نسيان الماضي ليس خيارا.....فبعض الذّكريات تقرّر ملاحقتنا رغم محاولتنا التّخلّي عنها..
........................................................................«أرى أنّكما نجحتما بالفعل في إنهاء المشروع في الوقت المحدّد....»
كسر السّيّد فولكوف بعبارته تلك حاجز الصّمت بينما يقلّب بيديه صفحات المقال بتركيز باهتمام شديد...
«أجل سيّدي....واجهنا بعض الصّعوبات، و لكنّنا تجاوزنا الأمر»
قال أليكس باحترام بينما يقف مستقيما واضعا يديه خلف ظهره....ما جعل طوله يبرز أكثر....جاعلا من المعلّم يبتسم لهما و يواصل برضى
«لم تخيّبا ظنّي أبدا....بالرّغم من أنّ هذا كان أمرا متوقّعا من طالبين بذكائكما»
ابتسمت إيميليا بهدوء.....كانت تقف ملقية بكامل ثقلها على العكّازين الّلذين كانت تشدّ عليهما بإحكام لتحفظ توازنها...و أردفت بامتنان
«شكرا سيّد فولكوف»
«لا داعي لذلك....على كلّ حال...ليكن في علمكما بأنّ ما عملتما عليه و بحثتما عنه طيلة الأيّام الماضية سيكون في صالحكما....ستحتاجانه حين تجتازان اختبار التّاريخ...و هذه ورقة رابحة لكما»
«حسنا....فهمنا ذلك»
ساد الصّمت الغرفة للحظات معدودة...إلى أن استأنف المعلّم حديثه مجدّدا بينما لا يزال ينظر لما بين يديه
«لديّ ما أريد أن تقوما به، و سأترك لكما حقّ الاختيار..........هل تفضّلان أن تقدّما عرضا شفهيّا لعملكما الآن في المكتب......أو لاحقا، حين يحين موعد حصّتي؟»
تبادل الاثنان بعضا من نظرات الحيرة....هما لم يتوقّعا أن يطلب منهما تقديم عرض شفهيّ.....لذا لم يستعدّا أو يخطّطا لشيء بتاتا...
«سيّدي...هل تأذن لنا لنتفاهم حول الأمر....نحن لم نفكّر في هذا سابقا»
نطقت جميلتنا بنبرة متوتّرة......من يلومها؟ أيّ شخص مكانها كان ليشعر بالتّوتّر من شيء لم يجهّز نفسه له......
«هذا مؤكّد، خذا كلّ الوقت الّذي تحتاجانه...لست مستعجلا»
تراجعت إيميليا قليلا بعد كلماته هذه ليتبعها أليكس............هما الآن يقفان على بعد يسمح لهما بالحديث دون أن يسمعهما البروفيسور...
«ما رأيك في هذا يا راين؟»
سألته باتروفا بوجه قد طمست الحيرة ملامحه منتظرة أن يخلّصها من ضغط التّفكير و يقرّر مكانها.. ليجيبها هذا الأخير بتردّد
«رأيي؟ لست متأكّدا حقّا.....مناقشته في المكتب سيكون أمرا مريحا بما أنّه ما من أعين موجّهة لنا غير البروفيسور....»
YOU ARE READING
Hidden Scars
Sonstigesالجميع يرونها تلك الفتاة الجميلة، اللّطيفة، الذّكيّة، و المحبوبة...و لعلّ الكثيرين سرّا يتمنّون الحياة الّتي تعيشها... حياة يدّعون بأنّها مثاليّة و لا تشوبها شائبة.. لكنّهم لم يكونوا ليتمنّوا ذلك لو علموا بما تخفيه... ماضيها.. أخطاؤها.. و نفسها ا...