الفصل الثاني عشر.. (إيلام).
------------
أحيانًا نُبتلى، لنُدرك.
ندبات تشوه قلوبنا وروحنا حتى تُكمل تلك الفجوات في عقولنا تحقيقًا لمُعادلة النضج.
--------
انقضى أسبوعُ كامل، انشغلت الفتيات بالتجهيزات لحفل الخطبة على قدم وساق رغم قِصر الوقت واليوم يُعقد حفل الخطبة بشكل رسمي وداخل إحدى البواخر الفخمة.
-------
”الشعور بالذنب زيّ دقات القلب اللي وقفت فجأة بعد محاولات مُستميتة علشان النبض يرجع، فجأة الدقة تنتفض من جديد بمُعجزة، أهي المُعجزة دي اسمها الاعتراف بالذنب استفاضةً بكُل أوجاعنا اللي بنكتمها، الحياة مش إنت وسط ناس وبيوت، الحياة شخص اختارته وبكُل حُب ابتسم لك بيقول "أنا الاختيار المُناسب، فارتاح".تصفيقات حارة اهتزت لها جدران هذه الباخرة الكبيرة والتي تضم مجموعة بل نُخبة كبيرة من رجال الأعمال والأطباء وبعض الفئات الناضجة في المجتمع فيما يخص التنمية البشرية وكذلك قُراء بالمئات يجلسون جميعًا حول هذه المنصة العالية، يشاهدون تغطية حصرية للكتاب الورقي الأول لأحد أطباء النفس المشهورين والذي ذاع صيته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كلمات الإعجاب ترتفع في الأرجاء والجميع ينتظر توقيعه على كتابه الأول له بعُنوان "الاختيار المُناسب"، اعتلى هذا الشاب الذي ظلف على الثلاثين من عُمره ح يرتدي حِلة سوداء أنيقة فقد اعتاد على ارتداء سُترة شتوية أسفلها دون رابطة عُنق تُقيده، يمتلك بشرة قمحية ولحية مُهندمة لاقت به كثيرًا وغمازتين على خديه وما أن ابتسم حتى اكتملت هيئته الرجولية الأخاذة وهنا أردف بنبرة ثابتة:
-شكرًا على حضوركم ويا رب أكون دايمًا بالنسبة لكم الاختيار المُناسب.
----------
-أخيرًا شوفتك عروسة، عقبال ما تطلب بالأبيض يا روحي.
أردفت تقوى بتلك الكلمات وهي تحتضن صديقتها الجالسة أمام منضدة الزينة فيما تابعت غفران بسعادة:
-وإنتِ إمتى هشوفك عروسة؟
رمقتها غفران بنصف بينما قالت تقوى بهدوء:
-لمَّا النصيب ييجي.
غفران بابتسامة ذات مغزى:
-لما النصيب ييجي بشكل عام ولا لما هشام ييجي على وجه الخصوص!.
ردت تقوى بنبرة مخنوقة:
-هو فين هشام أصلًا، دا مكلمنيش من ساعة آخر مكالمة بينا وكأنه ما صدق!
غفران بطاقة أمل ترد:
-لو خير ليكِ هييجي صدقيني حد يسيب أم العيون الكحيلة بردو!
قطع حديثهما طرقات سريعة على باب الغرفة، أسرعت تقوى بفتحه ليظهر ريّان أمامها بحلته الأنيقة وبنبرة فضولية ومُتلهفة تابع:
-غفران جاهزة ؟ وسعي وإنتِ حلوة كدا لمّا أدور على خطيبتي.
انخرطت تقوى في قهقهات عالية من كلماته لها، توجه إلى غفران مُحدقًا فيها بانبهار حتى أنه أطلق صفيرًا عاليًا وهو ينظُر إليها في إعجاب شديد ليلتقط ذراعها فتأبطه هي وقبل خروجهما تابع بنبرة حادة وهو ينظر في عيني غفران:
-أيه دا؟!!
غفران بعدم فهم:
-أيه مالك؟
رفع ريّان كفه نحو غطاء رأسها ثم شد شعرة ظهرت من أسفله وهو يقول بظفر:
-كانت شعرة ضالة بس خلاص قطعتها، أنا كدا ما أحبش يبان من خطيبتي حاجة.
أنت تقرأ
رواية "ضي البادية".. حرب مسلوبة الراء.
Romance"المقدمة" فُتنت بها وأنا الذي عنهن مُعرضا. أتى بيّ القدرُ إليها، من كُل حدبٍ وصوبٍ.. أنا مَن فُزت بها. وَلّيت إليها حثيثًا بعدما تخطيّت زحام العابرين والعراقيل مُضيًا ليجمعنا القدرُ. وفي وليجة نفسي بقيتُ حائرًا، لما القدرُ ألقاني بين أحضانها؟، هل سأ...