الفصل 02: اختلاف آراء

291 40 3
                                    

الاختلاف لا يفسد
للودّ قضيّة...
............................................................

«أهلا..، أدعى أليكس راين، سررت بلقائكم»

لم تتفاجأ إيميليا عند سماع كلماته..، لأنّها لم تتخطّ بعد صدمتها الأولى حالما رأته...!! يبدو أكبر منهم قليلا في الحقيقة..، لم تتوقّع أنّه يدرس في نفس السّنة مثلها...، و في نفس تخصّصها أيضا؟ ما هذا...بحقّكم..، يبدو أنّها لن ترتاح اليوم، سيزعجها بأسئلته عن حالها، و لا مفرّ من هذا...، لا يعقل أن يصبح اليوم أسوأ..

«تفضّل سيّد راين بالجلوس هناك، لو لم يكن هناك مانع..»

رفعت نظرها بعد سماع ما قاله لتراه يشير بأصبعه ناحية المقعد الشّاغر أمامها، ثمّ أزاحت نظرها ناحية الواقف يجانبه، و الّذي ارتسمت ابتسامة جانبيّة على وجهه جاهد نفسه لإخفائها.......قبل أن يهزّ رأسه نافيا....

«لا، لا مشكلة إطلاقا سيّدي»

هل قالت أنّه لا يعقل أن يصبح اليوم أسوأ؟ أخبروها أنّه قد أصبح بالفعل....و قد يسوء أكثر، من يعلم.....؟

«رائع، سبب إضافيّ لأواصل التّأخّر عن الجامعة...»

تمتمت بانزعاج تراقب أليكس و هو يتوجّه ناحية مقعده بخطوات ثابتة....

كان يبدو شابّا محترما بالنّسبة لسائق درّاجات نارّية.......و هذا شيء غير معتاد، فالأشخاص مثله في أغلب الأحيان....لو لم نقل كلّها.....يكونون متهوّرين و مفتقرين للآداب العامّة و الأخلاق....

و بالنّسبة لها، لم يبدُ عليه إلى الآن سوى أنّه أحمق متهوّر..... بحقّكم.....من يقود درّاجة ناريّة داخل الحرم الجامعيّ بتلك السّرعة؟

«هل انزعجتِ من وجوده؟»

سألتها جوليا ملاحظة علامات الانزعاج ترتسم على وجهها الجميل...

«لأكون صريحة.....لم أنزعج حرفيّا.....لكن، لا أريد أن يسألني مجدّدا عن إصابتي، سيشعر بالسّوء حتما حين يرى أنّ قدمي مصابة حقّا، و على ما يبدو سأعرج طوال الطّريق إلى المنزل.....»

أجابتها إيميليا بينما تشيح بنظرها بعيدا عن ذلك الفتى و تنظر صوب أعين جوليا السّوداء...، و الّتي نظرت لها بدورها لوهلة قبل أن تردف

«لكنّك لم تبدِ أيّ انزعاج قبل قليل، رغم أنّه أكثر الأسئلة..»

«اعتقدته طالبا في سنة أخرى... بحقّك...، هل يبدو بنفس عمرنا؟...، كنت مرتاحة لحقيقة أنّني قد لا أقابله مرّة ثانية على الأرجح... لكنّ حظّي دائما ما يخونني...»

«لا تكبّري المسألة...، حاولي تجنّبه و حسب... على الأقلّ لفترة إن كان الأمر يزعجك لهذه الدّرجة..، رغم أنّني أراه أمرا عاديّا حقّا...»

Hidden ScarsWhere stories live. Discover now