❥Pr10: أصوات من الماضي

378 11 6
                                    

____________
●Alberto●
_______________

أشعر بغوص قلبي في حفرةٍ مجهولة عندما رأيتها تنزل السيّارة بمساعدة لوسيانا،  كان وجهها شاحب و عينيها ذابلة لدرجة البرود..

ملتُ برأسي قليلاً و قد كان كياني غير مرئيًا  أشاهدها خلف نافذة مكتبي،  أستشعر هالتها الميتّة خلف الزُجاج،  تبدو أنّها مازالت تُعاني من نوبة كآبتها!
فـ غيبوبتها لم تستمر مطوّلاً كما إدعّى الأطبّاء و لكنّها إستمرّت لمدة أسبوع و يومين،  لم أتحدث معها عند تلك الغيبوبة إلاّ مرّتين،...

مرّة عاتبتها و مرّةً أخبرتها بشأن الجنين الذي ينمو داخل أحشائها، 
يبدو أنّ ذلك كان حافزًا عميقاً...

لم يسعني إصطحابها حيّث هنا ،  لأنّي و لسببٍ مجهول أخشى أن تقع عيني بعينيها, 
كما أنّي أعلم ردّة فعلها جليًّا!

لقد عدتُ للقصر بينما قتلتُ تلك العاهرة التّي طالما أشعرتني بالغثيان،  كلّ لمسةٍ منها تشعرني بالإشمئزاز و كأنّ كفيها البلورتين لُطخّا بـ أجبان فاسدة..

أريدُ الإبتعاد قليلاً عن فيكتوريا و لا أدري إن كنتُ مهيئًا لرؤيتها،
فكونها حامل بإبني الآن أمرٌ غريب بالنسبة لي،  و باردٌ مثلي يمكن أن يتوتر بسهولة عند هذه النقاط.

تراجعت حيث مكتبي و قد راهنت أنّ مايكل لن يطيل ثلاث ساعات كما إدعّى  حتّى يصل هنا حيث وارسو..

إستندت بمرفقي على المكتب و أنا أصفّر بغير مرح،  رُبما هذه الأغنيّة غمغمت بها لدرجة أنّي أجد نفسي أصفّر بلحنها دون وعي،  إنّي مضجر بالفعل، اليوم لا وجود للأعمال و لا وجود للأحداث إضافةً لذلك!

أخشى أن أكلّم فيكتوريا فأقع من جرفٍ عالي يؤدّي في الأخير لـ مستنقع عدم الثبات!

زفرتُ مطولاًّ قبل أن أحسم أمري و أنهض من مضجعي،  فناظرت الباب بتوجسّ لعلّ أحدهم يدلف على الفور و يدركني من نفسي الأخرى و التّي تحاول التحدث مع فيكتوريا في أقرب فرصة سانحة..

توغلّت حيث الباب فتراجعت خطوة قبل أن أزفر بحنقٍ من ضُعفي المفاجئ و إندفاعاتي المتناقضة!

سرتُ حيّث الممرّ المؤدّي لـ غرفتها التّي أوصيتُ بها لوسيانا،  ، إضافةً إلى تعليمات أخرى كـ عدم التحدثّ عن أحداث ماضية،  فتعرّف لوسيانا على فيكتوريا حدث بفترة عمل ذلك الدوّاء، يعني فيكتوريا الآن لا تتذكر لوسيانا بوضعٍ جاهل..

وقفتُ أمام باب غُرفتها فتنفست جيدًّا و أنا أتأكد من قناعي السميك الذّي أرتديه،  أتأكد إن كانت ملامحي باردة أم متوترة كحالي الداخلي..

𝐋𝐨𝐯𝐞 𝐌𝐞 𝐍𝐨𝐰  !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن