........................................................................
استفاقت جميلتنا صباحا من تلقاء نفسها....لأوّل مرّة منذ وقت طويل...هي تشعر الآن براحة كبيرة بعد أن قضت الأسبوع الماضي بأكمله في المنزل غارقة في أفكارها...
و قد عزمت على ألّا تسمح لما حدث بأن يتكرّر مرّة أخرى...مهما كلّف الأمر
استحمّت بسرعة و ارتدت حجابها....لتحمل هاتفها و حقيبتها و تنزل السّلالم متوجّهة ناحية المطبخ..
«صباح الخير»
نطقت بنبرتها الظّريفة المعتادة، لتلفت انتباه والديها و تجيبها والدتها بابتسامة واسعة على وجهها
«أهلا بك عزيزتي، تبدين بحال جيّدة اليوم»
«أشعر أنّني بأفضل حال و الحمدللّه»
«و أخيرا عادت ابنتي المشرقة، لا تملكين فكرة عن كم اشتقت إليكِ»
أردف والدها بسرور و هو يرى ابنته عادت لطبيعتها أخيرا.....يكاد لا يصدّق أنّه و بعد أسبوع كامل ها هي الآن تقف أمامهم و كأنّ شيئا لم يكن
«ها أنا ذا إذا»
«اجلسي يا عزيزتي....لقد جهّزت لكِ اليوم فطورك المفضّل»
«شكرا أمّي، أحبّك كثيرا»
ضحكت أمّها بخفّة بينما تضع الصّحون على المائدة
قاطع نقاشاتهم صوت رنين جرس المنزل...من المجنون الّذي قد يأتي في هذا الوقت؟
«لا بدّ و أنّها جوليا»
نطقت أمّها بهدوء بينما تراقبان أوسكار الّذي استقام من مكانه و ذهب ليفتح الباب....لتلتفت إيميليا ناحية ميلينا و تحدّق بها بعدم فهم قبل أن تردف بتساؤل و قد اعتلت وجهها تقضيبة خفيفة على جبينها
«جوليا؟»
أومأت والدتها و ابتسمت بخفّة و هي تتذكّر أحداث الأسبوع الماضي
«أجل، فمنذ أن علمت أنّك رفضتِّ الذّهاب للجامعة، و هي تأتي كلّ يوم لتسأل عنكِ و تتأكّد من ما إذا كنتِ ستذهبين معها أو تظلّين في غرفتك»
«أحقّا فعلت هذا...»
«أجل»
قبل أن تنطق جميلتنا بحرف آخر...لفت انتباهها دخول والدها مجدّدا...لتعلو وجهها ابتسامة صادقة حالما رأتها خلفه
«إيميليا....»
تمتمت جوليا بدهشة و هي ترى صديقتها بكامل إشراقها مجدّدا بعد أسبوع كامل...لن أبالغ لو قلت أنّ دهشتها منعتها من الحركة و التّقدّم أكثر..
YOU ARE READING
Hidden Scars
Randomالجميع يرونها تلك الفتاة الجميلة، اللّطيفة، الذّكيّة، و المحبوبة...و لعلّ الكثيرين سرّا يتمنّون الحياة الّتي تعيشها... حياة يدّعون بأنّها مثاليّة و لا تشوبها شائبة.. لكنّهم لم يكونوا ليتمنّوا ذلك لو علموا بما تخفيه... ماضيها.. أخطاؤها.. و نفسها ا...