الفصل الثالث والعشرون

238 8 0
                                    

الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

هناك من يجبرك على تغيير مسار حياتك من النقيض إلى النقيض الأخر من بعد اصرارك على الابتعاد إلى الإجبار على الاقتراب وبشدة وبعد قرار عدم الصفح والسماح لشخص ما تجبر على أن تمنحه العفو مرة أخرى ولكن عفو قاتل محتقن وليس عفوًا متسامحًا اسميًا وليس فعليًا ولا ينتظر منه شئ أخر غير كلمة سامحتك بغصة قوية أن تظل أمامه ولكن كقطعة أثاث متبلدة جامدة بدون مشاعر لتسحق قلبه وتمزقه إرباً إربًا. بقربها الجامح حتى ينال الصفعة بآلامها أضعاف صفعاته على وجهها حتى تحقق الإنتقام منه والعدل بالنسبة لها.

تبين من الاختبار المنزلي أنها حامل وللتأكد أكثر أخذت ياسمين عينة منها وفحصتها بالمعمل وجلستا سويًا لدراسة الأمر في هذه الأثناء هاتفت نورا والدتها بعد ما أجبرها أمير على ضرورة طلبها منها هنا انفرجت أسارير ياسمين استشعرت لأول مرة أنها أم، ولكن تذكرت أمر ريحانة ماذا تفعل ولو طلبت مقابلتهم ببيت أخر هذا سوف يثير الشكوك. ابتسمت ريحانة بخبث وسردت لها خطة تكمن في ضرورة حضور زيدان كأساس في تلك الجلسة اندهشت ياسمين لطلبها ولكن عندما أوضحت لها ريحانة السبب انبهرت لذكائها.

كانوا يجلسون بقاعة الضيافة ما بين مبتسم وما بين حزين وما بين متوتر وكان من المتوترين أمير أخذ يهز رجله أمام السيدة ياسمين حتى أنها ابتسمت بشماتة لأمير فهو من النوع السيادي كيف له أن يجلس تلك الجلسة بكل هذا التوتر. كل هذا بسبب الحب الذي يغير أفعالنا ابتلع أمير ريقه قائلًا: طبعًا حضرتك عارفة إن مليش حد غير أخويا حاتم وده أصغر مني حتى لما جينا نجوزه كان معانا زيدان.

ثم وجه أنظاره إلى زيدان بفخر قائلًا: بالرغم إن أنا وزيدان أد بعض إلا اني بعتبره أخويا الكبير.

ابتسمت ياسمين بسخرية ونظرت إلى زيدان القابع أمامها يبدو عليه الوجوم والضياع لينتبه إلى نظراتها المتلهفة إلى سماع عرضه ليتنحنح ويهتف بصوت رزين وثابت وعملي قائلًا: ايه طلبات حضرتك؟

كادت أن تتحدث ولكن قاطعتها نورا لتخريب أملها قائلة: احنا معندناش طلبات يا زيدان أنا وأمير متفقين على كل حاجة هي بس أصرت أن الموضوع يبقى رسمي وأنت تكون فيه.

ثم استطردت باستنكار قائلة: مش فاهمة ايه سبب إصرارها.

لوت ياسمين شفتيها بامتعاض قائلة: إصرار ملكيش فيه اللي فات حاجة واللي جاي حاجة تانية ده جواز مش لعب عيال.

واستطردت وهي تنظر إلى زيدان بضيق قائلة: مش عايزاكي تعملي زي صاحبتك وتضيعي حقوقك كفاية إن القعده دي هي مش فيها بسبب عبطها.

شرد زيدان فيها وتذكر كل شئ وبدى عليه الحزن ليشعر به أمير ويحاول إخراجه من هذا الأمر ليغير الحديث قائلًا: وأنا تحت أمر حضرتك تؤمريني بايه؟

غيبيات تمر بالعشق الجزء الاول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن