وصلا أخيرا إلى غرفة و يمكن القول أنها أقرب غرفة إلى الممر الطويل المرشد إلى غرفته فتح الباب بيده و دفعها بلطف إلى الداخل بيده الأخرى و نظر إليها:
_ هذه هي غرفتك من الأن و صاعدا
أخذت الفتاة نظرة إلى تلك الغرفة الفاخرة فقد كانت واسعة تحتوي على سرير فخم حريري و خزانة كبيرة خشبية بالإضافة إلى الزرابي الفاخرة و المكتب الذي يوجد إلى جانبه خزانة مملوؤة بالكتب و مرآة كبيرة بعد فحص الغرفة بعينيها اللؤلؤيتان نظرت إليه و أردفت بإبتسامة ساخرة و تحدي:
_سيكون حقا إظاعة لمجهوداتك إن لم أقضي هنا الكثير من الوقت أليس كذالك؟
فإذا به يهز بحاجبيه ويجيب :
_ لماذا أتنوين قضاء معضم الوقت معي في غرفتي؟
إحمرت خجلا ثم صرخت:
_هل أنت غبي أم ماذا؟ كنت أقصد أنني لن أجلس مكتوفة اليدين و سأهرب
_بالطبع قد فهمت قصدك ...إلا أن هروبك الآن شبه مستحيل فأنا شخصيا من سيراقبك من اليوم ... على كل أريد رؤيتك تحاولين
و إستدار على الفور ماشيا نحو الباب فقاطعته :
_أنا آسفة... بشأن كتفك...
إلتفت إليها و على وجهه ملامح المتفاجئ فلم يتوقع أن تعتذر ثم أجاب في هدوء:
_لا تقلقي بشأن ذلك على كل ستدفعين الثمن لاحقا
و إبتسم ثم أتمّ المغادرة ...
تراجعت كيان إلى الفراش و إستلقت عليه و ماكاد جسدها يلامسه حتى أحست بنعومته الشديدة وقالت في نفسها :_ التفكير في مهرب متعب جدا لا بد لي من أن أنام الليلة و غدا سأتصرف ...
ثم إستسلمت للأحلام
*******************ذهب ترانيم إلى غرفته فوجد سوار في إنتظاره أمام الغرفة
_و أخيرا قد أتيت جلالتك
أجاب مازحا:
_ألم تقم حيوناتي بأكلك؟
إبتسم سوار و أردف:
_ بل طبع لن أؤكل قبل رؤية زفاف سيدي
_هكذا إذا ... قامت أسينا بالفعل بإخبارك
_المزعج في الأمر أنك أخبرتها و لم تخبرنيي!
_ لقد كنت متجها إليك مباشرة بعد إخبارها لكن أخبرني حدسي بالعودة لأرى كيان و كان حدسي في مكانه فكانت على وشك تنفيذ خطة خبيثة للهرب لقد تظاهرت بفقدان وعيها
_همم لا بأس على كل حدثني مزيدا عن الفتات التي أسرت قلبك مالذي أحببت بها و وجدته مميزا؟
_سوار أنت تعرف جيدا أنني بلا قلب و من المستحيل أن أحب .... لكن أنت تعرف جيدا من تكون تلك الفتاة أليس كذالك ؟ و إن سألتني عن مالمميز بها فسأجيب وقاحتها و جرأتها إنها تبدو حقا ممتعة.... لن أشعر بالملل معها...
_لكن حقا أشعر أن علاقتك بها أكثر من علاقة مصالح ... جلالتك أنت حقا تحبها! أنظر إلى نفسك كيف تتحدث عنها الآن!
و نظرة واحدة من عينيه الحمراوتين الحادة كانت كفيلة بإسكاته ...
إنحنى سوار بكل إحترام إلى سيده و غادر بكل إحترام
إرتمى ترانيم على فراشه كمن خارت قواه و أمسك بقلبة و أخذ يضغط عليه قائلا:
_ لماذا تنبض بقوة كلما أراها ؟ توقف ! توقف! لا أريد أن أفقد السيطرة !
ظل كذالك حتى رشه سيد الأحلام بغباره فنقله في رحلة جديدة بعيدة عن عالمنا***************
بدت الأحلام تتلاشى و إرتبط وعيها بالواقع فأحست بمداعبة النسيم لبشرتها الحساسة ثم فتحت عينيها لترى أشعة الشمس المنبثقة من النافذة معلنة عن بداية يوم جديد رفعت كيان يدها إلى فوق و بدءت تحرك أناملها ببطئ مراقبة لها في حين تستجمع شتات أفكارها إلا أن صوتا قاطع خيط أفكارها
_هااااه صباح الخير يا أختي
إلتفتت على الفور لتنظر إلى مصدر الصوة فإذا بها أسينا ساد الصمت للحظات فقد كانت بطلتنا تحاول تذكر تلك الفتاة المألوفة فإستطردت الفتاة الهدوء:
_ هل تتذكرينني؟ أنا أسينا ... لقد تقابلنا من قبل
_ااه أجل لقد تذكرت الأن أنا آسفة لكن دائما ما يحدث لي هذا كل ما استيقظت من النوم
إقتربت أسينا من بطلتنا و أمسكت يداها:
_ هل أنتي بخير يا أختي؟
_أ...أجل بخير
_ إسمك كيان أليس كذالك؟ أخبرني أخي عنك....إنكي جميلة حقا يا أختي ... سعيدة لأن فاتنة مثلك ستصبح عروس أخي ! أتعلمين أن أخي كان يرفض جميع الفتياة و لم يقترب قد من فتاة؟ لا بد أن كل الفتياة سيشعرن بالغيرة منك!أخي وسيم أليس كذالك؟
ظلت كيان صامتة فقد تشوش ذهنها من كمية الثرثرة إلا أنها أجابت:
_ لماذا تنادينني بأختي؟
_ااه إنها عادة لدينا بأن أنادي زوجة أخي ب أختي و إن كانت لي أخت سأدعو زوجها بأخي و هكذا...
إبتسمت كيان مدعية البرائة لكن صوتها الداخلي كان يزمجر (ما كان عليك التسرع و مناداتي بهذا الإسم بالطبع لن أتزوج حقيرًا مثله !)
_أختي سأكون المسؤلة عن تجهيزات الزفاف هل ترغبين بشيء مثلا نوع الأطعمة أو لون الفستان أو الأغاني و الرقصات؟
_لا لا بأس أي شيء ستختارينه سيكون مناسبا
_حسنا كيان سأكون مشغولة... فالحفل بعد غد و سيكون علي تنظيم كل شيء بمفردي إن رغبتي بأي شيء أخبري الخدم أن يحظروك إلى غرفتي
قالت ذلك ثم غادرت

أنت تقرأ
بين أحضان غابة ترانيم
Fantasyكانت كيان تعيش حياة بسيطة مع والدها و أختها الصغرى في منزلها المستفرد في الغابة إلى أن تنقلب حياتها رأسا على عقب منذ مرض أختها...