........................................................................وقف السّيّد جين أمام طلّابه، و تجوّل بنظره بينهم، ثمّ تنفّس بعمق و أردف...
«أيّها الطّلاب......قبل أن نبدأ حصّة اليوم، ليكن في علمكم أنّ التّقييمات الأوّليّة ستكون بعد أسبوعين... لذا عليكم العمل بجدّ.....»
تعالت أصوات الطّلّاب و هم يتذمّرون من تصريحه، ليقول أحدهم بترجّي
«سيّد جين، هلّا تعلمنا بالفصول الّتي يجدر بنا مراجعتها على الأقلّ..»
نظر إليه البروفيسور بنظرات حادّة و أردف بصرامة
«لا....لن أعلمكم بها»
قال آخر بتذمّر..
«لكن لماذا؟ ستساعدنا هكذا على تحصيل نقاط أعلى سيّدي»
أومأ له و كأنّه يؤكّد له أنّ ما قاله صحيح..
«تماما...و لهذا لا أريد إخباركم......ليس لأنّني لا أرغب في أن تحرزوا علامات جيّدة...بل لأنّني لا أريدكم أن تهملوا الدّروس الأخرى، أنتم لا تدرسون لأجل العلامات، بل تدرسون لأجل المعلومات..»
سرعان ما أضاف طالب آخر كمحاولة أخيرة..
«هل هذا....»
لم يدعه السّيّد جين ينهي كلامه، حيث قاطعه مؤكّدا..
«قرار نهائيّ ولا مجال للنّقاش فيه........و الآن، سأوزّع عليكم ورقة بها مواعيد التّقييمات....أرجو منكم أن تلتزموا الهدوء، فلستم بمفردكم في الجامعة»
تبادل الطّلّاب نظرات الاستياء فيما بينهم بعد الكلمات الّتي سمعوها، لم يحبّ أيّ منهم وجهة نظر السّيّد جين....
باستثناء ثلاثيّ العباقرة دون شكّ.........و من غيرهم.....؟
فقد نظر له داميان ببرود شديد و كأنّه لا يهتم، و أليكس ظلّ يحدّق في المعترضين باستغراب، أمّا إيميليا، فقد ابتسمت لأنّها كانت توافق رأي المعلّم، لكنّ ابتسامتها لم تدم طويلا لأنّ إحداهنّ كانت ممسكة بكتفها بقوّة بينما تهزّ جسدها و تتذمّر..«جوليا، هلّا تتركين كتفي و تبتعدين عنّي قبل أن أفقد أعصابي.....بدأت أشعر بالدّوار بالفعل»
قالت بنبرة مخيفة بينما تحكم إغلاق قبضتيها بقوّة....
لعلّها تحاول التّحكّم بنفسها حتّى لا تأتي صديقتها المزعجة غدا بجبيرة كالّتي تضعها هي...
أجابتها الأخرى بتذمّر طفوليّ...
«لكن ألم تسمعي ما قاله.....سنجبر على مراجعة كلّ الفصول الّتي درسناها..»
«آنسة فلاير، لا داعي لكلّ هذه الدّراما...لم أطلب منكم مراجعة فصول لم أدرّسكم إيّاها على ما أعتقد»
جاءها صوت البروفيسور الّذي أجابها بجدّيّة بينما يضع الورقة على منضدتها
«لكن..»
YOU ARE READING
Hidden Scars
Aléatoireالجميع يرونها تلك الفتاة الجميلة، اللّطيفة، الذّكيّة، و المحبوبة...و لعلّ الكثيرين سرّا يتمنّون الحياة الّتي تعيشها... حياة يدّعون بأنّها مثاليّة و لا تشوبها شائبة.. لكنّهم لم يكونوا ليتمنّوا ذلك لو علموا بما تخفيه... ماضيها.. أخطاؤها.. و نفسها ا...