........................................................................
«هل أنتِ سعيدة الآن؟ لقد عوّضتك عن إخلافي لوعد الذّهاب للمقهى الأسبوع الفائت»
سألت إيميليا بينما تضحك بخفّة و هي تضع وجهها بين كفّيها محدّقة بجوليا الجالسة أمامها..
فهي الآن و أخيرا قرّرت أن تفي بوعدها و تدعو صديقتها إلى المقهى كما اتّفقتا...و سيكون كلّ شيء على حساب إيميليا طبعا....لذا على إحداهنّ استغلال الوضع جيّدا
«و رغم أنّك نفّذتِه إلّا أنّك متأخّرة»
تمتمت جوليا بسخرية و هي تحرّك الملعقّة المعدنيّة بشرود رغم أنّها لا تحتاجها من الأساس....من سيحتاجها حين يطلب مخفوق شوكولا؟
«على الأقلّ لم أنسَ الأمر»
«دعينا من هذا الآن.....سعيدة لأنّك حصلتِ على مدرّس خاصّ»
دحرجت إيميليا عينيها بملل و هي تراقب الأخرى الّتي رمقتها بنظرات غريبة...بحقّكم هو عرض عليها المساعدة و حسب...لم يطلب مواعدتها
«لا تبالغي في الأمر، تعلمين أنّه يساعدني لأنّ ألاريا أقنعته بذلك»
«أجل، أعلم...فهذا الشّخص ليس النّوع الّذي يحبّ مساعدة الجميع»
أردفت بنبرة ساخرة بينما تدفع خصلاتها السّوداء إلى الخلف بضجر...ما جعل الأخرى تقهقه بخفّة قبل أن تتساءل
«مرّ وقت منذ سمعت شيئا عن إيرينا، كيف حالها؟»
رفعت جوليا عينيها ببطء و ثبّتتهما على الجالسة أمامها...و ما هي إلّا بضع ثوان حتّى نطقت
«كما تعرفينها...بخير، لا شيء جديد»
أومأت إيميليا برأسها بتفهّم، و خيّم صمت رهيب بعدها...حتّى المقهى كان هادئا لدرجة غير طبيعيّة
«تذكّرت شيئا...كنت أريد سؤالك عن أمر ما»
كسرت جميلتنا جدار الصّمت بكلماتها المبهمة...جاعلة من الأخرى تعتدل في جلستها و تنظر لها بفضول و اهتمام شديد
لماذا لا تقول ما لديها و حسب دون مقدّمات؟
«ما هو؟»
«جوليا....أنتِ تعلمين بإشاعات إعجاب أليكس بك، صحيح؟»
أمالت المعنيّة برأسها إلى الجانب و ظلّت تحدّق بعدم فهم قبل أن تجيب رافعة كتفيها بعدم اكتراث
«علِمت مؤخّرا، لماذا؟»
جذب جوابها اهتمام إيميليا الّتي ضيّقت عينيها بريبة واضعة قبضتيها أسفل ذقنها قبل أن تتنهّد بخفّة و تبتسم قائلة
«ألا يزعجكِ الأمر؟ أعني...لقد توقّعت ردّ فعل عنيفا منكِ...»
«لماذا قد يزعجني؟ الإشاعات تتحدّث عنه و ليس عنّي....و الأمر لا يضرّني بشيء»
YOU ARE READING
Hidden Scars
Randomالجميع يرونها تلك الفتاة الجميلة، اللّطيفة، الذّكيّة، و المحبوبة...و لعلّ الكثيرين سرّا يتمنّون الحياة الّتي تعيشها... حياة يدّعون بأنّها مثاليّة و لا تشوبها شائبة.. لكنّهم لم يكونوا ليتمنّوا ذلك لو علموا بما تخفيه... ماضيها.. أخطاؤها.. و نفسها ا...