الفصل الثامن.

97 9 0
                                    

الفصل الثامن.. (القناع الأسود).
--------
وما للروح بأخرى تتبدل عقب ضمورها، سجيتنا نقية وبأفعالنا نبلوها، فهون على نفسك ولا تتعجل نحرها.
-------
-وش مكتوب غير هيك يا وِلد؟ وينها ومِيتى راح تچيني!
هتف "الشيخ" بصوتٍ مُتحشرجٍ وقد ارتعشت خلجاته من اللهفة، حاول مليًا الثبات وإلا دموعه ستغزوه فتقلل من شموخهِ وهيبته، فارقه فلذة كبده يومًا وفارقه الأمل برؤيته الآن فقد مات صغيره، أبت الدموع أن تسقط على خديه الصلبين وبقيت أسيرة محجريهما، وهنا غمغم الشيخ بنبرة محشوة بالصبر:
-عز الحبايب بيّار واللي ييجي منه.
أضاف رافعًا نبرة صوته بالهتاف أكثر:
-خبرني الميعاد.
ساعي البريد:
-مكتوب "اللقاء الشهر القادم".
أومأ برأسه مُتفهمًا، أمر الساعي بأن يُرسل لأهل الدار أمر بمجيئهم إليه، واصل التحكم في فيض مشاعره حتى ينفرد بنفسه، جلس على دكة خشبية تستند إلى حائط المنزل في إحدى زوايا البهو حيث امتلأ هذا البهو بكثير من الوسادات القطنية المستديرة، وكُل الأثاث المتواجد مصنوع من الأغصان والخوص، وما هي إلا ثوانٍ حتى امتلأ البهو بأفراد العائلة دون غائب واحد سوى (الضي)؛ هكذا كان يُلقبها جدها فدائما ما يراها هذه الصغيرة التي تشع بالخير وتنثره على كُل من تلتقيه، فهي صاحبة السجية الوردية التي طالتها الندبات في الآونة الأخيرة ولم يرفق بحالها أحدًا.
-خير يا شيخ!
أردف تيسير بتلك الكلمات بإنصات كامل فجلسة كهذه من جده يعني أن وراءها الكثير، تنحنح الشيخ بثبات وتروٍ وبصوت صارم قال:
-چاني رسالة توا، بيّار فارقنا وعنده بنية راح تشرف الشهر اللي بدو يهل علينا.
نادرة بصدمة تصيح:
-بنية!.. ترى بدك يحضرون عزاها!
نحا الشيخ ببصره إليها ينظر لها بتعبير مُبهم؛ فهو يتفهم قلبها المكلوم إلى حد ما وبنبرة ثابتة أضاف:
-راح تسوون سامر (حفلة ) وتقيمون الذبايح يوم حضورها ولحد هاليوم أنا وحدي يلي راح أتولى أمر رچوع تجوى ونلم شمل القبيلة.
تيسير بضيق وعروق نافرة:
-العاصية هجت، راح نسامحها ونضمها لأحضاننا بهذي السهولة!!
تشنجت خلجات وجه والدته ثم تابعت وهي تقترب منه وبنبرة حادة هتفت:
-وإنت ضميتها مِتى يا عار القبيلة!، انطب وصوتك ما يطلع بعد كلام الشيخ.
عابد مُتدخلًا بنبرة حادة :
-خلص يا مرا، ماله لزوم كلامك .
استند الشيخ على حرف الدكة بمساعدة نادرة ثم أردف بنبرة صارمة أثناء توجهه إلى غرفته التي تقبع بالطابق الأول:
-الكُل على الغرف، ما في كلام يتقال بعد كلامي.
--------
تنهدت تقوى بمرارة فقد سئمت من رفضه الإجابة على الهاتف، دمدمت بنبرة مُختنقة:
-فينك يا هشام بس؟! يارب يكون بخير أنا مليش غيره.
عاودت الاتصال مُجددًا بإلحاح وهي تضع كفها تحجم دقات قلبها قلقًا عليه، ثواني مرت لتشهق بارتياح وهي تستمع إلى صوته قائلًا:
-ها!
تقوى باندفاع:
-كُنت فين وليه مش بترد عليا!
ضغط هشام نواجذه ليتابع بنبرة حانقة:
-إنتِ هتحققي معايا؟، ثم إنك إزاي تمشي من الفيلا من غير ما تقولي ليّ.
اتسعت حدقتا عينيها في دهشة من نبرته الحادة معها بالإضافة إلى حديثه الخالٍ من الصحة تمامًا، تابعت تُبرر موقفها بهدوء:
-أنا سألت ماما نادين عنك وهي قالت ليّ أنك خرجت ووافقت إني أمشي.
هشام بعصبية مُفرطة:
-طالما  مسمعتيش الكلام مني أنا شخصيًا يبقى ممنوع تتصرفي من ورايا ولا دا هيكون أسلوبك بعد جوازنا، بصي يا بنت الحلال أنا شايف إن كُل واحد فينا يروح لحاله.
أجهشت بالبكاء ليصرخ بها في حنق:
-اللي ما تحترمنيش مستحيل تشيل اسمي.
تقوى بشهقات مذبوحة:
-والله يا هشام أنا ما كُنت أقصد دا نهائي.
"على الجانب الآخر"
انتهت غفران من الوضوء ثم اتجهت إلى غرفة والدتها كي تصليان معًا، وجدت والدتها تبتهل إلى الله بصوت مسموع.. تدعو لها وصديقتها بالكثير.. افتر ثغر "غفران" عن ابتسامة هادئة ثم اقتربت لتجلس بجوارها وما أن انتهت والدتها حتى تابعت غفران بحب:
-ربنا يتقبل.
شريفة بابتسامة حنونة:
-أمين، غفران أنا حبيت الدكتور دا، حسيته وهو بيبوس راسي وبيقولي يا أمي إنه جواه حاجة وجعاه وعايز يوصل ليّ رسالة...
توقفت شريفة عن الكلام عندما سمعتا صوت ارتطام قوي يصدر من داخل الغرفة المجاورة، حدقت غفران في والدتها ثم تابعت بنبرة قلقة:
-أيه الصوت دا؟ تقوى!
هبّت غفران من مكانها على الفور ثم هرعت إلى الغرفة المجاورة تفتحها لتجد تقوى مُغشيًا عليها أرضًا لتصرخ غفران بهلعٍ:
-تقوى!
التقطتها بين ذراعيها المرتجفين لا تعلم ماذا حدث لها، انهمرت الدموع من عينيها وهي تطلب من والدتها بأن تأتي لها بقارورة العطر، استطاعتا افاقتها لتحتضنها تقوى بقلق فيما تابعت شريفة بحُزن:
-هروح أعمل لها عصير فريش شكلها مُرهقة.
غفران وهي تومئ برأسها مؤيدة لحديث والدتها ومن ثم أردفت وهي تنظر إلى صديقتها:
-أيه اللي حصل يا تقوى، مالك؟
أجهشت تقوى بالبكاء مرة أخرى، خنقتها دموعها ولم تستطع الإجابة إلا بعد دقائق لتقول بانهيار تامٍ:
-هشام هيبعد عني، أنا بحبه وهو كُل حياتي، لو بعد عني هموت يا غفران.
-مش هتموتي، افهمي بقى!
صرخت بها "غفران" بنبرة حادة، لا تريد من صديقتها سوى أن تصبح أقوى، هي هشة حد السذاجة، كيف وضعت روحها بين يدي هذا الغير المريح بالمرة، لكم نصحتها رغم علاقة الصداقة المُقدسة بينهما ومشاركة الحياة سوية؛ ولكنها لم تُنصت إلى صديقتها يومًا وكأنه سحبها إلى داخله بتنويم مغناطيسي يُسكر المرء تحت ضغط موجاته، هذا هو الحُب ضعف الأُنثى وجبروت الذي يُقال بأنه رجل، أين الاتزان المنشود في أي علاقة حُب لكي تستقيم!، تغاضت عن أن صديقتها تعشق شخصًا دون علم أهلها حتى لا تخسر تقوى التي تُنفي عنه أي عيب وكأنه مُنزل من السماء ولكنها كيف تتغاضى عن ذُل يلبس وشاحَ الحُب أم أنها مُجرد رغبة من رغباته الدنيئة، أغمضت غفران عينيها تُحاول نفض هذه الفكرة الأخيرة عنها فيما أكملت تقوى بألم ضارٍ شَق قلبها نصفين:
-صدقيني هموت، إنتِ مش عارفة يعني أيه تفقدي حنان الأم يا غفران، الأم اللي ربنا خلقها أصلًا علشان تكون رمز للصفة دي، أنا محرومة من الحُب والأمان والراحة حتى السعادة وفجأة لقيت كل دا مع شخص بيحبني بجد، أنا محتاجة هشام ومحتاجة أتطمن بيه.
غفران وهي تبتلع غصة في حلقها وتقول بمرارة:
-إنتِ محتاجة تكوني أقوى من كدا حبيبتي، حبيه مش بقول لأ لكن حبيه بنفس قوية مش مذلولة علشان هو يصون قوتك مش يعجبه ذُلك.
تقوى وهي تنظر إلى عينيها بترجٍ:
-قولي له إني بحبه يا غفران، خليه ميسبنيش، أنا هكون زيّ ما هو عاوز.
التقطت غفران كوب العصير من والدتها التي تابعت بنبرة ثابتة وهي تجلس إلى طرف الفراش:
-وعليكِ من الوجع دا بأيه يا بنتي!!
تقوى وهي تسند رأسها على صدر صديقتها مُتابعةً بشهقة مُتقطعة:
-زمان وأنا طفلة كان نفسي أوي أبويا أو تيسير أخويا يعملوا ليّ  مُرجيحة زي أي بنوتة صغيرة عاوزة تلعب، كانوا بيضربوني ويخلوني أرعى الغنم بس علشان أنا اتخلقت لخدمة الرجالة، هشام بقى أخدني لمدينة الملاهي بحالها، بيخاف عليّا وأنا بحس معاه بمشاعر طفلة، أنا حاسة إني طفلة مبتورة الروح وهو الجزء اللي كان تايه عني، أنا بحبه.
ضغطت غفران على عينيها، صحيح أنه لم يمس صديقتها بسوء ولكن هناك صوت داخلها يُخبرها بأن الأسوأ قادم، ترجت صديقتها أن تنام قليلًا فأغلقت شريفة الأضواء وظلت غفران تمسد خصلات "تقوى" حتى ظنت أنها نامت فغطت في سباتٍ عميقٍ فيما بقيت تقوى بجسدها الهامد وروحها المُعلقة بصوته الذي ودت لو أنها تسمعه الآن ولكن هيهات فقد أغلق هاتفه تمامًا.
في تمام السادسة صباحًا، فارق النوم جفونها وظلت تبكي في صمت حتى أعلن هاتفها عن مجيء رسالة تُخبرها بأنه قام بفتح هاتفه، أسرعت بالاتصال به من جديد والغريب أنه أجاب من المرة الأولى ليردف بصوت بدا لها ناعس ولكنه في الحقيقة في أدغال سُكرته ليقول:
-طبعًا مش قادرة متسمعيش صوتي!
تقوى ببكاء:
-هشام متعملش فيّا كدا، علشان خاطري؟!، أنا آسفة بس ما تبعدش.
هشام بنبرة مُتأففة يصيح بها:
-إنتِ اللي عملتي في نفسك، أنا بحضر لك فُسحة علشان تخرجي من الضغط اللي عليكِ وإنتِ بتعصي أوامري ولا كأني موجود في حياتك.
تقوى بترجٍ:
-حقكعليّا حبيبي، هسمع كلامك كُله بالحرف.
هشام بنبرة خبيثة قال:
-بالحرف؟
تقوى بلهفة:
-بالحرف، خلاص بقى علشان خاطري.
هدأت نبرة صوته قليلًا ليردف بثبات:
-طيب اتصوري دلوقتى بلبس النوم، عاوز اشوفك وحشتيني.
تقوى بسعادة من كلمته الأخيرة:
-حاضر يا قلبي، هلبس جاكيت وطرحة وأتصور.
هشام بنبرة حادة قليلًا:
-تؤ، بشعرك واللبس اللي كُنتِ نايمة بيه، عاوز أشوف شكل مراتي المُستقبلية في لبس النوم ولا إنتِ مش واثقة فيَّا!
تقوى بتلعثم واضحٍ:
-واثقة طبعًا يا هشام كفاية أنك بتقول مراتي يعني أكتر واحد هتحافظ عليّا.
هشام بابتسامة صفراء:
-طبعًا، دا انا اللي يقرب لك أكله، بقولك أيه هكلمك فيديو كدا على طول مش لسه هتتصوري، أخلصي وحشاني!
تقوى بسعادة:
-ماشي.
التفتت تقوى تنظر إلى صديقتها النائمة وجسدها العلوي وشعرها ليس عليهما غطاء، أسرعت بتغطيتها جيدًا ثم تنفست الهواء بداخلها بقوة ليجري اتصالًا عبر الكاميرا، كانت في أشد أوقاتها سعادة فقد ظنت أنه لم يفرط بها لا تعلم بدناءة نواياه، قامت بفتح الكاميرا على الفور بدا له أمرها مثيرًا للغاية، أخذ يتفحص جسدها العلوي بتمعنٍ وشهوة فقد كانت ترتدي منامة قطنية خفيفة بحمالات رفيعة، كانت تشعر بالخجل في باديء الأمر ولكن مع جريان الكلام المعسول منه وأنها لا يجب أن تخجل أو تخاف منه، بدأت تُخبره عن الليلة الماضية واسترسلت طويلًا بعد أن أعطتُه الأمان الكامل وشعرت أنه أمر عادي أن تبقى بملابس النوم أمام حبيبها وزوجها المستقبلي فهو سيكون الأكثر خوفًا عليها فيما كان يتلذذ هو بفحص حركات جسدها العلوي وما ثُني منه، وقبل أن يُغلق أردف:
-جهزي نفسك علشان هفسحك النهاردة.
--------
"مرحبًا بكم على الخطوط الجوية لمدينة سنغافورة المُتجهة من مطار سيدني إلى مطار دبي الدولي نعتذر من سيادتكم لحدوث ظاهرة ضبابية مُفاجئة ونعلم سيادتكم بالهبوط الاضطراري، ترانزيت لمدة يومين في مدينة سنغافورة حتى نتمكن من مواصلة الرحلة مُجددًا.. وقتًا مُمتعًا لكم.
أبدى الرُكاب ردود فعل مُختلفة بين مُرحبٍ بالجولة الصغيرة بين أروقة مدينة سنغافورة المُمتعة وبين حزين لأنه سيتخلف عن مواعيده الذي حضر من أجلها، وهناك يجلس ذاك صاحب الملامح الشرقية الفذّة بحلته السوداء، تنهد بثبات وهو ينظر إلى ساعة يدهُ ذات الماركة ويستسلم لما حدث، نهض من مكانه بحركة مُفاجأة ثم مشى ببُطء حتى غادر متن الطائرة إلى ساحة المطار مردفًا بنبرة هادئة يتحدث الإنجليزية:
-Come here!
قالها وهو ينظُر إلى الصبي الذي شاور له ليحمل الحقائب عنه وما أن قدم إليه حتى وضع بعض النقود بين كفه فيما تابع الآخر بتساؤل وهو ينظُر إلى ذاك العلم على شكل دبوس ومُلصق بجيب حلته:
-حضرتك مصري!، أنا كمان مصري.
اتسعت حدقتا عينيه باندهاش ليفتر ثغره بابتسامة هادئة قائلًا بثبات:
-مش صغير على الغربة إنت!
الطفل بلباقة شخصًا كبيرًا قد نالت منه الدنيا:
-أكل العيش يا باشا واللي ملوش أهل زيّنا، الملاجئ بتبيعه عبيد وخدم للأجانب.
أومأ برأسه مُتفهما ثم ربت على كتفه وهو يقول:
-واللي زيّ وزيّك لو عافر هيوصل، يلا على شغلك أنا مش خارج برا المطار.
الصبي بتساؤل ونظرة مُضيئة للمبلغ الكبير بالنسبة له:
-والفلوس!
رمقهُ بثبات وابتسامة عذبة داهمت ثغرهُ ليقول:
-الرجالة اللي زيّك وبيكسبوا قوت يومهم بعرق جبينهم ربنا بيبعت لهم مُكافأة كُل فترة، ربنا بعتني ليك علشان أوصلك مُكافأتك.
تهللت أسارير وجه الصبي وهو يلوح له بفرحة عارمة قبل أن يهرول لخارج المطار فيما ظل مُحدقًا به حتى غاب عن عينيه وقد نسى هم تأخيره عن مؤتمره بهذه الابتسامة التي حصل عليها من ذاك الصغير فبثت الأمل داخله.
---------
-نعم ياختي! بقى أنا قاعدة من الشغل علشانك وإنتِ تتصالحي مع سي هشام وتخرجي معاه وتسيبيني.
نهرتها غفران بغيظٍ عندما ارتدت ملابسها تنتظر قدومه بسيارته، تابعت تقوى بسعادة:
-علشان هيصالحني.
غفران وهي ترمقها بجانب عينيها:
-بس الساعة عشرة، في حد بيخرج عشرة الصُبح!، وبعدين أنا كُنت جايبة وصفة أكل جديد وفيلم علشان نقضي اليوم سوى بما أن العيد كُله كان أكشن، كدا بقى هروح الشغل وخلاص.
تقوى وهي تقبل وجنتها بمشاكسة:
-أوعدك هاجي بدري.
غفران وقد ابتسمت بهدوء:
-ماشي وخلي بالك من نفسك وأنا هقوم ألبس وأروح شغلي أتخانق في دكتور ريّان شوية.
--------
-صباح الورد يا قلبي، وحشتني!
أردفت نادين بتلك الكلمات وهي مستلقية في فراشها ليأتيها صوته مُرحبًا بها ثم قال بنبرة خبيثة:
-لو وحشتك كُنتِ جيتي إمبارح يا ست نانو ولا خايفة من دكر البط ابنك!
نادين بدلال مُحاولة استرضاءه:
-ولا تزعل، بكرا اليوم كله ليك في مكانا إياه.
-لسه هستنى لبكرا؟!
أطلقت نادين ضحكة مائعة وسرعان ما سمعت طرقات خفيفة على باب غرفتها، توترت كثيرًا وهي تُخبره بصوتٍ خفيضٍ:
-أنا هقفل دلوقتي، سلام.
--------
مشت بخُطى وئيدة نحوه لتجلس إلى الصخرة بجواره، رمقها تيسير بنظرة غامضة تحمل الكثير فيما مدت كفها تبسطه أمامه وراحت تقول بثبات:
-وينها دبلتي؟!.. مش بدنا نتصالح وترچع لي ياها!
تيسير بنبرة صارمة:
-قولي لي أنتِ كيف هربتيها لتجوى!

رواية "ضي البادية".. حرب مسلوبة الراء.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن