❥Pr02: كــالرماد

690 28 2
                                    

✧✧

فيكتوريا

✧✧✧

لن أنكر أنّه وسيم و لكنّي أبعدت نظري عنه فوراً و تجاهلت عقلي الذي يصرخ إعجاباً بهالته،  فرمقت الأرض بحزن عندما أدركت واقعي مجدداً و أنّي أذهب نحو أخذ فيزا لتقلع بي الطائرة نحو الجحيم..

مشيت ما تبقّى من السلالم و أنا أحاول تمالك نفسي من أن لا أهرب من باب المخرج الذي يقابلني،
توجهّت أين ما كانوا يقبعون،  أبي شارد و زوجي المستقبلي أحرقني بنظراتٍ لم أفهمها،  لأنّي بالفعل لم أكثرت لأمره و لم أمنحه حتّى نظرةٍ من طرف عيني...

تأفأفت و أنا أجلس بجانبه  لينصدم من ردّة فعلي الصريحة، ماذا؟، هل ينتظر أن أبتسم له و أشابك أصابعي مع أصابعه!..

و أخيراً خرج أبي من شروده،  فإزدادت عينيه قتامةً،  و لكن ظهر الهدوء جليّاً على ملامحه عندما وجدني أجلس بالقرب من أوردريغو..

سحب أبي يديه من تحت الطاولة ليدخلها في الجيب الداخلي لسترته النبيذية،  فسحب قلماً يومض تحت أشعة الشمس الباهتة التي تتسلل من النوافذ العلوية..

وضعه فوق الورقة فمرّرها نحوي براحة يده و نظراته ترتكز على ملامحي المتعبة و الموجهّة على ورقة الزواج التي صارت أمامي بثانية،  فلاحظت مكان الموقع الذي من المفترض أن أوّقع فيه أنا!..

و في لحظة نهضت أمّي من مكانها تغطّي وجهها و هي تركض نحو السلالم،  أعلم جيداً أنّها مستاءة لأمر زواجي المدبّر،  هي تشعر بي كإبنةٍ ربتّها على الودّ و الأمومة الحقيقية،  أحبتني و أحبت أحلامي التي دائماً ما أصفها لها،  بأنّي أريد أن أصبح زوجةً لفارسٍ يرتدي الأسود فوق حصانٍ أبيض،  و هذا حلمٌ غريب!،
فتسألني و هي تضحك عن السبب الذي دفعني لتناقض  لون ملابسه مع  لون حصانه،  لأقول لها أنّي أفضل الأحصنة البيضاء و لكن اللباس فالأسود أكثير تفضيلاً،  و هذا يجعلها تغمرني في أحضانها و هي تضحك من تفاهة فكري البدائي و الطفولي..

و لكن هذا في الأخير مجرد ذكرى من الذكريات التي راحت عرض الرياح كالردماد الذي ليس له حُكمٌ في الحياة إلاّ أن يذهب و يكون منسي،  و أنا حالياً كالرماد سوف أوّقع الأوراق و أخرج من هذا الباب و أكون نسياً منسياً..

رأيت أنّ أبي كان أناني أكثر من التقاليد و أعلم جيداً أنّ رفضي هو بمثابة جحيمٍ آخر لن يغير من حتمية زواجي بل يضيف على ذلك آثاراً سلبية أهمها أمّي التي دائماً تذهب ضحيةً لغضب والدي المغوار...

جميع هذه الأفكار جعلتني أحمل القلم و أوّقع دون وعي،
و هذا رسم إبتسامة نصر على وجه أبّي و هو يوجّه أنظاره لأوردريغو الذي مازال يتمسك بقناع بروده ..

𝐋𝐨𝐯𝐞 𝐌𝐞 𝐍𝐨𝐰  !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن