الفصل 05: نهاية المهمّة

176 20 5
                                    

لا تقارن نفسك قطّ بأحد...
فلا أنت هم، و لا هم أنت
........................................................................
استيقظت جميلتنا صباحا على صوت رنين هاتفها....

تمدّدت بينما تدعك عينيها و تتثاءب، لتمسك به بعدما استفاقت كلّيّا... و لكم أن تخمّنوا من المتّصل

«صباح الخير يا كسولة»

جاءها صوت جوليا من الطّرف الآخر حالما ضغطت زرّ الإجابة....لتقهقه بخفّة و تردّ ممازحة بينما لا تزال مستلقية على السّرير، و ابتسامة عريضة غطّت وجهها..

«تعلمين؟ بدأت أحبّ طريقتك هذه في إيقاظي... لقد اعتدتّ عليها بالفعل...لكن....هل يمكنك إسداء معروف لي و تغيير رنّة الهاتف فقط؟ ربّما لشيء أقلّ..صخبا»

من المفترض أنّكم صرتم تعرفون جوليا جيّدا، صحيح.....؟ إذا، أعتقد أنّكم قادرون على توقّع إجابتها التّالية..

«لا»

رفعت إيميليا حاجبيها باندهاش، بالطّبع لم تتوقّع أن تقول لها "نعم، بالتّأكيد سأغيّرها"، لكنّها توقّعت تعليقا سخيفا منها، و ليس رفضا قاطعا

ما هي إلّا لحظات حتّى نطقت المصدومة بنبرة تدلّ على استغرابها، مع بعض من السّخرية دون شكّ..

«جوليا عزيزتي، هل أصبت بالحمّى؟ أين ردودك المزعجة؟ منذ متى ترفضين طلبا بقول "لا" و حسب؟»

ابتسمت جوليا بسخرية و أعادت خصلاتها الدّاكنة إلى الخلف، لكنّها أدركت أنّ إيميليا لا تستطيع رؤيتها، لذا سرعان ما قالت باستهزاء

«أنا بخير، لا أحد هنا مصاب غيرك، إضافة لأنّني أرفض ذلك كون لا شيء آخر سينجح في إيقاظك غير هذه.....أيّتها الكوالا»

عبست إيميليا بطفوليّة و اعتدلت في جلستها بينما تضمّ إحدى ذراعيها لصدرها و تمسك هاتفها بالأخرى

«هل تسمّينها نغمة؟ صوتك ذاك أشبه بإنذار الحرب في حال لم تكوني تعلمين، ألا يمكنك إخباري برمز المرور الّذي وضعته على الإعدادات على الأقلّ؟ لن أغيّرها، لكنّه هاتفي يا فتاة»

«إنذار الحرب ذاك نجح في تخليصك من مشكلة التّأخّر، لذلك لا تحلمي قطّ بالحصول على الرّمز.. و الآن أعتذر منك آنسة باتروفا، يجدر بي الاستعداد لأذهب للجامعة، وداعا»

أغلقت جوليا بعدها الخطّ مباشرة، تاركة إيميليا تضحك لوحدها على سخافة صديقتها...لتنهض بعدها و تذهب هي الأخرى للتّجهّز حتّى تصل باكرا....،هي لا تريد أن يتأخّر والدها عن العمل بسببها...

اغتسلت ثمّ ارتدت حجابها و جهّزت حقيبتها، ثمّ أخذت عكّازيها و نزلت متّجهة إلى المطبخ....

نعم، هي لازالت لم تشفَ بعد....على المسكينة الانتظار لأسبوعين على الأقلّ....إلّا إذا نجحت حمية ميلينا على شفائها، فمنذ أن وضعت تلك الجبيرة، و أمّها تمنع عنها كلّ الوجبات غير الصّحّيّة

Hidden ScarsWhere stories live. Discover now