الفصل 15: تغيّرتِ كثيرا

56 4 5
                                    

........................................................................

فتحت إيميليا عينيها ببطء على صداع طفيف في رأسها...هي الآن تشعر بألم شديد في كلّ جزء من جسدها و ليس رأسها فحسب...و في نفس الوقت، تشعر بأنّ عليها الاستيقاظ..

إنّه الصّباح بعد كلّ شيء..

بدأت الرّؤية في التّوضّح شيئا فشيئا و هي تشعر بوجود شيء ما بجانبها.

«إيميليا...»

هذا الصّوت ليس غريبا عنها...إنّه أوسكار..

أدارت رأسها ناحية مصدر الصّوت لتجده جالسا على حافّة سريرها يراقبها بقلق شديد

«أبي...ما الّذي حدث...جسدي يؤلمني»

سقطت ابتسامة أوسكار حالما سمع ذلك...فهو يكره أن يحدث لها أيّ شيء سيّء...يحزن لحزنها و يتألّم لألمها

«هذا لا يهمّ الآن عزيزتي..سنتحدّث في الأمر لاحقا...»

كانت إيميليا على وشك قول شيء آخر إلّا أنّ دخول أحدهم أوقفها عن ذلك

«جميلتي..لقد استفقتِ أخيرا»

ابتسمت بخفّة حالما رأت والدتها تدخل و في يدها بعض الأدوية كما يبدو و كأس ماء

«أجل أمّي»

«كيف تشعرين؟»

«جسدي يؤلمني»

قالت و هي تنظر لوالدتها بطفوليّة جاعلة منها تضحك بخفّة...هذه الفتاة حقّا لا تفوّت أيّ فرصة لتحظى بالاهتمام

«من الجيّد أنّني أحضرت بعض المسكّنات...فلتتناولي بعضا منها»

أجابت والدتها و هي لا تزال تقهقه بينما تمدّ لها ما كان بيدها...لتمسكه الأخرى و تجيب بامتنان

«حسنا، شكرا لك»

ساد الهدوء بين الثّلاثة ريثما كانت إيميليا تتناول المسكّن...قبل أن تبادر ميلينا بالحديث قائلة بتساؤل

«ما الّذي حدث أمس؟ قالت جوليا أنّه أغمي عليك فجأة»

تغيّرت ملامح المعنيّة فجأة و هي تستوعب ما حدث لها ثمّ أجابت بتفاجؤ

«ما الّذي تقصدينه...هل نمت كلّ هذا الوقت»

«لأكون دقيقا...لقد غبتِ عن الوعي...قالت الطّبيبة أنّ ذلك قد يكون نتيجة لصدمة ما»

أجاب أوسكار بقلق و هو يمسح على شعر ابنته الّتي أعادت على مسامعهم كلمته الأخيرة بصوت مرتفه و كأنّها تتأكّد من مدى صحّة ما سمعته

Hidden ScarsWhere stories live. Discover now