........................................................................
ع
«ما الّذي تفكّر به؟»
رفع أنظاره ناحية مصدر الصّوت ليرى جوليا تقف أمامه مباشرة و تحدّق به بحاجب مرفوع...إحدى يديها على خصرها، و الأخرى تحمل بها كيسا ما....غداؤها بكلّ تأكيد
«أحجيتي الجميلة»
خرجت تلك الكلمات من فمه دون أن يدرك ذلك...يبدو أنّ أحدهم قد وقع و بشدّة...
لا يزال غير قادر على تصديق أنّه أصبح يشرد كثيرا مؤخّرا....هذا كلّه و هو يجهل سبب إعجابه بها إلى حدّ الآن...الأمر أشبه بأحجية له كما قال...
و هي ستكون أحجيته المفضّلة...
«ما الّذي تهذي به يا هذا؟»
جعلته كلماتها تلك يدرك ما الّذي تفوّه به للتّوّ...و يمكنكم تخيّل مدى ارتباكه لحظتها حين أجاب مغيّرا الموضوع
«لا شيء إطلاقا...على كلّ حال، لقد تأخّرتِ»
رفعت كتفيها بملل و أردفت بينما تجلس على المقعد المقابل له واضعة كلّ ما كانت تحمله على المنضدة
«ليس كثيرا»
«نصف ساعة»
ردّ هو يضمّ ذراعيه إلى صدره و يراقبها بحاجبين مرفوعين...لتقول بنفس نبرتها غير المبالية
«المهمّ أنّني وصلت»
تنهّد إيفان بقلًة حيلة و قد ارتسم على شفتيه طيف ابتسامة...ثمّ نطق قائلا بجدّيّة
«أريد أن أعلم بكلّ الأجزاء الّتي لم تفهميها أو الّتي تحتاج شرحا أكثر»
«لحظة و حسب»
أجابت بهدوء و هي تومئ برأسها، و مدّت يدها ناحية حقيبتها لتخرج دفترا ما...
فتحته و بدأت تقلّب بين صفحاته بحثا عن ما طلبه الآخر منها...و الّذي تساءل بدوره حالما توقّفت عن التّقليب
«هل هذا دفترك؟»
رفعت جوليا أنظارها نحوه و رمقته باستغراب قبل أن تجيبه بسؤال آخر مشيحة بنظرها عنه مجدّدا
«دفتر من إذا؟»
معها الحقّ...دفتر من الّذي ستخرجه من حقيبتها و تبحث فيه عن الدّروس الّتي أخذتها هي في فصلها؟
«لم أقصد هذا، لكن....خطّ يدك جميل جدّا»
أجاب بدهشة و هو يحدّق بإحدى الصّفحات...لكنّ إحداهنّ قطعت عليه دهشته حين نطقت بعدم اكتراث
«أعلم ذلك»
ساد بعدها صمت رهيب دام للحظات قليلة كانت جوليا تبحث خلالها بين أغراضها عن ما تحتاجه لدرس اليوم...لتمدّ يدها فجأة ناحية الكيس الّذي أحضرته معها و تخرج منه كيسا آخر أصغر منه قليلا...و دفعته ناحية إيفان
YOU ARE READING
Hidden Scars
Randomالجميع يرونها تلك الفتاة الجميلة، اللّطيفة، الذّكيّة، و المحبوبة...و لعلّ الكثيرين سرّا يتمنّون الحياة الّتي تعيشها... حياة يدّعون بأنّها مثاليّة و لا تشوبها شائبة.. لكنّهم لم يكونوا ليتمنّوا ذلك لو علموا بما تخفيه... ماضيها.. أخطاؤها.. و نفسها ا...