تمر الرياح عبر الأشجار لتصدر أوراقها حفيفاً لطيفاً، معزوفة فصل الخريف التي لا يفصلنا عن إنقطاعها إلا شهور معدودة، تتفتح عند حلولها بتلات الورود لتزين الشوارع بألوانها الزاهية، الزاهرة.
أطلت (إليانور) برأسها من النافدة تريح ذقنها على راحة يدها قصد الاستجمام بجوٍ يقل برودة عن ما سبقه، يعبر نسيم منعش تتمايل خصلاتها السوداء في إتجاهه حيث إرتسمت إبتسامة خافتة تعبر عن إستمتاعها بالمناخ المعتدل.
كسر صوت رنين الجرس هدوء المكان معلناً إنتهاء الحصة الدراسية، و ها قد إندفع جل الطلاب الى الخارج ما جعل منها تنتظر الى أن يمر الآخرون أولاً لتتفادى الإندفاعات و الإصطدامات في صفوفهم.
تتخذ ساقاها خطوات نحو بنايتها السكنية و قبل أن تهم بقضم إحدى مخبوزاتها المفضلة داهمتها يد أحدهم لتجد نفسها بداخل سيارة ما، جازعةً ألصقت يداها على زجاج النافدة تتأمل وجبتها الخفيفة و قد وقعت أرضاً.
(إليانور): تباً ألا يمكنك أن تعلمينني قبل أن تحاولي خطفي؟
(فرونيكا) تتصنع البكاء : إنني واقعة في مشكلة كبيرة!(إليانور): تشاجرتي مع والدك مجدداً؟
(فرونيكا): تقريباً، لكن الأمر متعلق به، يجب علي حضور موعد مدبر مع أحد معارفه، لكن إليا لا يمكنني !!(إليانور): لا تخبرينني...
(فرونيكا): من فضلك لا يمكنني تفويت عرض فناني المفضل! بالكاد إستطعت الحصول على تذكرة في الصفوف الأولى ! لا يهم فقط تناولي معه العشاء و غادري.(إليانور): لكن..
(فرونيكا): من فضلك من فضلك من فضلك!!༒
إلــيـَـانـُـور - 𝐸𝓁𝑒𝒶𝓃𝑜𝓇 ——————
لم يكن الرفض خياراً، حتى و عند إخباري لها أنني "سأفكر" فقط في الأمر، وجدت عند الساعة الخامسة مساءاً صندوقاً إحتوى على فستان فاخر أسود، حقيبة و زوجا كعب من علامات تجارية عالمية، و بطاقة إحتوت على العنوان و الوقت الذي سيقلني فيه سائقها الخاص.
لم أحبذ فكرة إحراجها خاصة أن (فرونيكا) تعاني من مشاكل كبيرة مع والدها بإعتباره تاجر و مقاول معروف، إضافة لكونه كأب رجل متسلط و نرجسي، لطالما أخبرتني أنا و (نومي) أن المال ليس كل شيء، فإن كان كذلك فإنه لم يستطع أن يمنع موت والدتها و سندها الوحيد، أما أنا من جهة أخرى...
نظرت مطولاً الى المرآة، الى إنعكاسي، لازلت متوترة من هذا اللقاء، (فرونيكا) معروفة بشخصيتها الصريحة، المندفعة و الاجتماعية، أنا من جهة أخرى أخالفها في كل هذه الصفات، سيمر كل شيء على ما يرام فالرجل لا يعرف شكل (فرونيكا) هذا ما أخبرتني به في إحدى رسائلها النصية.
التاسعة مساءاً، سلكت السلالم نزولاً و قد كان جاري الذي صادفته صباحاً أمامي، لم أرصد شعره البنفسجي من قبل، شاهدته يتوجه نحو سيارته قبل أن أذهب الى السائق أمامي ليقودني نحو المكان المعلوم.
༒
Ⅱ
رِيـــنــــدُو - 𝑅𝒾𝓃𝒹𝑜𝓊 ——————
ريــنــدو هــايتــانــي
قدمت بطاقتي الوطنية للحارس الذي سرعان ما إندفع بعيداً عن المدخل فاسحاً لي المجال للعبور منحني الظهر، سلكت السلالم و كان أول ما رصدته منظر الوغدين (سانزو) و (كوكونوي) جالسين في إحدى الطاولات.
كانت المهمة الموكلة لي الإطاحة بالرأس المدبر ( كريس لورسن ) الذي إلتقيت به صباحاً لأخبره بإهتمامي الكبير بإبنته (فرونيكا)، علماً أن هذه الأخيرة لم ألتق بها قط، كان (ران ) ليكون أكثر جدارة بهذه المهمة لخبرته الكبيرة مع النساء، لكن كان للزعيم رأياً آخراً فمن كان سيضمن لنا أن (ران) لن يقدم على قضاء الليلة مع تلك الفتاة؟
و بمجرد أن وقعت أعيني على الطاولة المخصصة لنا كنت شاكراً لعدم إختيار (ران).
لكن لماذا هذه المرأة هنا؟
-سررت بلقائك أدعى ريندو هايتاني.
-... فرونيكا لورسن.لن تمر هذه الليلة على خير،
على كل منا.༒
© 𝓍𝑒𝑒𝓃𝓈𝓌𝓎𝓊 ₊⊹
ᴬˡˡ ʳⁱᵍʰᵗˢ ʳᵉˢᵉʳᵛᵉᵈ₊⊹ لا تنسوا الفوت - النجمة والتعليق بين الفقرات...قراءة ممتعة !
أنت تقرأ
سـطـورُ نهـَايتـِي - 𝚁𝚒𝚗𝚍𝚘𝚞
Fanfiction- مُــكـتمـلـة - مـَا ظــَننــتُ أنَ سطـُورِي يومـًا مـَا ستتغـَدى علـَى أروَاحـِي... لطَالمـَا حـذِرت مـِن طعنـَات غـدرٍ قـَد تأتـِي خَلفـِي، بينمـَا كنـتُ أجـرِي تجاهَه محتميـةًً إختَـرقنِـي سَهـمُ خذلانِـهُ بِـه نحْـوَ الهَـاويَـة هَـويـتُ... ༒...