الفصل الثالث عشر.. (بقايا أُنثى).
--------
من منّا لا يُرهقه الوجد حين يألف قلبـًا وإن رفض، غضضت البصر عنهـا فعصاني قلبي والتفت ولهــا وجدتُ نفسي أسير عكس مبادئي صاغرًا أمام لهفتي لرؤية كُحل عينيها المُنصهـر.
---------
تنهدت غفران تنهيدًا ممدودًا بعُمقٍ وهي تجوب المكان بعينيها، مرّ ما يقرب على الساعتين ولا وجود لها نهائيًا، أين يمكنها أن تذهب دون إعلامها؟ استبد بها القلق ولم تكُن شريفة أقل من ابنتها خوفًا حيث اتجهت بين عمال المكان تسأل عنها دون فائدة.
وما أن أحس ريّان بقلق كلتيهما حتى قرر إنهاء الحفل بشكل عاجل، صحبهما إلى السيارة التي استقرت بالميناء لتجلس غفران بجوار كرسي القيادة بفستانها فيما جلست ”شريفة” بالكنبة الخلفية، رمقتهُ غفران من نافذة السيارة لتجده يتحدث إلى بعض الشباب لتهتف به بنبرة مخنوقة:
-ريّان؟
أومأ لها برأسه أن تنتظره وما هي إلا ثوانٍ حتى جاء إليهما قائلًا بنبرة محتارة:
-محدش شافها من العمال اللي هنا خالص، حتى تليفونها مفتوح بس مش بترد، غريبة؟، هتكون راحت فين؟!
جرى دمعُ غاسق من عيني غفران، بدت وكأنها على أعتاب حالة غير مُريحة، مالت إليها والدتها ثم ربتت على كفها تهدئ من روعها فتقول بمواساة رغم الخوف بداخلها:
-اهدي يا بنتي يمكن حست بتعب وروحت!
غفران ببكاء:
-تقوى جرى لها حاجة يا ماما، تقوى مش بخير.
مسح ريّان وجهه في حيرة، كان يقف مُتأملًا إياها لا يعرف ماذا يفعل ويجعلها تهدأ؟ ولكن أين ذهبت تقوى تاركةً الحفل والساعة قاربت على الثانية عشرة مُنتصف الليل وقد غابت عن الوسط مُنذ ساعتين، أصبح الأمر مُثيرًا للشك خاصةً وأنها لا تُجيب على هاتفها حتى.
في هذه اللحظة أسرع بركوب السيارة ثم التفت إليها في تمهل مُحاولًا انتقاء ما يتفوه به حتى لا يُصعب عليها الأمر ليُجاهد في رسم ابتسامة جامدة وهو يقول:
-غفران ممكن تهدي! خلينا نروح البيت يمكن نلاقيها هناك!
-----------
-أيه يا عم هشام واقف على الباب كده ليه؟ مش عايزني أدخل ولا أيه؟
أردف شادي بتلك الكلمات وهو يقف قبالة هشام فيما يمنعه الآخر من الدخول، قطب شادي ما بين حاجبيه باستغراب فيما أومأ هشام برأسه سلبًا وقال:
-مليش مزاج للشرب النهاردة، هنام.
شادي غامزًا له وهو يقول بنبرة ذات مغزى:
-هتنام لوحدك!
زفر هشام مُطولًا ثم أردف بنبرة صارمة يتطاير الشرر من عينيه:
-اتكل على الله علشان أنا مش فايق لك، أجل السهرة لبكرا.
شادي بتفهم مقررًا الانسحاب بهدوء:
-ماشي يا سيدي، سلام.
قام هشام بإغلاق الباب على الفور، أخذ نفسًا من السيجارة القابعة بين أصابعه ثم نفث دخانها بشراهة وقوة، مشى بخُطوات وئيدة حيث الغرفة ليجدها مازالت في عالم آخر مُنذ الساعتين الماضيتين، لم يكفه ما فعله بها؟ نزع عنها ثيابها دون أدنى رحمة بضعفها أو انعدام قدرتها على المقاومة، دنسها بقذارته وأضحت ضمن الأخريات اللواتي يأتين إليه طواعية، اقترب منها بثبات وبرود ثم ضرب وِجنتها بقوة يهتف:
-يلا يا حلوة، صحي النوم، قومي البسي وغوري.
انهال عليها بالصفعات، أرادها أن تستيقظ فما عاد له معها شيئًا فقد وصل إلى ما رغبه وانتهي، شعرت بألم يداهم جسدها بأكمله، بدأت تفتح عينيها بتثاقلِ وأخيرًا شعرت بقوة صفعته، تأوهت بخفوت فيما التقط هو دورق المياه بين يديها ثم سكبه في وجهها هاتفًا بعنف:
-كدا هتفوقي بسرعة، أخلصي.
شهقت بفزع وهي تنظُر إليه بغير استيعاب، الرؤية مشوشة أمامها ولا تتذكر ما حدث لها؟ ولكنها لم تبقَ هكذا طويلًا، انتقلت ببصرها إلى جسدها العاري ثم صرخت بصوت عالٍ وهي تلتقط الغطاء تتوارى خلفه وتصرخ:
-إنت عملت أيه يا هشام؟ وأيه المكان دا؟
نهض هشام عن الفراش ثم استدار حيث الناحية الأخرى منه ليقبض على ذراعها بقوة ثم أوقفها وباليد الأخرى قام بالضغط على فكيها قائلًا بشر:
-بصي يا روح أمك لو حد عرف أي حاجة عن اللي حصل أو طلبتك مرة وملقتكيش قدامي هتشوفي مني أيام أسود من حياتك كلها، لأني سجلت لك كُل حاجة حصلت لحظة بلحظة، تحبي تشوفي!
أنت تقرأ
رواية "ضي البادية".. حرب مسلوبة الراء.
Romance"المقدمة" فُتنت بها وأنا الذي عنهن مُعرضا. أتى بيّ القدرُ إليها، من كُل حدبٍ وصوبٍ.. أنا مَن فُزت بها. وَلّيت إليها حثيثًا بعدما تخطيّت زحام العابرين والعراقيل مُضيًا ليجمعنا القدرُ. وفي وليجة نفسي بقيتُ حائرًا، لما القدرُ ألقاني بين أحضانها؟، هل سأ...