_ 02 _

278 8 2
                                    


_ اصعب حاجة فهاذ دنيا هي فراق لعزيز عليك ، باش تفقد انسان قريب عليك رايحة تكون صدمة حياتك ، مش نحكيو على اي انسان .. باباك .. الوالدين اغلى مانملكو فهاذ لحياة .. حتى هما و مشاو .. كيش راح تكمل هاذ دنيا بلا بيهم .. كيش راح تكمل حياتك عادي ...

فاتت لجنازة كيف اي جنازة ، نيهاد غير تبكي هي و اسيا و الناس يصبرو فيهم ..

قاعدة فباناصوار فواحد جاردان كان خاوي و غير هي وسطه مسندة راسها على لحبل شاردة ، عينيها دابلين و حمرة .. ملامحها عيانة و دموع ينزلو بهدوء .. تخمم فذكرياتها مع باباها اوقاتها كيش كانو يتقابضو باباها كان احلى حاجة في حياتاها .. كانت يماها حتى هي ماتت و خلاتها .. تنفضت كي حست على يد على كتفها .. دارت تشوف لقاته عصام .. مدلها موشوار .. حكماته عليه و تبسمت معاه بلطف ..
نيهاد : مرسي ..
راح قعد فلباناصوار لي قدامها و قعدو لزوج ساكتين ..
قطع عصام الصمت هذاك : نيهاد ..
شافت فيه ... ولا كمل : نعرف شي هذا صعيب عليك .. يعني يموت باباك هكا فجاة .. صدقيني ني حاس بيك ..
هزت راسها لا و شافت فيه : فقدت كاش حد من عائلتك ؟
حط راسه و نطق : لا ..
نيهاد : مالا متقدرش تحس ..
عصام : شي هذا ميحتاجش نعيشه باش نحس بيه ، اكيد كي تفقدي حد غالي عليك رايحة تضمري نفسيا مي مع لوقت رايحة تتوالفي .. راح تتعلمي تعيشي وحدك .. و اي حد مراح يطول فهاذ دنيا .. يعني اخرتنا كامل نموتو ..
قوات فبكيتها و ستندت راسها على لحبل تشوف للقدام : مي مشكيتش راح نتوالف ..
سمعو صوت جاي دار عصام يشوف لقاها ميساء
ميساء : نيهاد راكي هنا ؟
قعدت ساكتة مردتش
عصام : واش كاين ؟
ميساء : نيهاد بابا حاب يحكي معاك راهو يسنا فيك فدار ..
مسحت دموعها بيدها و ناضت رايحة لدار تاع منذر لانو بعد جنازة حبت تريح راسها ، و دارهم كانت معمرة .. سما منذر عرض عليها تجي لدارهم تريح بيلاما خوات دار ..

طلعت مع درج تبعت ميساء و عصام دخلوها لصالون وين لقات نورا و منذر قاعدين ..
نيهاد : مسلخير ..
نورا : راكي ملييحة نيهاد ؟
تبسمت نيهاد : نقولو الحمدلله ..
منذر : اقعدي بنتي متقعديش واقفة ..
قعدت نيهاد فصالون قدام نورا اونفاص لمنذر .. و ميساء و عصام قعدو قدام منذر ..
منذر : ربي يعطيك صبر بنتي هذا واش نقدر نقولك ..
نورا : نعرف مشي ساهلة مي ربي كان كاتب هكا خصكي ترضاي بمكتوب ربي ..
هزت نيهاد راسها ايه تشوف فلارض غير ساكتة ..
منذر : عمر .. عمر كان كثر من خويا ..
طلعت راسها تشوف فيه كي سمعت اسم باباها .. شافتو يحكي و عينيه حمارو ملحزن .. قعدت تشوف تسناه يكمل ..
منذر : انا وياه تربينا في خطرا .. بعدها قرينا فنفس لمدارس .. كنا دايمن نتقابضو ههه ..
ضحك بخفوت و زاد كمل : كانو كامل يحسبونا خوت .. مع انو كنا ندابزو بزاف .. بصح كانو يشبهونا لبعضنا و يشوفونو دايمن مع بعض سما يحسبونا خوت ... و بالفعل كنا كيما هاك و كنا نفرحو كي يقولونا هاك ..
تنهد يكمل يمنع فدموعه يهبطو ، تبسمت نيهاد بلا ماتحس .. حابة يحكيلها اكثر على باباها توحشاته بزاف و متمنيا يكون هاذ شي كلو حلم ..
منذر : بعدها تخرجنا ملجامعة .. و كل واحد دار حياتو انا تزوجت الاول .. بعدها مبقيناش كيف ما كنا .. ولا تزوج هو الاخر .. موراها نجحنا و درنا شركات قررنا نكونو شركاء وفعلا تفاهمنا و وصلنا للهنا ..
نزلت دمعة منه بلا مايحس و هي بدات تبكي .. نورا تنهدت و حست غصة في رقبتها ..
طلعت نيهاد راسها شافت عبدو جاي .. كان شعره منفخ .. اكيد خارج من دوش ..
عبدو : سلام ..
عصام : وين كنت نتا مبنتش ..
عبدو : فدار مخرجتش ليوم ..
راح عبدو قعد فصالون و حكم تيليفونه يخرب فيه بتوتر نتابهتله نيهاد و نورا ..
نيهاد : بالمناسبة عبدو مرسي على لبارح ..
قالتها و هبطت راسها .. طلع كتافه بلا مبالاة و تبسم بلا مايرد و لا يشوف فيها .. كمل يخرب فتيليفونه مبعد طفاه و قعد يخمم ..
نورا : خير عبدو مكان والو ؟
نتابه لسؤالها و طلع راسه ليها : اه ؟ لا والو !
ميساء كانت لاهية فتيليفونها هي و عصام .. نطق منذر : نيهاد نولي نقولك بنتي ... اذا تحبي ليوم تباتي هنا مع ميساء يعني احسن ماتولي لدار راهم تماك كامل لي فامي و مراحش تلقي راحتك ..
نيهاد : معليش عمو مندر انا نرجع عند اسيا ..
نورا : اسيا كامل لافامي تاوعها راهم عندكم يعني قلنا مراحش تريحي اليز ..
نيهاد : ربي يخليك خالتي نورا ، جيست وقفتكم معايا مننساهاش طول عمري .. مي لازمني نرجع ..
منذر : خلاص بنتي خاطرك لموهيم ديري في بالك بابنا دايمن مفتوح ليك ..
وقفت نيهاد و نطقت : نخليكم بخير .. مرسي على كلشي ربي يحفضكم .. لازمني نروح دروك ..
منذر : خلي عبدو يوصلك متمشيش وحدك ..
شافت في عبدو لي حساتو تقلق و نفخ .. نتابهله عصام ولا نطق : عبدو اذا مشغول نوصلها انا ..
وقف عبدو خارج : معليش هيا ..
تبسمت معاهم و خرجت ... شافته ركب و راحت هي تبعاته رقبت ملقدام .. دارت حزام المان و قعدت تسنا فيه يقلع ، دورت وجهها ليه لقاتو يخرب فلفيد فيتاس .. مع دوخانه و ربوجه .. كي كمل شعل ڨارو يتكيف و شغل لوطو قلع بيها بلا مايحكي حرف ..
قعدو ساكتين لزوج و هي حشمانة .. مسندة راسها على تاقة و تخمم .. جامي تخيلت تركب مع عبدو فنفس طوموبيل ... تنهدت و ولات عدلت روحهها تشوف للقدام لطريق عياانة .. غمضت عينيها تريحهم شويا بيلاما وصلو .. شوية و محستش روحهها كيفاه غفات .. دور عبدو ليها لقاها راقدة ملامحها عيانة و ذبلانة شعرها مسيب خصلات ذهبية مسبسبة على وجهها .. شفافها منتفخين غوز ملبكا .. ووجها تالمون بيض رجع اصفر ملعيا تبان ماكلاتش كامل ليوم .. نفخ و رجع يشوف للقدام ..
بعد ماوصل للفيلا تاعهم ڨارا و حبس لوطو .. شاف فيها بهدوء
عبدو : نيهااد ..
ماردتش عليه باقيا راقدة ...
نفخ و ولا عيطلها : نيهاد وصلنا !
يمكن ماسمعاتهش و مفاقتش مصوته لي ناقص .. هزها مكتافها و طلع صوته شوية : نيهاااد !!
نتفضت مخلوعة جات عينيها في عينيه نطق مبعد عليها : سمحيلي .. مشي قصدي نخلعك ..
عدلت قعدتها خفيف حشمانة لي غفات في لوطوته .. عدلت شعرها من وجهها خفيف و حلت لباب خارجة : شكرا مرة اخرى ..
هز راسه ايه حتى صونا تيليفونه شافت معاه خفيف لقات اسم كاترين ... رتخات ملامحها شاف فيها و ردلها : نورمال ختي ..
حست بغصة في قلبها .. مكفاش حياتها كيش تخلطت زايدلها هو تاني .. لمعو عينيها بلعت لباب و راحت سمعت لوطوته كي قلعت دارت شافته طار بيها ... دخلت تجري لدار لقات اسيا مع لافامي تاوعها ملامح الحزن في وجههم .. تخطاتهم و طلعت طول لبيتها .. ردخت لباب و رمات روحها فوق سرير معنقا لمخدة و تبكي بطول جهدها .. على باباها و على حظها السيئ ... مكانش خصها تتامل كثر .. اصلا باينة ملاول عبدو مش رح يشوف فوحدة كيفها صغيرة عليه .. كاين بزاف بنات مداورين بيه و ميبانوش معاها .. منهم كاترين ... اصلا هما قراب لبعضهم .. قعدت تشوف فلفراغ و تبكي بشهقة .. عينيها منفخين .. خصلات شعرها ملقدام ، غمضت عينيها و دموع مزال ينزلو على وجهها ..
سمعت لباب كي نحل ، حلت عينيها تشوفها دخلت ريحت قدامها .. عنقتها و زادت قوات فبكيتها ..
نيهاد : واش راح ندير دروك انا سيرين .. كيفاه راح نكمل حياتي !
قاعدة معنقتها و تواسي فيها تمسح على شعرها عينيها غارقين بدموع ..
سيرين : كلشي يفوت ختي .. صح مراحش تنساي مكانش لي ينسا والديه .. بصح رايحا تتوالفي ..
قعدت تبكي في حضنها ..

_ لعنة الحياة _ ﴿ اللهجة الجزائرية ﴾Où les histoires vivent. Découvrez maintenant