الفصل السادس

199 8 0
                                    

الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات

من أنت حتى تقوم بتهديدي بهذه الطريقة الفظة المفجعة؟ أنت عبارة عن ظلام حالك سيودي بي إلى القاع. اقترابك أكثر مني هلاك محتم أنا امرأة تراني قوية ولكن حقيقة أمري ليست كذلك. أنا ضعيفة مثل القشة الهشة وأنت نواياك بي كانت واضحة وضوح العين منذ البداية، ولكنني ظللت أتجاهلها حتى وقعت أسيرة لها رغمًا عني كنت مدركة مراقبتك لي وأنت تحاول أن تخفي عني أسرارًا ولا تعلم من منا يخفي أسراره عن الآخر أتمنى أن تدرك أنني لست مناسبة لك ولمحيطك. كأنك أجنبي عني كأنك تمتلك ديانة تبطل زواجك بي يا لها من أمنية تمنتها للتو واللحظة.

جحظت بأعينها عندما اقتحم شفتيها بسلاحه الفتاك وقذف بقبلته داخل جوفها غير عابئ بردة فعلها لتحاول أن تهتف بغضب ولكنها تريثت واستخدمت معه سلاح أقوى من سلاحه ألا وهو المكر والخديعة. ترى حقًا استخدمت هذا السلاح أم أعجبتها القبلة. أغمضت عينيها كأنها تتلذذ بقبلته حتى اندهش من هدوئها واستسلامها له فتنحى عنها ينظر أمامه بشرود لتخرجه من شروده قائلة بهدوء ورقة لم يعهدهما فيها من قبل : أنت بتهددني يا زيدان ؟ وبمين بنورا ؟

ثم صمتت وهو في حالة شروده لتتنهد قائلة : علشان عارف أنها النقطة البيضا في حياتي صح؟ ليه كده يا زيدان ؟

ثم تطاولت بيدها تربت على يده لدرجة جعلته ينتفض من لمساتها قائلة برجاء : بلاش نورا أرجوك. أنا ممكن أعمل أي حاجة تطلبها مني بس محدش يقرب منها.

ظل على حالته لا يعلم هو لا يقاوم تأثير شفتيها أم لم يقاوم استسلامها ولا يعلم أنها تمكر به.

وفي لحظة شروده وضياعه وحيرته فيها بخفة ومهارة منها فتحت باب السيارة وهرعت منها وعبرت الشارع لتذهب إلى شاطيء البحر وترمي نفسها بين الأمواج والتي التقطتها بكل خفة وهو عندما أدرك ما فعلته ركض خلفها ولم يقدر على ملاحقتها لخفة وزنها وضياعه الذي تسببت فيه تلك الماكرة إلى أن وصل إلى الشاطيء وجدها في منتصف البحر تتقاذفها الأمواج وهي مستسلمة لها ومستسلمة لموتها دون مقاومة. خلع معطفه ولحسن حظه أن مقتنياته بالسيارة حتى سلاحه وهاتفه ورمى بنفسه إليها وصارع الأمواج حتى وصل إليها وهي تقاوم مساعدته وترفضها إلى أن ضرب جبهته برأسها حتى تهدأ وأخرجها إلى الشاطيء ومن حسن حظها أنهم كانوا في موسم الشتاء، فالشاطيء بدون بشر. وصل إلى الشاطيء وهو مازال يحملها محاولًا إفاقتها وهو خائف أن تكون الضربة أثرت برأسها. بات متوترًا حتى تفاجئ بها حيث صفعته على وجهه صفعه جعلته يزمجر من الغضب. قيد ذراعيها وهي تتملص منه قائلة : سيبني عايز مني ايه. مش قلت لي هخليكي تتمني الموت.

ثم صرخت بأعلى صوتها كأنها بعذاب قائلة : أهو شايف بعينك أنا عايزة أموت خلصني منك أنا مش عايزاك ولا عايزة حاجة تربطني بيكم.

جذبها بين أحضانه واحتضنها بعناية مشددًا عليها كالأب الذي يخشى فقدان ابنته مشفقًا على الحالة التي وصلت لها .جعلها تستغرب فعلته فهي لم تشعر بهذا من قبل لا مع والدها ولا قصي. فاقت من استغرابها على حمله لها على كتفيه يغطي جسدها بمعطفه لا يعلم لكي لا يراها أحد أم لخوفه عليها من البرد. عبر بها الشارع حتى وصل إلى السيارة وفتحها ثم أنزلها ببطء ووجه نظر بداخل عينيها ليرى طيات من الآلام فأغلق الباب بهدوء وارتد عائدًا إلى مكان القياده سريعا وجلس بجانبها ينظر إليها وهو يسعل من شدة البرودة متحدثًا بصوت مبحوح قائلًا : أنتِ مفكرة اللي بتعمليه ده هيحل مشاكلي؟ أبدًا أنا مشاكلي هتبتدي لو مسمعتيش كلامي. أنا عمر ما حد وقف قصادي زيك.

غيبيات تمر بالعشق الجزء الاول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن