الفصل 03: إصابة بليغة

249 33 13
                                    

يقال لا تحكم على الكتاب من غلافه....لكنّ ماذا لو كنت كتابا بدون غلاف؟
........................................................................

«حسنا إذا..، صراحة لا أعلم من أين يجدر بي البدء تحديدا»

نطقت إيميليا بينما تنظر للأعلى واضعة أصبعها على شفتها السّفلى، محاولة التّفكير في الطّريقة المناسبة لتبدأ...، تحت أنظار أليكس المترقّبة..

يبدو أنّ هذا الفتى يرغب حقّا في معرفة قصّة إسلامها هي و عائلتها....، يا له من فضوليّ..

أمّا جوليا، فقد وضعت جبينها على حافّة الطّاولة، و بقيت تحدّق في حذائها بملل...، منتظرة أن تنهي رفيقتها سرد القصّة الّتي ستسمعها للمرّة الألف على الأغلب......أو الألفين......من يعلم....

لم يقطع الصّمت الّذي ساد بينهم سوى صوت إيميليا الّتي قالت بحماس غريب..

«سأخبرك بالقصّة الآن، انتهيت من ترتيب أفكاري»

هذه الفتاة تحبّ القصص كثيرا على ما يبدو....

«و أخيرا.....»

تنهّد بعمق ذاك الّذي كان ينتظرها بفارغ الصّبر، و كأنّ الدّقائق الخمس الّتي مرّت كانت ألفيّة بالنّسبة له...،

لترفع جوليا رأسها و ترمقه بنظرة ساخرة و تهمس لنفسها..

«يا إلهي، هل هو طفل؟»

أمّا إيميليا، فقد ضحكت بخفّة من ردّة فعله، لتعتدل بجلستها و تبدأ في السّرد..

«حسنا إذا، بدأ الأمر قبل ثلاث سنوات و نصف تقريبا...، في تلك الفترة كنت في سنتي الأخيرة في الثّانويّة......، أذكر أنّه في وسط العام الدّراسيّ، انتقلت فتاة تدعى ليانا لمدرستي...، بحسب ما أذكر لم تكن هي الأخرى من عائلة مسلمة، لكنّها اقتنعت و واجهت عائلتها الملحدة برغبتها في اعتناقها هذا الدّين.....، لم يقبلوا بداية..، لكن مع إصرارها، وافقوا على النّقاش معها حول الموضوع، و لحسن حظّها نجحت في جعلهم يتقبّلون الأمر...، و أسلمت بعدها»

رفع أليكس حاجبه بدهشة و أردف متسائلا

«ماذا عن عائلتها؟»

نظرت له إيميليا لثوان قبل أن تجيبه

«سماحهم لها باختيار ما تريده لم يعنِ بالضّرورة اقتناعهم بالأمر....، لكن مع مراقبتهم لها، شعروا بالفضول حيال الأمر..، و بدأوا بالبحث أيضا..، و مع مرور الوقت اعتنقوا الإسلام كذلك، كلّ على حدة..»

ارتخت ملامحه للحظات، قبل أن يقضّب جبينه باستياء بينما نطق قائلا...

«جميل...، لكن هذه ليست قصّتك، صحيح؟ كلّ ما أخبرتني به الآن كان عن فتاة أخرى.....»

Hidden ScarsWhere stories live. Discover now