الفصل 01: لقاء غير متوقّع

598 57 15
                                    

ما أجمل الصّدف....، حيث تكون تلك اللّقاءات الجميلة قدرا غير مقصود...
........................................................................

استفاقت إيميليا صباحا على صوت منبّه هاتفها...، إنّها المرّة الخامسة الّتي يرنّ فيها هذا المنبّه الغبيّ...، إنّه يأبى تركها تنام.....

«خمس دقائق أخرى...»

قالت إيميليا بصوت متثاقل بينما تتثائب و هي تطفئ منبّهها للمرّة الخامسة...

«إيميليااا.....انهضي يا فتاة، ستتأخّرين على الجامعة»

فتحت إيميليا عينيها على صوت والدتها و هي تناديها من الطّابق السّفليّ، لتمسك هاتفها و تتفقّده..

«يا إلهي إنّها السّابعة و النّصف بالفعل! سأتأخّر لامحالة!»

خرجت من سريرها الدّافئ و غادرت غرفتها مسرعة نحو الحمّام لتستحمّ بسرعة، كم تتمنّى لو تستطيع البقاء فيه للأبد....

غيّرت ثياب نومها و ارتدت حجابها...المفضّل لديها طبعا....
حملت معطفها و حقيبتها، دون أن تنسى هاتفها...، و اتّجهت إلى المطبخ حيث وجدت والدتها قد انتهت من إعداد فطور الصّباح، و والدها جالسا يتناول حصّته بينما يقرأ جريدة...

«صباح الخير!»

قالتها إيميليا بحماس بينما تقبّل وجنتيّ والديها و تتّجه لمكانها لتأكل بسرعة حتّى لا تتأخّر أكثر..

«تناولي طعامك برويّة إيميليا، هذا غير صحيّ...، إضافة لأنّك متأخّرة على أيّ حال و إسراعك لن يحدث فرقا...، سأوصلك بنفسي اليوم»

أردف والدها بنبرة جديّة ماثلت النّظرة الّتي ظهرت على عينيه العسليّتين، فبادلته ابنته بنظرة بريئة على وجهها و بريق داخل عينيّ المحيط خاصّتها مع ابتسامة لطيفة أظهرت غمّازتيها اللّتين أضفتا سحرا أكبر لجمالها....

«أعلم يا أبي، و لكنّني وعدت جوليا للمرّة الرّابعة أنّني سألتقيها قبل بدء الحصص بساعة، ستقتلني هذه الفتاة اليوم أنا متأكّدة.....، و لا داعي لإيصالي، فكما قلت، أنا متأخّرة في كلّ الأحوال، و لن أسمح بأن تتأخّر عن عملك بسببي»

ابتسم لها والدها باستسلام....حججها قويّة، لن ينكر

«لكن يا ابنتي، عليك أن تعتادي الاستيقاظ مبكّرا...، لقد بدأ العام الدّراسيّ منذ قرابة الأسبوعين، و لازلت لا تستفيقين رغم أنّك تنامين مبكّرا، حتّى المنبّه أضحى دون فائدة أمام غيبوبتك تلك»

ردّت عليها والدتها بنبرة جادّة، لكن بابتسامة صغيرة على شفتيها....، نظرت لها إيميليا دون أن تغيّر ملامحها و نبرتها السّابقة

«ما باليد حيلة، هذه آثار العطلة.....سأعتاد على الاستيقاظ مبكّرا مع مرور الوقت.....لا داعي للقلق يا أمّي..»

Hidden ScarsWhere stories live. Discover now