بعد شهرين...
ألبيرتو:
مازِلتُ أَبحثُ عَنهَا وَ لاَ أَثَر ، وَ لكن كلّ مرّةٍ أنْوي الإِستسْلام أَحلم بخيالها و هي تستنجدني...
كان اليوم مطيرًا ، حيّث شارف الخريف على الأبواب ، و تحت ظلّ تأملي لعَبرَات السَماء طلّت صورتها عَلى مٕخيلتي ، بندقيتيها و شفتيها التّي تشبهُ عنبرة الكرز ، فتيل عِطرُها الذّي يَنفُخ فِتنة الخطِيئةِ بروحي..
شعرتُ بالباب يُفتح خلفي، حيّثُ كنتُ أقابلُ الشرفة جالسًا علَى الأَريكة، و العِطرُ الرجولي الذّي ساد في الأرجاء نبئني بهوية القادم و الذي لم يكن سوى مايكل..
"ها أنت ذا يا رجل. "
أردف مُربتاً على أكتافي، فأجبتهُ شاردًا..
"إشتقتُ إليّها. "
جلس قُبالتي فأمال رأسهُ ثمّ قال في سبيل ممازحتي: "و منذ متى و الشيطان يحب؟ "
إبتسمتُ بجانبية: "أقلتُ أنّي عاشق ولهان؟ "
ـ "لم تقل ذلك و إنمّا أشرت إليه. "
ـ "بربك مايك! ، وفرّ فلسفتك العاطفية لنفسك. "
ـ "هممم. "
همهم بحسرةٍ بالغة ليحجز له مكانًا عندَ الشُرود البَاهت ، هو الآخر يُعاني من ضمأ الحبّ و ذلك واضح، و لكن أنا؟...
فلا أعرفُ حقيقة مشاعري، لأنّي دائمًا ما أقول أنّ سبب إشتياقي لها ربمّا يكون متعلقًا بالتعوّد الطبيعي، حيّث إعتدت على وجودها بالقصر..
"دائمًا ما أتسائل؟ " قال مايكل "إن كان القدر يضحك بشماتةٍ عندما نثعثر بكلماته أمّ أنّه يناظرنا بقلق و ينتظر منّا الإستقامة و إعلان الإستمرار. "
إنفرج رأسي عندهُ فقلت برزانة: "أُراهن أنّه الخيار الثاني. "
ـ "و لماذا بالتحديد، أهذا تقديسٌ للقدر؟ "
ـ "بالطبع أقدسّه، فأنا بطبعي لا أؤمن بالحظ و إنمّا أؤمن بالقضاء و القدر و الجُهد الذاتي بطبيعة الحال، يجب أن تعرف شيئًا يا مايكل..
أنّه لولا القدر لما خُلقنا و لا ضحكنا و سعدنا في لحظات معيّنة، يعني أن تجبرك النكسة على المحاربة بذراعٍ مكسور و أجنحة مقطوعة فهذا لا يعني أنّ القدر لم يمنحك لحظاتٍ فوّاحة بعطر عنبري سابقًا ، فلا تكن ناكرًا للجميل! و تتصرف بطيّش، تشتم الحيّاة بكلّ سذاجة عندما تتعرض للنكبات متناسيًا أنّ الخالق وضعنا هنا على قيّد الحيّاة فقط من أجل تصدّي الشيطان و الغرائز الشهوانية، يعني لا تتصرف و كأنّك أنت من خلقت الأرض و لم تجد حقّك فيها فتصبح متعجرفًا لئيمًا. "ـ "أتعرف؟، لا يوجد أجمل من تبادل الحكم التّي إكتسبناها من تجاربنا الشخصية، تحت ظلّ الغيوم السوّداء و الغيث الغزير. "
أنت تقرأ
𝐋𝐨𝐯𝐞 𝐌𝐞 𝐍𝐨𝐰 !
Romanceهي كانت كالملاك المحلّق، إنكسر جناحها لتسقط عند الشيطان الذي لا يرحم . ألبيرتو مخترق الحواسيب لدى المافيا المجرية و المعروف بإسم ـ OR ـ داخل المنظمة الأوروبية شمال ـ شرق، تدفعه تقاليد المافيا المجرية للزواج من إبنة آل بنامان، لينصدم الأخير في أ...