❥Pr12: الحُبُّ كـ الحَرب

344 19 2
                                    

بعد شهرين...

ألبيرتو:

مازِلتُ أَبحثُ عَنهَا وَ لاَ أَثَر  ،  وَ لكن كلّ مرّةٍ أنْوي الإِستسْلام أَحلم بخيالها و هي تستنجدني...

كان اليوم مطيرًا  ،  حيّث شارف الخريف على الأبواب   ،  و تحت ظلّ تأملي لعَبرَات السَماء طلّت صورتها عَلى مٕخيلتي  ،  بندقيتيها و شفتيها التّي تشبهُ عنبرة الكرز  ،  فتيل عِطرُها الذّي يَنفُخ فِتنة الخطِيئةِ بروحي..

شعرتُ بالباب يُفتح خلفي،  حيّثُ كنتُ أقابلُ الشرفة جالسًا علَى الأَريكة،  و العِطرُ الرجولي الذّي ساد في الأرجاء نبئني بهوية القادم و الذي لم يكن سوى مايكل..

"ها أنت ذا يا رجل. " 

أردف مُربتاً على أكتافي،  فأجبتهُ شاردًا..

"إشتقتُ إليّها. "

جلس قُبالتي فأمال رأسهُ ثمّ قال  في سبيل ممازحتي: "و منذ متى و الشيطان يحب؟ "

إبتسمتُ بجانبية: "أقلتُ أنّي عاشق ولهان؟ "

ـ "لم تقل ذلك و إنمّا أشرت إليه. "

ـ "بربك مايك!  ،  وفرّ فلسفتك العاطفية لنفسك. "

ـ "هممم. "

همهم بحسرةٍ بالغة ليحجز له مكانًا عندَ الشُرود البَاهت ،  هو الآخر يُعاني من ضمأ الحبّ و ذلك واضح،  و لكن أنا؟...

فلا أعرفُ حقيقة مشاعري،  لأنّي دائمًا ما أقول أنّ سبب إشتياقي لها ربمّا يكون متعلقًا بالتعوّد الطبيعي،  حيّث إعتدت على وجودها بالقصر..

"دائمًا ما أتسائل؟ "   قال مايكل  "إن كان القدر يضحك بشماتةٍ عندما نثعثر بكلماته أمّ أنّه يناظرنا بقلق و ينتظر منّا الإستقامة و إعلان الإستمرار. "

إنفرج رأسي عندهُ فقلت برزانة: "أُراهن أنّه الخيار الثاني. "

ـ "و لماذا بالتحديد،  أهذا تقديسٌ للقدر؟ "

ـ "بالطبع أقدسّه،  فأنا بطبعي لا أؤمن بالحظ و إنمّا أؤمن بالقضاء و القدر و الجُهد الذاتي بطبيعة الحال،  يجب أن تعرف شيئًا يا مايكل..
أنّه لولا القدر لما خُلقنا و لا ضحكنا و سعدنا في لحظات معيّنة،  يعني أن تجبرك النكسة على المحاربة بذراعٍ مكسور و أجنحة مقطوعة فهذا لا يعني أنّ القدر لم يمنحك لحظاتٍ فوّاحة بعطر عنبري سابقًا ،  فلا تكن ناكرًا للجميل!  و تتصرف بطيّش، تشتم الحيّاة بكلّ سذاجة عندما تتعرض للنكبات  متناسيًا أنّ الخالق وضعنا هنا على قيّد الحيّاة فقط من أجل تصدّي الشيطان و الغرائز الشهوانية، يعني لا تتصرف و كأنّك أنت من خلقت الأرض و لم تجد حقّك فيها  فتصبح متعجرفًا لئيمًا.  "

ـ "أتعرف؟،  لا يوجد أجمل من تبادل الحكم التّي إكتسبناها  من تجاربنا الشخصية،  تحت ظلّ الغيوم السوّداء و الغيث الغزير. "

𝐋𝐨𝐯𝐞 𝐌𝐞 𝐍𝐨𝐰  !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن