعادة على أسارير وجهه و بدء يهتف:
_مرحى! مرحى! لقد نجحت... أنت ترانيم مؤسس هذه الغابة و الملك أيضا ألست كذالك؟
_أغلق فمك!... لا بد أنك ساحر ! بسببك تضررت المملكة و جميع من هنا حتى سحرنا تضاأل و أنت المسؤول ! عليك تصحيح خطئك فالحال و إرجاعنا لوطننا!
يا حراس خذوه إلى المستودع وإجعل تيتي شخصيا تحرسه!
بدى القلق و الخوف على ملامح إدريس من البداية لكن عند سماع كلمة تيتي إكفهر وجهه و إفترشت على شفتاه إبتسامة و ذهب دون أي إعتراض... جلس في المستودع و طلب من الحراس إحظار كتبه من بيته... و ما إن بدء القراءة حتى لمح شعرا ناعما شديد البياض يتطاير متباينا من نافذة القبو عندها توقف في ذهول و بدءت يداه ترتعشان و صاح:
_إنها هي!
ما إن أنهى كلامه حتى رأى وجها يشع من شدة صفوه و نعومته و أعين بنفسجية ترمقه بنظرات فضول وتكلمت بصوتها العذب:
_هل من خطب ما؟
أحس بقلبه ينبض بشدة و ذرفت الدموع من عينيه و مدى يده في إتجاه النافذة و هو يقول:
_هل انتي تالا؟
_أجل... أنا هي...
_هل يمكنك القدوم؟
فتحت تالا الباب و دخلت إليه و على وجهها إبتسامة لطيفة:
_ماذا هناك؟
قام بعض يده بشدة إلى أن جرح و قال:
_أنا! أنا أتألم!... لست في حلم أليس كذالك؟
نزلت على ركبتيها لتجلس إلى جانبه على الأرض و قامت بإبعاد شعرها وراء أذنها ثم أمسكت يده بلطف و ظهر شعاع في الجرح حتى  شفي و تلاشى تماما و كأنه لم يكن موجودا ...
_لا تأذي نفسك مجددا هذا خطير!... كما أنك لا تحلم ... على كل ما إسمك؟
إحمرّ خجلا ثم أجاب:
_إدريس... أدعى إدريس!
_إسم جميل... ماللذي جعلك تستدعي عالمنا إلى هنا يا إدريس؟
نظر في عينيها و أجاب:
_تالا... سأكون صريحا معك... لقد سعيت لمقابلتك طيلة سنتان لقد بدأت أبحاثي منذ كان عمري 18 و الآن أنا 20... فعلت هذا فقط لأراك! أنا مغرم بك حتى قبل أن توجدي أمامي ... فعلت كل هذا لأجلك!
هل تتزوجينني؟
بدت الصدمة على وجهها و تلونت بشرتها البيضاء بالأحمر و قد أمطرت عيناها:
_هل...هل فعلت كل هذا لأجلي؟
_أقسم أنها الحقيقة يا تالا! أرجوكي تزوجيني و سأجعلك أسعد إمرأة في العالم!
لمعت عيناها و بانت السعادة على وجهها و أجابت:
_أنا.. حقا لا أعرف...إدريس دعني أفكر
_حسنا... خذي وقتك..
_لقد أحببت شجاعتك و صراحتك حقا! و شكرا لأنك حاولت كثيرا لأجلي يا إدريس...
ظل كل منهما على تواصل دائم...أي بصفتها من تحرسه كانا يقضيان كل وقتهما مع بعض حتى صارا مقربان و أغرمت به هي الأخرى
صارت لقاآتهم عبارة عن لقاءات غرامية...في أحد الأيام أفاق إدريس على مسحات تالا على شعره...عندها أمسك بيدها الناعمة و قبلها بلطف:
_صباح النور حبيبتي
نظرت إليه و وجهها محمر:
_إدريس هل تذكر؟...قبل شهرين من الآن لقد عرضت علي الزواج... و الأن أريد الإجابة!
بدء جسده يرتعش بشدة و القلق باد على وجهه:
_حقا؟...
_أجل... إدريس... أنا أقبل !
ظل إدريس متجمدا للحضات ثم وقف و رفعها من إبطيها و رفعها عن الأرض و بدء بالدوران من شدة السعادة بموافقتها ....
_لا
كانت تلك إجابة ترانيم لتالا عندما أخبرته بأمر الزواج بإدريس...
_لكن لماذا يا ترانيم! أنا.. أحبه و هو يحبني أيضا!
_هل أصابك الجنون بمكوثك لفترة طويلة معه؟ من اليوم سيقوم سوار بحراسته و ممنوع عليك رؤيته !
لا تنسي أننا حين نعود إلى مكاننا الأصلي لن يكون معنا!
_عودو وحدكم سأبقى معه!
_لا! هذا ممنوع! أسينا متعلقة بك بشدة لا يمكنك الرحيل و تركها... كما أن حياتنا  نحن في خطر إن بقينا في هذا العالم لفترة طويلة و أنت تعلمين هذا!
_لكن لا يمكنني تركه! كما أنه لا شيء يثبت أن طفلي سيتمكن من العيش في عالمنا الأصلي...و لا أستطيع تركه!
_طفل؟ أي طفل؟
_إنه طفلي أنا و إدريس... أنا حامل
_ماللذي تتفوهين به!
_نعم كما سمعت!
_تالا! هل ستتخلين عني و عن سوار و أسينا من أجله؟هل نسيتي أحلامنا؟
_لا لم أنسى شيئا! لقد كنت سعيدة بحياتي معكم و قضينا وقتا سعيدا يا ترانيم...لكنني أشعر بسعادة أكثر مع إدريس! إسمح لي أرجوك
_أصمتي! لا تناديني بإسمي ثانية! أنتي لا تستحقين ذلك بعد الأن !و ستسجنين في غرفتك و يتم التخلص من ذاك الطفل القذر ... هل تفهمين!
_إنه طفلي!
_تالا ! أنت تعلمين أن قدرتي القتالية أعلى من قدرتك! لا تجعليني أفقد السيطرة و أنهيك أنت و طفلك هنا!...ممنوع عليك مغادرة غرفتي ! و سأتكفل بالباقي هل تفهمين؟
إلتزمت تالا الصمت و إستلقت على سريره دون أي إجابة
عاد ترانيم للغوص بين أوراقه لإتمام عمله على مكتبه و بعد بضع ساعات كان لترانيم إجتماع مهم فترك أمر الحراسة لثلة من الحراس إلا أنها غادرت  غرفته من النافذة طيرا بكل بساطة بسبب إتخاذها نسخة لنفسها لتمكث في مكانها  و ذهبت إلى المستودع... كان سوار من يحرسه... تقدمت بإتجاه سوار بسرعة و جثت على أقدامها أمامه:
_سوار ! سوار!... أرجوك دعني أراه... أرجوك!
لم يتمكن سوار من رفض طلبها عندما رآها بتلك الحالة ... فنزل إلى عندها و ساعدها على الوقوف و إلتفت يمنة ثم يسرة قبل إدخالها...
إرتمت في الحال إلى أحضانه تقبله و كأنها لم تره منذ قرون... ثم أخذت تحدثه:
_إدريس أنا... أنا أحبك...أحبك بشدة! لم أخبرك من قبل لأنني كنت أريد مفاجأتك لكن... أنا حامل بطفلنا منذ أسبوع فطنت بذالك من خلال قدرتي...الملك ترانيم لا يوافق على زواجنا... حبسني في غرفته و توعد بإفقادي طفلي ماذا أفعل يا إدريس! أخبرني!
ظل إدريس ضائعا بحق لا يفقه شيئا فقد توارت عليه الصدمات الواحدة تل و الأخرة إلا أنه إستطرد:
_تالا ! هل تحبينني حقا؟ هل تريدين العيش معي بحق؟
_أجل بالطبع!
حملها بين ذراعين و قال:
دعينا نهرب! لدي أفكار عن كيفية التخلص من كل شيء ! لقد خططت بالفعل لهذه الحالة بينما كنت أتظاهر بإيجاد حل لإعادتكم سأخبرك في الطريق
_حسنا!
خرج يحملها بين ذراعيه راكضا... حاول سوار منعهما إلا أنه تذكر صدى كلامهما فآلمه قلبه ولم يتمكن من منعها...ثم فعّلت تالا خاصية الإختفاء و هكذا تمكنا من مغادرة القصر بسلاسة ... بعد قطع شوط كبير من الركض توقف أخيرا و أنزلها بحنان و دفئ رغم رجفته قبل أن يسقط من شدة التعب ثم قال:
_تالا! أنتي تستطيعين القيام بحاجز يمكن أي يأوي كل المتواجدين في هذه الجهة... القصر و الممالك و جميع من هم من الرواية
_ذالك يتطلب الكثير من السحر لكن أعتقد أنني أستطيع !
_قومي بحاجز لايسمح للبشر الدخول للداخل و لا يسمح لعالمكم الخروج للخارج
أومأت برأسها و قامت بذالك... و قام هو بإنشاء طقوس تمكن كل من في الجدار بإستعادة حياتهم الطبيعية كما لو  كانو في الرواية دون مغادرة الأرض لأن ذلك سيؤدي إلى رحيل تالا معهم بطريقة لا يمكن إيقافها...
إنتهى الأمر بنجاح و عندها إستلقى كل منهما على الأرض ينعمان بالحرية و الأمان معا و بعد لحظات إلتفت إليها ليضع يده فوق بطنها و يقول:
_سررت بك حقا!
لم يكن إدريس على دراية بكون مكوثها على خارج الجدار و على كوكب الأرض سيكلفها حياتها ... كان يضن أن قدرتها السحرية ستنخفض فقط .... إلا أنه في الحقيقة لا يمكنها العيش معه سوى لمدة لا تفوق 7 سنوات
علم بالأمر في ذالك اليوم ...عند عثوره على شخص من عشيرة الثعالب قد حجز بالخارج عن طريق الخطء ...يختلج و كأنه سيموت ...عندها تدخلت تيتي بسرعة و أخبرت زوجها بإنشاء عقد معه و ذالك يتم بجرح معصم كل منهما و التصافح و إختلاط دمائهم و إعطاءه بعض الشروط و كان من بين تلك الشروط هي أن يلتزم بشكله كثعلب...نعم عزيزي القارئ نحن نتحدث عن رانج الثعلب الناطق ... و عندها عادت إلى الثعلب الحياة...قام إدريس بسؤال تالا عن حقيقة الأمر و مالسبب ...أحنت رأسها و أجابت:
_لا يجوز لنا العيش لفترة طويلة في عالم ليس عالمنا... كما أنك تعلم بإختلاف الوقت بين عالمنا و عالمكم كل يوم يمر هنا هو بمثابة سنة... حتى لو كانت الشمس لا تغرب إلى أنها تؤثر سلبا علينا ... جميع من داخل الجدار سيتمكنون من العيش بهدوء و سكينة و ستغرب الشمس عندهم بالطريقة و الوقت العادي كما في عالمنا الأصلي لذلك هم بخير...كما أنك لا تقدر على إنشاء عقد معي ... فهذا محضور بالنسبة لعشيرة القمر ...إدريس بصفتي أقوى من عشيرة ءالك الثعلب سأقدر على العيش أطول منه
إنهار الرجل واقعا على ركبتيه و كأنه قد فقد العالم بأسره في تلك اللحضة وراح ينحب و يبكي و لا يكف عن لوم نفسه
عندها ربتت على كتفه وقالت:
_أنا من إخترت ذالك ياعزيزي ...لا تلم نفسك كما أنني لا أظن أنك ستفتقدني كثيرا...لا تنسى أن جزء مني سيرافقك و أعتقد أنني قادرة على فعل أمر ما ستعرفه في المستقبل... و لا تنسى إن طفلنا هجين... سيتمكن من العيش بشكل طبيعي فكلا العالمين...كما أنه قادر على الدخول و الخروج من الجدار بحرية تامة...فرجاء إعتني به بعد وفاتي...ولا إياك و إخباري بدخول الجدار ...فلو دخلت ثانية فإن ترانيم سيحرمني من المغادرة... فلولا صدفة إجتماعه فلما كنا تمكنا من الهرب..
كان ذالك الطفل هو كيان...بطلة روايتنا... و بعد خمس سنوات أنجبت تالا أسمهان...شقيقة كيان الصغرى...و بعدها بسنة تماما لاقت حتفها ...
كان وقتها إدريس و تالا و كيان و الصغيرة أسمهان ينعمون بالدفئ العائلي و السعادة...إلا أن تالا وقفت الدموع تنهمر من عينيها و هي تقول:
_لقد أحببتكم...لقد كنتم أسعد لحظات حياتي و أبهاها...لن أنساكم أبدا...إدريس أرجوك إعتني بهما لأجلي ولا تحزن فهما بالفعل جزء مني و أنت تعلم كم أكره رؤيتك حزينا!... حان وقت الوداع حقا لم أتوقع أنني سأحرم من إتمام هذه الليلة معكم...أنا آسفة لأنني لن أكمل سماع هذه الرواية الشيقة معكم...
إقتربت منهم لتحاول على الأقل عناقهم لآخر مرة إلا أن القدر أبى ذالك و بدء جسمها يتلاشى قبل لمسهم حتى جثت على ركبتيها تدعي الإبتسام في حين كانت سكرات الموت تدوي بداخلها...لم يؤلمها موتها...بل آلمها فراقهم بشدة...
عجز صوت إدريس عن الضهور للصراخ على الأقل إلا أنه خرس كليا يرتعش من هول الألم و القهر عزف الحزن على أوتار سعادته فأتلفها و ضهر عليه الهم من صغر سنه إلى أن صار كالرجل الهرم ... وتمنى ألف مرة لو أنه كان الشخص الميت حينها فلم يتمكن من نسيان ولو نبرة من صوتها أول إنشا من تفاصيل جسدها و ملامحها إلى هذا اليوم... كانت تلك أتعس الليالي التي مرت عليه و هو بين أحضان غابة ترانيم
عزيزي القارء إنتهت رحلتنا في نبش جروح الماضي و حان وقت العودة إلى الحاضر و رؤية ما يخبيه المستقبل...

بين أحضان غابة ترانيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن