عشق الريحان

109 6 0
                                    

 

عشق الريحان

بقلم/ مروه البطراوى

تدقيق/ إيمان غزال

ذهبت كعادتها اليومية إلى مصنعها القديم، ذلك الذي كان منبت العشق، والذي لم تتهاون يومًا عن الذهاب إليه وبداية يومها فيه بالرغم من المصانع الأخرى التي تمتلكها، جلست خلف مكتبها الصغير وفتحت درجه حتي تخرج الأوراق التي عملت عليها بالأمس لتحضير عطر جديد، حتى تهديه لمعشوقها زيدان، تفاجئت بوجود صندوق مستطيل الشكل من القطيفة لونه أحمر، مغطى بغطاء بنفسجي اللون، لتتأكد أنها عندما ستفرغ محتوياته ستعشق كل جزء فيها لأن اللونين اجتمعا سويًا، اللون الأحمر الذي يجذب نظرها في كل شئ واللون البنفسجي الخاص بمعشوقها، فتحت الصندوق لتجده يحتوى علي ورقة مطوية وبجوارها أربعة أشياء، تغاضت عن الأربعة أشياء لتفتح الورقة بكل لهفة ولكنها وجدتها فارغة قطبت جبينها فهذه ليست من عادته و لكنها ابتسمت بسخريه فهو لم يكتب لها رسالة يومًا،جائت لتعيدها مطوية مرة أخرى لتجد في أحد الأطراف كلمة واحدة، نظرت مدققة إليها لتشعر أنها كتبت بمشاعر أقوى مما يكون

"أحبك"

ابتسمت ابتسامة ساحرة و هي تضع الورقة على قلبها وتنهض تدور بها كأنها تحتضنه هو بنفسه وتطير به فوق السحاب.

 

 

انتهى يومها العملي الذي كانت تحاول أن تنهيه بأي طريقة حتى تعود لمنزلها فحتمًا هو ينتظرها، دلفت مهرولة تبحث عنه في كل مكان و لم تجده، دلفت إلى المرحاض لتستحم و ترتدي ثياب أنيقة و تحضر عشاء يليق بسهرتهم الخاصة، ويا أسفاه لم يأتي، احتارت في أمره، هاتفته مرارًا و تكرارًا ولكن هاتفه مغلق، سأمت من أفعاله وظنت أنه بعث بتلك الهدايا حتي يلهيها بهم وهو مسافر لأمر عمله الذي لا ينتهي ولم يبديها عليه يومًا، فتحت الصندوق مرة أخرى ولكن هذه المرة بسخرية، ظنًا منها أنها ستجد نوعًا من الألماس أو المجوهرات كعادته حينما يريد إهدائها.

 

بالفعل وجدت في أول علبة التقطتها خاتمًا من الألماس، هي ليست كأغلب النساء التي تنبهر بهذا النوع، هي تريده هو، فتحت العلبة الثانية بكل غيظ لتجد بها مفتاح، عقدت ما بين حاجبيها باستغراب، وتسائلت ما سر هذا المفتاح؟، دائمًا يضعها بالألغاز التي لم تنتهي بعد، لو كان هذا مفتاح شقة يدعوها إليها لما لم يكتب هذا في الورقة المطوية، هنا تيقنت أنها عليها فتح العلبة الثالثة والرابعة لتعرف سر المفتاح، أه منك يا زيدان ومن غموضك تدفعني ثمن غيبياتي، فتحت العلبة الثالثة لتجد خلخال عربي لتتعالى ضحكاتها في التو واللحظة متذكرة دعوته الدائمة لها لكي ترقص له كما يحلو له، ولكن كيف وهو غير موجود، لو أتى أو لو ذهبت له ستفعل له ما يريده، زفرت بتعب متوعدة أنها عندما ستفتح العلبة الرابعة ولا تجد ما يجعلها تفك شفرات اليوم سوف تأتي به قتيلًا بيديها، وأخيرًا فتحتها لتجد صورة لذلك الشاليه الذي ذهبا إليه في شهر عسلهما، ذلك الشهر الذي لم يشأ أن يكتب لهما السعادة فيه، لتتيقن أن المفتاح خاص بهذا الشاليه و أنه ينتظرها هناك.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 12 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

غيبيات تمر بالعشق الجزء الاول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن