Part 26

323 16 6
                                    

بعد العصر في بيت ام عبدالعزيز
دخلت غيداء للمجلس و شافت نوف تنظف المجلس و جت تساعدها
نوف : خليه يا غيداء عنتس قربت اخلص
غيداء : خليني اساعدك
نوف : ما يحتاج يا قلبي قربت اقضي منه
غيداء : عادي اساعدك بالباقي و منها اخذ اخبارك
نوف : بالله وش بتكون اخباري ؟ نفسها ما تغيرت
غيداء : الا قولي لي وش شعورك و عرسك باقي عليه كم يوم
نوف و هي تفكر بالإحساس اللي داخلها : ما ادري فيني شعور غريب ما ادري كيف بتكون حياتي مع راكان و لا اعرف كيف شخصيته و تبين الصراحة ؟
غيداء : وش
نوف : من بعد سالفة اديم و راشد و انا خايفه من الزواج اخاف يطلع راكان زي راشد
شدت غيداء على يد نوف : يا حبيبتي يا نوف اخوانك لو ما كانوا يعرفون راكان كان ما زوجوك اياه ، واضح انه رجال و ان شاء الله انه بيصونك ، ما تذكرين انتي وقفته مع نواف يوم كان مسجون و كلام نواف عنه ؟ من هنا اصلاً ما يحتاج انك تخافين منه لان واضح من وقفته انه رجال ، و اللي صار مع اديم تجربة سيئة في حياتها و عدت مو شرط انها تمر على كل بنت
نوف : بس حياة راكان غير عن حياتي عيشته تختلف عن عيشتي و اخاف اغلط عنده و اخاف يكون عصبي و انا هنا متعوده على حنية اخواني علي
غيداء : لا تخوفين نفسك من الحين شوفي انا وعزيز كيف كانت حياتنا تختلف عن بعض و لو تقولين لي في وقتها اني بصير كذا بقول هذي مجنونة بس شوفي الحين انا كيف تعودت على عزيز و احبه و متأقلمه مع حياته ، اللي فيك الحين خوف البدايات بس
نوف : ريحتيني بكلامتس يا غيداء
غيداء : شايله هم انتي على الفاضي انتظري لين يجي السبت و اذا رحتي معه وقتها خافي مب الحين مخوفه نفسك
ضحكت نوف و دخلت ندى و بيدها المبخره عشان تبخر ثياب اخوانها و جدها : وين ثيابهم يا نوف ؟
نوف : هذي هي حطيتها هنا
ندى : روحي جيبي ثوب عزيز يا غيداء عشان ابخره معهم مره وحده
وقفت غيداء بخوف : يا ويلي نسيت ثوب عزيز في الغسالة
ضحكت نوف : و تقولين تأقلمتي على حياتنا
راحت غيداء تركض للغسالة عشان تشوف الثوب و فتحتها و انصدمت يوم طلعت الثوب منها و شافت كيف لونه تغير تنهدت بضيق و طلعته من الغسالة و هي ما تدري وش تسوي فيه و كيف تحل المشكلة
اخذت الثوب و تبي تروح لندى و نوف يعطونها حل و هي ماره من الحوش شافت عزيز و نواف توهم داخلين للبيت و تعدتهم و دخلت للمجلس : بنات تكفووون ساعدووني
ندى و نوف بخوف : وش فيتس !؟
فتحت غيداء الثوب قدامهم : شوفوا وش صار في ثوب عزيز
ندى : هذا ثوب عزيز ولا قميص جدتي !؟ شكلتس مضيعه
غيداء : تكفين يا ندى لا تطقطقين ساعديني
ندى : وش اساعدتس فيه خلاص راح لونه
نوف : ودي افهم كيف راح لونه !؟ مغسلته بوش انتي ؟
غيداء : صابون الملابس الموجود عند الغسالة
نوف : طيب مستحيل يصير كذا
ندى : مغسله معه شيء ؟
غيداء : اي غسلت عبايتي معها
مسكوا رؤسهم ندى و نوف من قالتها : صاحيه انتي فيه احد يغسل ابيض مع اسود !؟ اكيد بيقلب لونه
غيداء : عاد مدري نسيت الحين ساعدوني وش اسوي ؟ اطلع له واحد غيره كأنه هو ؟
نوف : الثوب هذا عزيز مختاره بالضبط ولا انتي اللي طلعتيه ؟
غيداء : لا هو اللي طلعه لي
رفعت نوف حواجبها بمعنى لا : اجل ما تمشي بيعرف
غيداء : وش بيعرفه كلها لونها ابيض
دخل عزيز للمجلس : وش فيتس يا غيداء تعديتينا كذا صاير شيء ؟
لّفت عليه غيداء بخوف : وش بيصير قاعدين نرتب هنا ، انت تبي شيء ؟
عزيز : لا ما ابي شيء بس ثوبي وينه بنمشي الحين للعشاء
غيداء : تمشون الحين ليه ؟ هو مب عشاء ؟
عزيز : طيب ما بقى شيء على المغرب نصلي و نروح ، امشي طلعي ثوبي
راحت غيداء مع عزيز للغرفة و تحاول انها تسبقه عشان يمديها تطلع واحد من الدولاب بدون ما يشوفها
دخل عزيز و شافها واقفه قدام وجهه عند الباب : غيداء انتي فيتس شيء اليوم ؟
حطت غيداء الثوب اللي طلعته من الدولاب على السرير : هذا ثوبك و اغراضك الباقيه انت طلعها انا بروح عند البنات
جت بتطلع غيداء و مسكها عزيز من يدها : وراتس طايرة انتي ؟ انتظري لاحقه على البنات خليني اشوف اغراضي اول بعدين روحي
راحت غيداء و جلست عند لوحاتها و قاعده تسوي نفسها ترسم
دخل عزيز يتروش و طلع وهو لابس سروال و فنيلة واخذ الثوب من السرير و لبسه و وقف قدام المرايا
ناظر عزيز في تفاصيل الثوب و عرف انه مو نفس الثوب اللي هو طلعه لغيداء : غيداء هذا الثوب اللي أنا طلعته لتس ؟
وقفت غيداء : الله يا الثوب سكبه عليك ما شاء الله تبارك الله لا تنسى تقرأ أذكارك و تحصن نفسك
عزيز : خلي أذكاري على جنب ، هذا مب الثوب اللي طلعته لتس
غيداء : الا هذا هو ، يعني أنا طلعت واحد غيره ؟
عزيز : وش صار على الثوب هذاك ؟
غيداء : شفيك يا عزيز هذا هو اللي طلعته لي
عزيز : الثوب اللي طلعته لتس فيه مكان للكبك اما هذا مافيه
ناظرت فيه ولا عاد يمديها تكذب اكثر : بقولك شيء بس قبلها انا اسفه
عزيز : وش صاير
طلّعت غيداء الثوب و هي منحرجه منه
عزيز : ابك الثوب وراه كذا ؟
ماردت غيداء و ضحك عزيز : طلعتي صادقه بكلمتس يوم تقولين ببهرك ، ابهرتيني
غيداء : انا اسفه يا عزيز والله ما كنت ادري انه بيقلب لونه
عزيز : شكلتس مضيعه لوحاتس و لونتي الثوب بدالها
غيداء : غسلت عبايتي معه و ما توقعت انه بيقلب لونه
مسك عزيز راسه يوم قالت انها مغسله العباية مع الثوب : وش قلتي مغسلتهم مع بعض
غيداء : اي قلت مرة وحدة مع بعض
عزيز : والله يا غيداء مالتس في الشغلة هذي ابد
غيداء : خلاص يا عزيز لا تزعل بشتري لك واحد غيره ان شاء الله
انصدم عزيز من كلامها : تسكتين بزر انتي ؟
غيداء : وش اسوي يا عزيز انت زعلت عشان ثوب
عزيز : و من قالتس اني زعلت
غيداء : الا واضح زعلت
عيزز : ما زعلت
غيداء : الا زعلت
عزيز : يا بنت ما زعلت ، يفداتس الثوب و راعيه و الدولاب متروس ثيّاب اخذ واحد منها و البسه
ضربته غيداء على كتفه بخفه : من البداية قل كذا خليتني اخاف على الفاضي
ضحك عزيز و طلع ثوب من الدولاب بكبك : انتي اللي خوفتي نفستس عشان ثوب ، روحي عطي هذا ندى تكويه
اخذته منه غيداء : والله ما يكويه الا انا
عزيز : يا بنت ما عندي الا هو لا ينحرق
غيداء : لو سمحت يا عزيز حلفت انا
عزيز : بكيفتس بس ترا لو حرقتيه بقعد مارح اروح معهم
غيداء : لا معليك دقايق و هو عندك
طلعت غيداء تركض و راحت عند البنات و اخذت منهم الكوايه و تجهز عزيز و رجعت له غيداء بالثوب و اخذه و طلعو كلهم لصلاة المغرب و بعدها بيروحون لبيت ابو مبارك
______•
في مجلس ابو مبارك
دخلوا العيال خلف جدهم بعد ما القوا السلام بصوت جهوري و التفتت انظار اللي في المجلس لهم
تقدموا لابو مبارك و ولده و باركوا لهم و جلسوا و دخل بعدهم ابو تميم و ماجد اللي راحوا لابو مبارك و ولده يباركون لهم و جلسوا هم بعد
و بدت السوالف تختلط ببعض و الاصوات تتداخل و كل واحد يسولف مع اللي جنبه
ابو مازن : مقبل يا اخوك ما ودك تزوج نواف و تلحقه بعزيز و نفرح فيه ؟
الجد مقبل : هذا هو على يمينك كانك قدرت تزوجه زوجه
لّف ابو مازن على نواف : افا يا نواف اجل ما تبي العرس ؟ ما ودك عمك ابو مازن يزوجك بنت الحلال
نواف وهو بداخله وده يصيح و يقول ابي الزواج بس يكون من اديم بس تمالك نفسه : بدري يا عمي على الزواج
ابو مازن : وش اللي بدري العمر يمشي
قّرب منه ابو مازن و همس له : ولا القلب هذا مملوك لأحد ؟
نواف : مالك لوا بس ما صبت ، كان امي لقت بنت الحلال و تيسرت الامور ليش لا
ضحك ابو مازن من تصريفته : يبي لي جلسة معك نأخذ علوم بعض
ضحك نواف بوهقه : تبشر
ابو خالد : إلا بسألك يا ابو عبدالرحمن وش سالفة حلالكم ؟ سمعت انه انسرق ؟
الجد مقبل : اي والله علمٍ صحيح
ابو مازن : لا عاد كيف انسرق ؟
الجد مقبل : راحوا العيال كعادتهم للعزبة و لقوا الشبك فاتح و الغنم غادي ردينا منه سبع و الباقي والله ما ندري وين ارضه
ناظر فيه ابو تميم : الله يعوض عليكم
ابو مازن : دفعة بلاء ان شاء الله في المال ولا في الروح
ابو خالد : تشكون في احد يا ابو عبدالرحمن
الجد مقبل : لا بالله ما شكينا بأحد بس واضح انه شخصٍ يعرفنا
فجاءة و بدون مقدمات قطع كلامهم دخول راشد للمجلس اللي سكت كل اللي في المجلس من الصدمة و تلافتت الأنظار كلها له لانه محد يدري انه طلع من السجن
و راشد كان شوي متوتر لكن نظراته المتحدية واضحه
انصدموا ابو تميم و ماجد يوم شافوا راشد قدامهم و كيف طلع من السجن و ناظر ماجد في نواف اللي كان مركز النظر على راشد و بعيون غاضبه
حاول عزيز يبعد عين نواف عن راشد عشان لا احد يشك بشيء بس ما كأنه سوا شيء
ما قدر نواف يسيطر على نفسه و تغيرت ملامح وجهه بسرعة و هو يتذكر اللي عاشته اديم و اللي هو شهد عليه
وقف نواف و هو ناوي يروح لراشد بس جلسه عزيز و مسك خده و لّفه عليه : اسكت ولا تسوي شيء حنا في مجلس ابو مبارك
ابو تميم بصوت مليان بالغضب : وش اللي جابك هنا يا راشد !؟ و كيف لك وجه تطلع بين هالرجال ؟
راشد ببرود و نبرة حاده : أنا جاي أبارك لابو مبارك ، و مالكم دخل فيني خلوكم في حالكم و بعدين اللي المفروض يستحي ولا يطلع بين الرجال هو انتم
ابو خالد وهو يحاول يتفادى المشاكل : يا جماعة الخير حنا في مناسبة فرح ما نبي هالمشاكل
ما قدر ماجد يسكت : ما اقدر اسكت و أنا أشوف شبيه الرجال واقف قدامي
راشد : احترم عمرك يا ماجد و لا تتدخل بشيء ما يعنيك ، مشاكل بين زوجين و تصير لكل احد بس انتم كبرتوا الموضوع
اقترب ماجد منه و عيونه تشتعل من الغضب و بصوت واطي : مشاكل بين الزوجين !؟ تقول ضربها و تعنيفها مشاكل عادية !؟ انت شكلك تحسب انه مالها احد في هالدنيا
راشد بهمس لماجد : مين هالاحد تميم !؟
انقهر ماجد من كلمته و حاول انه يبعد خالد عنه بس قام ابو مبارك و مسك ماجد : يا جماعة الله يهديكم هذا مجلس فرح ، مانبي المشاكل اللي صارت في الماضي تتجدد اليوم
ابو مازن بحدة : و انت متى طلعوك ؟
راشد : طلعت امس
لّف نواف على عزيز : ما فيه غيره هو اللي سرق الحلال
عزيز : يقولك طلع امس ما يمديه حتى يسرقها
نواف : إذا مب هو أنا ما افهم ، بعدين هذا كيف يطلع و اللي سواه بأديم شيء عادي !!؟
عزيز خايف انه نواف يسوي شيء قدام اللي جالسين كلهم : يرحم لي امك اللي جابتك يا نواف مانبي مشاكل
لّف الجد مقبل على عزيز و فيصل : اخذوا اخوكم و ارجعوا البيت
وقفوا العيال بيطلعون و صّوت لهم راشد من وراهم : وش إذا حضرت الملائكة تنحاش الشياطين !؟
لّف نواف عليه : والله ما فيه شيطان غيرك
ابو تميم بحدة : طهر مجلسك يا ابو مبارك ولا حنا نتعذر
ابو مبارك : استهدوا بالله يا جماعة الخير ، خلوا هالمجلس مجلس صلح
ابو تميم : ما عندي نيه اتصالح مع هالنذل
ابو راشد : ثمن كلامك يا حسن ! هالكلام ما ينقال في مجلس الرجال
ابو تميم : لا تجي تعطيني دروس في الأخلاق و انت ولدك مالك كلمة ولا سُلطه عليه  
ابو مبارك : يا ابو راشد اقصروا الشر و معذورين
ابو راشد : تطردنا من مجلسك يا ابو مبارك !
ابو مبارك : ما اطردك انا أبي أقصر الشر
طلع راشد و هو طالع ضرب كتفه بكتف نواف : إذا ما أدبت هالديرة ما اكون راشد
لّف عليه نواف بس ما امداه يطول النظر في راشد إلا في يد مسكته و طلعته برا المجلس و كان ابو مازن اللي حس انه فهم شوي من السالفه
لحقوه عزيز و فيصل و شافوهم واقفين عند باب الشارع : وش فيك يا عمي !؟
ابو مازن : رح الحين لبيتك يا نواف و هّد و ابيك بموضوع لاهديت
ناظر في عزيز و فيصل : اخذوا اخوكم
رجع ابو مازن للمجلس و هو راجع قابل ابو تميم و ماجد طالعين منه
ربت ابو مازن على كتف ابو تميم و كمل طريقه للمجلس
______•
قدام بيت ام عبدالعزيز
وصلوا سلطان و راكان قدام الباب و تمغط سلطان اول ما وقف السيارة من تعب السواقه و هو أصلاً ما نام
ناظر وراء و شاف راكان داخل في سبات عميق و هو يدري انه العيال معزومين عند واحد من الشيبان و قرر انه ينام في السيارة لين ما يجون لان ما فيه حيل حتى ينزل منها
نزل سلطان المرتبه و فتح شوي من الدرايش عشان يدخل هواء و على طول غط في النومه
عند العيال بعد ما طلعوا من مجلس ابو مبارك و مرت ساعة على وصول سلطان و راكان
كانوا متجهين للبيت و نواف متعديهم و مخرب ترسيمته و مرجع العقال لأخر راسه و عزيز و فيصل يمشون وراه بهدوء
عزيز : هديت الارض يا نواف
لّف نواف على عزيز اللي منزل غترته من على راسه و حاطها على كتفه و مخلي الطاقية بس على راسه و العقال بيده : أنا ابي افهم هذا كيف طلع من السجن !!!؟ و اللي سواه باديم ينسى !؟
عزيز : تكفى يا نواف هد ، راشد الحين بيقعد يستفزك لا تعطيه اللي يبيه
نواف : شكل اللي كان بيقوله سلطان لنا عن راشد لان مستحيل انه راشد طلع و سلطان ما جاه خبر
عزيز : خلاص إذا جاء سلطان اخذ العلم منه
فيصل : هذا هو اسألوه
نواف : وينه ؟
اشر فيصل على سيارة سلطان : هذي مب سيارته ؟ اكيد دخل البيت
راحوا العيال بيدخلون البيت بس مروا من جنب السيارة و شافوا الدرايش مفتوحه و سلطان و راكان نايمين فيها
فيصل يوم شافهم : هذولا صاحين نايمين في السيارة
فتح نواف باب سلطان و قعد يقومه و عزيز و فيصل يقومون راكان
نواف : سلطان قم
سلطان : تكفى يا نواف خلني انام شوي ترا ما نمت من قومتي امس
نواف : راشد طلع من السجن يا سلطان
فتح عينه سلطان و ناظر في نواف : وش تقول انت !؟ كيف طلع ؟
نواف : مدري عنه كيف طلع ، قبيل شايفه في مجلس ابو مبارك و جاي كأنه ما صار شيء ، اخخخ لحد الان قاهرني بروح اكفر فيه
تأفف سلطان : يالله هذا خبر تصحيني عليه !؟ وخر خلني ادق و اشوف كيف طلع
نواف : اي بالله شف يمكن منحاش الكلب خلني ابلغ عليه
عزيز : اهجد يا نواف
اخذ سلطان جواله و دق و اخذ جميع تفاصيل خروج راشد و رجع للعيال : ها كيف طلع الكلب
سلطان : طلع بكفالة
نواف : يعني اللي سواه في البنت يقدر يطلع منه بكفالة !!!؟
عزيز : خلاص يا نواف ، الرجال طلقها ولا عاد تربطه اي علاقة فيها
نواف : و إذا طلقها ننسى كل اللي سواه فيها
فيصل : جدي لا يسمعك ، اهلها ما سووا اللي انت قاعد تسويه
نواف : ابصم لكم بالعشرة و ما اكون نواف إذا ما كان هو وراء سرقة الحلال
انصدموا سلطان و راكان : اي حلال !؟
فيصل : حلالنا انسرق و هذا يوم شاف راشد قدامه علق و قال مافيه إلا هو سارقه
راكان : و انتم ليه ما تتوقعونه سارقها أنا ببصم مع نواف بالعشرة انه هو سارقه ، ترا وقفة عزيز و نواف بوجهه يوم سالفته و اخذوا البنت قدام وجهه ترا قويه و مافيه رجال يسكت عنها و ما اتوقع انه هو بيسكت عنها و اكيد حاقد عليكم
نواف : بالله انت عاده رجال
فيصل : طيب هو طالع امس و حلالنا شفتها الصبح مسروقه ما يمديه يخطط
نواف : و انت وش دراك انه طالع امس تصدق كلامه الكذوب ؟
سلطان : نواف صادق انتم تظمنون كلامه ؟ أنا بكلم خويي و اخليه يشوف لي متى طلع ، و إذا طلع كذاب يعني هو اللي سرق حلالكم لانه ليش كذب بيوم خروجه إذا ما كان مسوي مصيبه
عزيز : الحين نواف من داخله يدعي انه يكون مكذب
نواف : لا ما ادعي لاني متاكد انه كذاب و بتشوفون هو اللي بيطلع وراها
راكان : هدوا انتم لين ما يجيب سلطان العلم
نواف : وش طلع معكم من الملفات ؟
سلطان : نروح الجبل نتكلم فيه ؟
نواف : اي يالله بس خلونا ننتظر ماجد عشان نقول له
سلطان : لا احسن نروح بدون ماجد
نواف بخوف : ليه !؟ اللي بينهم شيء قوي
سلطان : نروح الجبل و اقولك
نواف : الله يستر
عزيز : فيصل ادخل قل لامي و الحقنا
دخل فيصل للبيت و قال لامه انهم بيسمرون مع الشباب و طلع لحقهم للجبل
______•
في بيت ابو تميم
جالسه اديم في الحوش لحالها و هي لافها عليها الشال و كانت افكارها تاخذها و هي تتذكر عيشتها مع راشد و كيف كانت متحمله سُلطته عليها مرت شهور على انتهى معاناتها مع راشد بس ما تدري ليش اليوم بالضبط رجعت لها هالافكار بعد محاولات منها عشان تتناسى اللي عاشته معه
وقفت اديم و هي تاخذ نفس عميق خلاص ماعاد تبي تفكر فيه وقفت و راحت تجيب الراديو و رجعت لمكانها و بدت تقلب في الراديو بطفش
دخل ابو تميم و ماجد للبيت و نظراتهم كانت مشحونة من اللي صار في مجلس ابو مبارك و بداخلهم قلق على اديم و ردة فعلها من الموضوع إذا عرفت
ابو تميم : وش قاعده تسوين يا بنيتي ؟
بعدت الراديو عنها بعد ما طفشت و هي تدور فيه شيء يسليها : ولا شيء قاعده اقلب في هالراديو
ناظرت اديم فيهم و هي تحس انه نظراتهم فيها شيء و كأنهم يحاولون يخفون خبر ما يدرون كيف يوصلونه لها : يبه صاير لكم شيء انتم ؟
ابو تميم : لا يبوتس مافينا شيء
اديم : نظراتكم تخوف
بدأ ابو تميم يتكلم معها بطريقة حنونة و كأنه بيعطيها خبر يصدمها بس قبلها قاعد يخففه عنها : فيه شيء لازم تعرفينه و أنا ابيتس تعرفينه منا قبل تسمعينه من احد غيرنا
بدت اديم نظراتها تدور بين ابوها و ماجد اللي واقف و حاط يدينه في جيبه و ساكت من دخل
حست اديم انه قلبها بدأ يدق بسرعه بدون سبب و هي تحس فيه شيء مب زين ينتظرها : وش فييكم يا يبه خوفتوني !؟ تميم فيه شيء ؟
تقدم لها ماجد بهدوء و ناظر فيه ابوه اللي مو قادر يعطيها هالخبر و قاعد يماطل ي لا الحمدلله تميم بخير بس...
ناظر فيه ماجد قبل يكمل : راشد ... طلع من السجن
تجمدت اديم في مكانها من سمعت اسمه و حست انه الهواء اللي كانت تتدفى منه قبل شوي وقف ، صوت انفاسها بدأ يتسارع و ارتفع صوت دقات قلبها لدرجة تحس انه قلبها بيطلع من صدرها : مستحيل !
همست و هي تحاول تستوعب الخبر اللي جاءها : كيف ؟ ليش ؟
حاوط ابو تميم كتفها و هو يحاول يهديها : يا اديم وراتس خفتي يا ابوتس انتي خلاص تطلقتي منه و هالكلب مستحيل يقرب منتس مره ثانيه أنا موجود و ماجد موجود مستحيل يجيتس
كان ابو تميم يتكلم معها و كأنه يكلم جدار عقل اديم مب معه في مكان ثاني ، كانت تتذكر الليالي الطويلة اللي قضتها و هي تبكي و تخاف و تعاني ولاهي قادره تقول لاحد عن اللي قاعده تعيشه و بعد ما انتهت معانتها و قدرت انها تتخطى اللي صار معها و الحين تحس كل شيء سوته انهار عليها
بدت دموعها تنزل بدون ما تحس و بدأت ترتجف
قرب منها ماجد وهو يتكلم معها بحزم : اديم انتي وش فيتس خايفه راشد مارح يقدر يقرب منتس و إذا حاول والله ما اخليه يعيش
و على الرغم من اللي قاعدين يقولونه لها كانت اديم تحس بالخوف يسري في قلبها ، هذا الخوف الي ظنت انها قدرت تتخلص منه
رفعت راسها اخيرا و قالت بصوت مرتجف : ما ابي اشوفه مرة ثانيه ولا المحه ما ابي أعيش في كابوس من جديد
حضنها ابوها : مارح تشوفينه خلاص انتهى ، انتي بنتي أنا و لو أشوفه متعرض لتس بأي مكان رح اندمه على اليوم اللي طلع فيه
حاولوا انهم يهدونها بس على كثر اللي قالوه باقي في قلبها خوف بس في هاللحظة عرفت انه الحين اهلها معها عكس يوم كان راشد مستفرد فيها
______•
في الجبل المعتاد
جلسوا العيال على الحجار الموجوده في الجبل و عزيز و نواف يناظرون سلطان و راكان ينتظرونهم يتكلمون : جايين الجبل عشان نشوف وجيه بعض !؟ تكلموا وش طلع معكم ؟
راكان : ابو تميم و ابوك كانوا اخويا قبل
نواف و عزيز بصدمة : اخويا !؟
راكان : مب بس اخويا كانوا شُركاء في مخازن يديرونها هم الاثنين
عزيز بفضول : طيب وش السالفة قولوها
سلطان : وحدة من مخازنهم انسرقت و المُتهم في سرقتها ابو تميم
نواف : دقيقة أنا ما فهمت ، يعني ابوي اشتكى عليه ؟
سلطان : لا خالي كان هو محاميه و رفضوا الإتهامات اللي أدانوا فيها ابو تميم بس بسبب الشهود و كاميرات المراقبه و بصمات الاصابع انسجن بسببها
عزيز : كم انسجن ؟
سلطان : القاضي حكم عليه خمس سنوات
وقف نواف بضيقه : تكفى لا تقولها
راكان : بس بعد سنتين لقوا بعض الادله مزوره و طلع ابو تميم
سلطان : اي طلع بعد سنتين و كملوا القضية و ابو تميم ما كمل القضية مع ابوك كملها مع محامي ثاني هذا اول شيء احط عنده استفهام و ثاني استفهام انه القضية تقفلت اول ما مات ابوك هذا شيء مره غريب لانه ابو تميم انسجن ظلم و المفروض ما يخليها تتسكر بدون ما يلقى من اللي اتهمه ، سالفتهم فيها استفهامات كثيره و عشان كذا أنا ما بغيت ماجد يجي لين ما نتأكد
نواف : بس إذا سألني ماجد إذا لقينا شيء مارح اقدر اكذب عليه
سلطان : إذا تبي تقول قل بس انا قلت خلني اقولك اول بعدين انت تشوف وش تسوي
نواف بضيق : ياربي أنا وش بسوي الحين
ربت راكان على كتف نواف : لا تضيق خاطرك انت ، بإذن الله بنحلها
نواف : كيف ؟ و هو مسجون سنتين ظلم
عزيز : يا نواف انت ما تدري وشهي السالفة بالضبط
نواف : و كيف بنعرف ؟
عزيز : مالها إلا نسأل احد
نواف بحماس من تذكر : اليوم في المحل جلس معي ابو مازن و مر ابو تميم من قدامنا و شكله حس انه نحاول نحسن علاقتنا معه لاني قلت له ما ندري هو ليش يكرهنا تدرون وش رد علي
العيال : وش ؟
نواف : قال بعض الامور احسن شيء انها تكون مستوره ولا تنفتح
فيصل : يعني ابو مازن يعرف السالفة ؟
نواف : هذا اللي فهمته من كلامه
راكان : اجل اسأله يا نواف ما تدري يمكن تطلع لك بشيء
عزيز بتفكير : ما ادري ليه يا عيال احس نهيان وراها
راكان : يهب يا ذا الشيبه بكل موضوع يطلع لنا
سلطان : نهيان هذا لا تستغربون منه اي شيء
قعد نواف يسمع تحليلهم عن موضوع القضية و هو ساكت و ضايق ولا يدري كيف بيقول لاديم عن هالموضوع و اكيد انها اذا عرفت انه ابوها كان مسجون قبل بتتضايق
تنهد نواف من ضيقته اللي ملت قلبه : هونها و تهون يا نواف
وقف نواف : خلاص قررت أنا بكرا بجلس مع ابو مازن و بسأله و إذا ما اخذت منه لا حق ولا باطل بروح لابو تميم بسأله بنفسي
عزيز : صاحي انت ؟ وش بيقولك ابو تميم ؟ بيرحب فيك مثلاً ؟ ولا بيمسك و يقلطك في صدر المجلس و يشكي لك من اللي صار معه ؟
نواف بضيقه : وش تبيني اسوي يا عزيز ؟ هاه وش تبيني اسوي ؟ أنا وعدت البنت انه الأمور كلها بتنحل بإذن الله قبل عرس نوف ، و بكون قد وعدي لها لو وش ما صار
فيصل : انت كلم ابو مازن اول بعدها نشوف إذا تروح لابو تميم ولا لا
سلطان : و إذا بتروح لا تحسب انه بنخليك تروح له لحالك رجلنا على رجلك
نواف : انتم يا عيال كفيتوا و وفيتوا و وقفتكم هذي معي مارح انساها طول عمري ، بس إذا اضطرينا نروح لابو تميم بروح له لحالي
عزيز : على الاقل أنا اروح معك
راكان : اي خذ عزيز معك ، لازم احد يساندك بالكلام
نواف : نشوف بكرا
راكان : دامنا قلنا كل شيء هاه خلونا نروح نرقد يرحم والدينكم
انصدم سلطان منه : الكلام هذا المفروض اقوله أنا مب انت اللي نايم من قبل نمسك الخط
راكان : طيب أنا قلت عشاني و عشانك
عزيز : قوموا نروح البيت و تنامون
راكان : لا لا
فيصل : ليه لا لا
ناظر فيهم راكان : ياخي خلوني اثقل كل شوي و أنا مسنتر عندكم
حب سلطان يطقطق عليه : اول مره أشوف نسيب بجيح قبل الزواج بس نايم عندهم
عزيز : وش فيها إذا نام !؟ نبيك تتعود علينا لأننا بناخذ أختنا منك واجد
راكان : يا حبيبي هذا و أنا لحد الان ما تزوجت
ضحك نواف : يمكن بأي لحظة تلقى فيصل مسنتر عندكم يدور نوف لا تنسى انهم تؤام
حط راكان يده على كتف فيصل : ولا يهمه فيصل بحط له غرفة عندنا
فيصل بطقطقة : هاه تجمل في الغرفة
سلطان بضحكة : ابتلش ابتلش
راكان : أنا ادري متزوجهم هم ولا اختهم
ضحك نواف على راكان : قوموا و بوديكم انا للفندق بنفسي
سلطان : مايحتاج تودينا نروح لحالنا
نواف : لا دام فيكم نوم أنا بوديكم
راكان : و السيارة ؟
عزيز : روحوا مع نواف و أنا بلحقكم بسيارتكم
قاموا و حجز لهم نواف في الفندق و رجع مع عزيز لبيتهم
______•
في بيت ام عبدالعزيز
دخلوا العيال للبيت و قابلوا جدهم توه داخل البيت : ركدت ؟
نواف : اي ركدت بس ترا هو اللي سرق الحلال
الجد مقبل : رجعنا على طير يلي
ام عبدالعزيز : منهو اللي سرقه ؟
فيصل : نواف يتوقع انه راشد هو اللي سرق حلالنا
ام عبدالعزيز بعدم فهم : راشد مب مسجون ؟
نواف : طلع بكفالة الكلب
ام عبدالعزيز : و متى طلع ؟
الجد مقبل : طلع اليوم الصبح و الحلال مسروق من امس
نواف : انتم وش فيكم ضامنين كلامه و مصدقين كل حرف يقوله و لو تبوني احلف انه ما طلع اليوم الصبح لأحلف لكم
الجد مقبل : و انت بعد وراك متأكد لهذي الدرجة عندك علم ؟
نواف : لا ما عندي علم بس سلطان بيجيب لنا العلم ، بعدين محد بيضرنا كذا غيره
الجد مقبل : لا جاب سلطان العلم ساعتها نشوف وش نسوي ، و الحين الكل يدخل ينام لا اشوف احد قايم
تفرقوا كلهم و دخلوا ينامون
و راحوا عزيز و غيداء لغرفتهم و دخلوا للحوش اللي فيه غرفتهم
غيداء : الحين ليش لازم ننام بهالوقت
عزيز : عشان يقومون بدري
غيداء : المفروض جدي مقبل يخلينا ننام متى ما نبي بس الصبح بالوقت اللي دايم نقوم فيه نكون قايمين
عزيز بضحكة : انتي تشوفين جدي كيف يقوم نواف و فيصل و هم ينامون بدري كيف إذا ناموا متأخر
غيداء : بهذي صادق
عزيز : الحين انتي ما فيتس نوم ؟
غيداء : لا ، انت فيك نوم ؟
عزيز : لا و الحين انقزي للمطبخ سوي لنا شاهي و جيبيه هنا ، نسمر أنا و ياتس في الحوش
راحت غيداء تسوي الشاهي و قام عزيز جاب كم حطبه و شب الضو
و جت غيداء بالشاهي و حطته قدامه و دخلت لغرفتها اخذت لها شيء يدفيها و طلعت لعزيز
غيداء وهي تشد الجاكيت عليها : في الديرة الشتاء برد و الليل في الصيف برد ما فيه حل
عزيز : عاد ماهو بذاك البرد
غيداء : تستهل صح بتجمد أنا المس أطرافي
مسك عزيز يدها و حس ببرودة أصابعه و مد يدها قدام الضو : الحين بتدفين
غيداء : سلطان جاء اليوم ؟
عزيز : اي جاء هو و راكان و راحوا
غيداء بشك : كأنه جيتهم للديرة كثرت صاير شيء ؟
عزيز : ما صار شيء بس نواف قرر انه يعرف وش سبب الخلاف مع ابو تميم و راكان و سلطان يساعدونه بس انتبهي امي لا تدري
غيداء : معليك مارح تدري ، طيب لقيتوا شيء ؟
عزيز : اليوم سلطان و راكان جايين عشان يعلمونا بس والله اللي لقوه ما يسر
غيداء : أوف لهذي الدرجة ! وش لقوا ؟
كمل لها عزيز اللي قالوا لهم العيال وش ناوين يسوون في هالسالفه
غيداء بضيق على نواف و اديم : ياعمري عليهم كل شوي طالعه لهم مصيبه جديدة
عزيز : والله نواف يبي الحين يسوي اي شيء عشان بس يحل المشكلة قبل زواج نوف لو ينكب عمره
غيداء : باينه الضيقه على وجهه و زادها طلعت الكلب راشد بعدين انت ليش مو مصدق انه راشد هو اللي سرق الحلال ؟
عزيز : تبين الصدق أنا شاك في راشد و بقوة بعد
غيداء : طيب وراك داخل قهرت نواف
عزيز : ما ابي نواف يقعد يفكر بهالموضوع و تصير مصيبه ثانيه مع راشد تكفي آخر المصايب اللي معه و أنا لحد الان احمد ربي انه ابو تميم او اي احد من الديرة ما حس انه نواف و اديم بينهم شيء
غيداء : شدعوه عليك يا عزيز يعني بيعرفون عشانه ساعدها !؟ حتى انت كنت معه و ساعدتها معه
عزيز : اي بس بعدها اديم قعدت عندنا فترة و راشد طلع عنهم إشاعات عند ابوها و قام يشكك فيها
غيداء : يشكون ليه !؟ اديم يوم قعدت عندنا عمتي طردت نواف من البيت
عزيز : روحي قولي هالكلام لاهل الديرة
غيداء : يارب انك تجبر في قلوبهم و تجمعهم ببعض
تنهد عزيز بضحكة : الشقى هذا و المحبه اللي كذا مكتوبه لعيال مطلق ما اقول إلا الله يعظم اجرنا
رفعت غيداء حاجبها من كلامه : وش فيهم عيال عمي مطلق واحد بس يدور المخده و وين ينام و الثاني جاء و خطب و عطوه ما شفت فيكم اللي يجاهد إلا نواف
عزيز : اللي خطب و عطوه بلاتس ما شفتي وش صار فيه قبل يجي يخطب ، لا تستهينين في حبنا
تحمست غيداء : تصدق ما قد سولفنا عن هالموضوع ولا قد سألتك كيف قررت و جاء ببالك تخطبني بعد مدة طويلة ما ندري فيه عن بعض ، علمني كيف ؟
عزيز : يووه لو بنقعد نسولف عن هالمواضيع ما نمنا
غيداء : تكفى عزيز دامنا جالسين بعدين الوقت بدري لاحقين على النوم
شاف عزيز حماسها ولا حب انه يردها : المدة اللي تقولينها اللي كانت بينا ما كانت قدامي اي شيء لاني أنا يوم حبيتس ، حبيتس من و أنا صغير و يوم توفى ابوي و طلعنا من المدينة قعد حبتس في قلبي و محد يدري عنه إلا نواف و فارس ، و فجاءه مسكت شغل في المدينة و كنت اتعشى مع فارس و وقتها شفتس انتي و ابوتس بعد طول هالمدة و يوم رجعت للديرة قلت لهم اني قابلت ابوتس و ما يحتاج اقولتس كيف كانت ردة فعل امي من الموضوع و يوم قلت لها اني بتزوجتس و بترجع العلاقة بينا و بين نهيان من جديد بغت تموت و راح خالي عبدالرحمن يكلمها و مدري كيف اقتنعت من كلامه و خطبتس
غيداء : تدري انه عمتي ما فيه منها ، على كلامكم انه ما كانت تبي تاخذني و انها كانت معارضه هالزواج بس عمرها ما بينت لي هالشيء من تزوجتك و هي كأنها امي و لا كأنه صاير شيء و دايم واقفه معي ضدك
عزيز ببتسامة : امي مافيه منها ، صح انه شديدة و تعصب بسرعه بس مثل طيبة قلبها مارح تلقين
غيداء بنفس ابتسامته : صادق
عزيز : إي أنا قلت لتس الحين دورتس
غيداء : ما عندي شيء اقوله
عزيز : لا تخربين ام السالفه يا غيداء هذاني قلت لتس الحين دورتس انتي اللي فتحتي السالفة تحملي
غيداء ببتسامة : زي ما قلت أنت ، أنا عرفتك في فترة من عمري و بعد هالفترة انقطعتوا و انقطعت اخباركم و طبيعي انه لا طالت المسافة يطول البُعد اللي بين الناس و تبعد قلوبها عن بعض
ما انكر اني يوم شفتك بعد ما طلعت من المطعم انك علقت بمخي ، بس مب من حُب ولا من اشتياق إلا من الفضول لان كنا طول الوقت نتسأل عن عائلة عمي مطلق اللي فجاءة انقطعت اخبارهم و صار ممنوع انه نجيب طاريهم في البيت و بعد عزاء ابوهم اللي كسر بعضهم بدأ عزاء عياله اللي لحد الان تنبض قلوبهم بس هم مب موجودين
ما يحتاج اقعد أتفلسف بالكلام و اقول قصه جديده ما صارت ، انت يا عزيز تعرفني و تعرف وشهي الظروف اللي تزوجنا فيها و يوم تزوجنا وش المشاكل طلعت في وجيهنا ، بس أنا ابيك تعرف انه هالزواج غير في غيداء أشياء كثيييره و هالزواج بيّن لغيداء شخصيات هي كانت مخدوعه فيها ، فشعوري لك ما اقدر أوصفه أو إذا بوصفه لك بيكون...
سكتت غيداء وهي تبي كلمه توصف اللي بداخله و تحمس عزيز يبيها تكمل : كملي
وقفت غيداء : مارح اكمل شغل اغنية محمد عبده اللي دايم اسمعها و هي بتوصف لك شعوري اللي بداخلي
راحت غيداء لغرفتها و تركت عزيز اللي جالس و يناظر فيها لين دخلت صح انها ما قالت شيء كثيير بس جُملها اللي قالتها كانت عميقه
فز عزيز و هو يدور له المسجل لين لقاه و شغل اغنية محمد عبده و بدأ يصدح صوت محمد عبده في المكان :
ما تمنيك لانك كنت ابعد من خيالي
ما خطر في بالي مره اني ممكن أوصلك
كنت اشوفك مثل نجمٍ في السماء ساطع و عالي
يا بعيد و جابك الله لين عندي وصلك
و كان صدق هالبارت من هذي الاغنية توصف الشعور اللي كانت غيداء تعيشه و تحاول تقوله لعزيز و لا هي قادره توصله و هالاغنية كانت وسيله بإنها توصل اللي بداخلها لعزيز
________•
في الجانب الاخر من بيت ام عبدالعزيز تحديد في السطح
رقى نواف للسطح و هو قاعد يفكر و يهوجس في القضية اللي طلعت لهم من تحت الأرض و كان يتمنى انه تكون اديم خلف الجدار و هو متشفق على صوت اديم و يبي يسمعه لو ما يكلمها بس يسمع صوتها
و كانت أديم جالسه في السطح و هي رافعه راسها للسماء و تتأملها و كانت جالسه لحالها و هي فيها خوف و تحاول انها تسيطر على نفسها بعد اللي صار تحت
و نواف اللي كان واقف خلف الجدار اللي يفصل بينهم و قلبه مليان بالهموم و هو توه مكتشف الحقيقة بين العائلتين و هو ما كان يتوقع أنه يكون الخلاف اللي بينهم بهالحجم
حس نواف بالتشتت في مخه و هو يدري و متأكد انه فيه جانب ثاني للقصة ما يدرون عنه
قرب نواف من الجدار و ما يدري كيف يواجه أديم بهذي الأخبار ، خصوصاً انه هو يحس بالذنب عشانه بس عرف بهذي الحقيقة ولا يدري كيف بيقولها لاديم
جاء بيمشي نواف بعد ما سمع منها صوت و هو راجع صقع السلم برجله و طاح
فزت اديم بخوف من صوت السلم و هي ما تدري منهو اللي خلف الجدار
راح نواف يرفع السلم و هو مايبي احد ينتبه له انه قايم : يعني لازم تفضح عمرك
انتبهت اديم للصوت و حست انه نواف بس ما يمديها تكلمه بالصريح لان يمكن مب هو بعد : من هنا ؟
سكت نواف وهو قلبه يوجعه و متضايق ولا يدري كيف يقولها عن اللي اكتشفوه ولا يبي يخبي عنها شيء
تجرأت اديم : نواف هذا انت ؟
ماقدر نواف انه يسكت اكثر من كذا : اي أنا يا عيون نواف
ارتاحت اديم يوم سمعت صوته : شفيك ما ترد خوفتني
نواف بتصريفه : رحت اشوف جدي إذا انتبه لصوت السلم ولا لا
ما حبت اديم انها تجيب طاري راشد قدام نواف و هي تبي تبين له انها خلاص تخطت حياتها معه و انه كل شيء رجع زي قبل : كيف يومك ؟
نواف : يوم عادي تونا راجعين من عشاء ابو مبارك
ماتدري اديم ليه حست انه فيه شيء و خافت انه خروج راشد يأثر في علاقتهم و هي تعرف نواف انه مستحيل يفكر كذا بس الخوف بدأ يلعب في مخها : وش فيك متغير يا نواف ؟ قبل كنت لا سألتك كيف يومك تبدأ تفصله لي لو انك بس كنت نايم
تنهد نواف و هو ما يدري كيف يقولها : اديم في شيء مهم لازم اقوله لتس ، بس ما ادري كيف اقوله
نغزها قلبها من كلامه و قربت أديم من الجدار : وش الشيء المهم ؟
أخذ نواف نفساً عميقاً قبل يتكلم : عرفت سبب مشاكلنا مع ابوتس
اديم بفضول : وش !؟
نواف : ابوي و ابوتس قبل كانوا شركاء و... كمل لها نواف كل اللي قاله له سلطان و ركان و اول ما قالها نواف عن اللي صار لابوها حست بالصدمة والحزن على اللي عاشه ابوها و كان صعب عليها أنها تستوعب أن ابوها تعرض لظلم كبير واتُهم بسرقه ماله دخل فيها و كيف كان تأثير هذي الاتهامات على سمعة ابوها وعائلتها و كيف ابوها قدر يرجع و يوقف على رجوله بعد كل هالاتهامات و الظلم
جلست أَديم بجانب الجدار تبكي بهدوء وتفكر في كل اللي قاله نواف ما تدري ليه حست بالخيانة و امتلى قلبها بالغضب بس في نفس اللحظة حست بالحزن على نواف اللي كان يعيش نفس اللي هي قاعده تعيشه : نواف انت مستوعب اللي قاعد تقول؟ كيف صار كذا ؟
رد عليها نواف بصوت مليان بالحزن : ما ادري كيف اناقشتس بهالموضوع
أخذت أديم لحظة تستوعب اللي قاله نواف و كملت بحزن : نواف ، اللي صار لابوي مررره يوجع خصوصاً انه انسجن ظلم و ضاعت سنتين من حياته
نزلت دموعها أديم من قهرها على ابوها و حاول نواف بهمس انه يهديها و انهم لحد الان ما يدرون عن الموضوع كامل : يا اديم حنا ما ندري عن الموضوع كامل ولا ندري ليه هذا كله صار ان شاء الله بكرا بروح اسال ابو مازن لاني احسه يعرف شيء و إذا ما طلعت منه بفايدة وقتها بروح اوقف قدام ابوك و اخذ العلم منه
اديم : انت تدري يا نواف انه اللي عاشه ابوي مب هين و إذا جيت و كلمته عن الموضوع بتجدد له كل اللي عاشه
نواف : وش اسوي يا اديم إذا ابو مازن ما يدري عن شيء مالنا إلا هالحل
اديم : جدك نهيان له علاقة بالموضوع ؟
نواف : ماندري لحد الان بس هذا نهيان اكيد هو وراها
اديم بكره : حسبي الله عليه الله لا يوفقه و يشغله بنفسه
في هاللحظة حسوا كلهم بثقل الموقف عليهم و كيف بيحلون هالمشكلة اللي نزلت عليهم و نواف تضايق مره يوم سمع بكاءها ولا هو قادر يلقى كلمه تواسيها
قالت له اديم انها بتدخل داخل عشان لحد يحس عليهم و نواف حاس بضيقتها بس ماهو قادر يسوي شيء
.
.
( انتهى )

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 22 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حكٍم طغى ماعاد ينفع نظامه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن