البكاء ليس ضعفا كما يظنّه الكثير...فالقويّ وحده من له الشّجاعة للتّعبير عن أحاسيسه...
........................................................................
إنّها العاشرة صباحا تقريبا.....في هذا الوقت، جميع طلّاب المدارس و الجامعات في صفوفهم....
أو مهلا...ليس كلّهم..
فقد كانت إيميليا تركض بأقصى سرعتها قاطعة الشّوارع المكتظّة بمن هم ذاهبون للعمل...محاولة الوصول للجامعة حتّى لا تتأخّر أكثر من فعلت...
حتّى جوليا لم تنجح في إيقاظها هذه المرّة....و لن يمرّ هذا الأمر على خير إطلاقا.....فسيكون على جميلتنا المسكينة التّعامل مع توبيخ معلّم الأدب، و توبيخ جوليا كذلك....
فليسدِ أحدكم معروفا لها و لينقذها من هذا رجاءً..
لحسن حظّها أنّ تسليم النّتائج سيكون ضمن الحصّة الثّانية....و الّتي قد بدأت بالفعل...هي محظوظة فقط لأنّها ستصل قبل أن تنتهي.....
توقّفت إيميليا لبضع ثوانٍ تلتقط أنفاسها حالما وصلت أمام بوّابة الجامعة...لتواصل الرّكض بعدها ناحية الفصل...
فور وقوفها أمام باب الصّفّ مباشرة....أصبحت قادرة على سماع صوت البروفيسور و هو يحدّث الطّلّاب....كان يبدو سعيدا...و إحداهنّ ستعكّر صفو سعادته..
«حسنا أيّها الطّلّاب...يبدو أنّكم عملتم بجدّ هذه المرّة في تقييم الأدب الرّوسيّ...علاماتكم كانت تستحقّ عناء تدريسكم بالفعل»
كان يتحدّث بفخر شديد....و كأنّه لم يكن يقبض راتبا لتعليمهم....
جعل ذلك جميلتنا تتردّد في الدّخول للحظة...و كانت ستعود أدراجها بهدوء لو لم يستوقفها صوت السّيّد جين
«آنسة باتروفا، هل تخطّطين للدّخول أم ستظلّين تراقبينني من هناك؟»
عضّت إيميليا على شفتها السّفلى و ابتلعت ريقها بصعوبة قبل أن تتقدّم بخطوات متردّدة و تفتح الباب ببطء..
«صباح الخير سيّد جين....آمل أنّك بخير»
نطقت بنبرة ظريفة محاولة تلطيف الأجواء بينما تطلّ برأسها من الباب
تنهّد المعلّم بعمق و بقي يحدّق بها محاولا كتم ضحكة كادت تفلت منه
«هل تأذن لي بالدّخول؟ أم ستعاقبني بالوقوف هنا؟»
سألته راسمة على وجهها ابتسامة حمقاء...ليهزّ رأسه بقلّة حيلة و يردف مستسلما
YOU ARE READING
Hidden Scars
Randomالجميع يرونها تلك الفتاة الجميلة، اللّطيفة، الذّكيّة، و المحبوبة...و لعلّ الكثيرين سرّا يتمنّون الحياة الّتي تعيشها... حياة يدّعون بأنّها مثاليّة و لا تشوبها شائبة.. لكنّهم لم يكونوا ليتمنّوا ذلك لو علموا بما تخفيه... ماضيها.. أخطاؤها.. و نفسها ا...