༒ 𝕮𝖍𝖆𝖕𝖙𝖊𝖗 𝖔𝖓𝖊 : بـِــدَايـَـة

84 8 2
                                    

ليالي فصل الشتاء لا تخيب ظننا من برودتها قط، تنخفض الحرارة بوتيرة أسرع من المعتاد و مرور الايام لتجعل من الخروج الى العمل أمراً مرهقاً و شبه مستحيل حتى و لبضع دقائق فقط

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ليالي فصل الشتاء لا تخيب ظننا من برودتها قط، تنخفض الحرارة بوتيرة أسرع من المعتاد و مرور الايام لتجعل من الخروج الى العمل أمراً مرهقاً و شبه مستحيل حتى و لبضع دقائق فقط.

تضغط مفاتيح المصعد بأطراف أصابع متجمدة، تمسك بين يديها كتاباً أسوداً زينت جوانبه بقع حمراء داكنة تشي بتصنيفه الغامض و الدموي فسيجذب بذلك القراء لا محال.

نغمة كلاسيكية، تُخرج هاتفها من جيب سترتها لترد دون تكلف عناء النظر الى هوية المتصل المجهول، فقد كانت الارقام الهاتفية بسجل جهازها تعد على أصابع اليد لقِلتها.

توسط قرص الشمس السماء، ولم ترتفع الحرارة قط أو تتغير، لا يزال الطقس برداً قارساً، وضعت الحسناء الكتاب في مقدمة مكتبتها و بالضبط في رف فارغ رغم إكتضاض غيره بالكتب، إلى أن تلك الرواية إستأثر بذلك المكان الواسع الشاغر، و ما زاده ميزةً كونه كتابها الخاص الذي سرعان ما تصدر المركز الأول للكتب الاكثر مبيعا في فترة وجيزة.

إحمر خذها الايسر تطلع على رسائل صديقاتها داخل مجموعة دردشتهم الخاصة، و جل ما تحمله تلك النصوص من إفتخار و تقدير لعملها المتقون و إبداعها الرائع.

ساعات معدودة، أخرج الفرن صوتاً أشبه بإشعار هاتف معلناً إنتهاء الوقت المحدد لنضج تلك المخبوزات، وضعتها (إليانور - ELeanor) تزين بها مائدتها الدائرية.

كعك و حلويات، قهوة و عصير، صحون و معالق. تنتظر وصول صديقتيها، تنزع الوزرة الوردية الخاصة بالطبخ، شعرها الاسود على كتفيها، ترتب مظهر ملابسها أمام المرآة قبل إتخاذها خطوات لاستقبال القادمين لمنزلها و ضيوفها الكرام، إستقبلتهم بصدر رحب و عناق طويل، أردفت الشقراء تحمل بين يديها صندوق حلوة :

(فِرونيكا - Veronica ) : إلي أصبحت كاتبة مشهورة !
(نَوْمي - Naomi ) : حبيبتي إليانور إشتقنا لك !

أمالت ذات الشعر البرتقالي (نومي) بجسدها تلف ذراعيها حول (إليانور).

(فرونيكا): ألن ترحبي بحضورنا ؟ ألن ندخل؟ هاه انني أكاد أتجمد من البرد بالخارج.

ضربت (نومي) رأس المتذمرة بخفة تقطب مابين حاجبيها في عبوس واضح وسط قهقهات (إليانور) التي أزاحت بجسدها عن مدخل الشقة.

(نومي): فرونيكا توقفي عن إفساد اللحظات !
(فرونيكا): فقط أصمتي إلا إن أردتي الموت بالخارج فأنا لا أهتم حقاً.
(نومي): توقفي عن التذمر و دعينا نتناول مالذ و طاب من مأكولات إلي الطيبة.

إبتسمت ذات الشعر الاسود الحريري تجلس أمام الفتاتان اللتان أخذتا بإلتهام ماحضرته قبل قليل، أراحت ذقنها فوق يدها تراقبهما بحنان، فما كانتا سوى صديقتيها الوحيدتين التي تعرفت عليهما من الثانوية.

كانت (إليانور) فتاة حسناء المظهر، حياتها المدرسية كانت أشبه بعادية. منعزلةً عن الجميع دائماً ما تتخذ (إليانور) سطح المدرسة كمكان تختلي فيه من صداع الناس لتتناول وجبتها بهدوء و سلام، لا تكف فتيات الصف الاول عن مضايقتها كلما رصدنها وحيدة، وماكن يتلقين غير السكون و التجاهل مادفعهن للاستسلام سريعا بعد توقيفهن من طرف (فرونيكا) و (نومي) المارتان بالصدفة من الجوار وقد جذبتهما شخصية (إليانور) الغامضة ليحاولا التعرف عليها أكثر و أكثر، و هاهن الان يدرسن بجامعة الطب جنبا الى جنب، بينما تزاول هي الاخرى هواية الكتابة.

توافدت الذكريات العابرة ذهنها ترجع بها لارض الواقع حيث قد أمسكت الفتاتان بطنهما بعد أن إلتهمتا الصحون بنهم.

(فرونيكا): هذا لذيذ ! تعلمي يا نومي الطبخ عوض الإستهلاك فأنا أتوق ليكون لي مصدرين للأكل و لملئ معدتي.
(نومي): لا ضرر في أخذ ثلاجة إلي معنا فهي لن تمانع.
(إليانور): مهلاً هل أنتما بخير؟

أومأت الفتاتان برؤوسهما بثقل.



عويل و صراخ.

تلتهم ألسنة النيران من رمي بين شراراتها.

كان ذلك واضحاً.

و بسيطاً.

من يلعب مع بونتين.

لن يكون مصيره غير الموت.

مسح بأنامله قطرات دماء رشت وجنتاه عند إنقضاض زميله ذو شعر وردي بسيفه ذا طراز ياباني أنيق على ما يدعونهم بالجرذان، أي خائني المنظمة، إندفقت الدماء عند فصل رأس الضحية عن جسدها محدثةً نافورة جعلت من الرجل يبتعد جازعاً.

-تباً سانزو لقد رشت الدماء شعري ووجهي!
(سانزو) و هو يهم بتقطيع أطراف فريسته : لا تقلق ملامحك لاتزال قبيحة، رغم أن الدماء أعطتها بعضاً من... مهلاً دعني ألقي نظرة عن كثب.. أممم أوه لا، تزال قنديلاً قبيحاً للأسف.

تنفس ذو الشعر البنفسجي الصعداء، قطب مابين حاجبيه بغضب ليغادر المكان مرسلاً رسالة لزميله قصد إعلامه بإنتهاء المهمة، ليتجه بعدها بسيارته نحو شقته قصد أخذ قسط من الراحة.


© 𝓍𝑒𝑒𝓃𝓈𝓌𝓎𝓊  ₊⊹
ᴬˡˡ ʳⁱᵍʰᵗˢ ʳᵉˢᵉʳᵛᵉᵈ

₊⊹ لا تنسوا الفوت - النجمة والتعليق بين الفقرات...قراءة ممتعة !

سـطـورُ نهـَايتـِي - 𝚁𝚒𝚗𝚍𝚘𝚞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن