صبابة عاشق [ مكتملة]

الثامن والعشرون: مَوَدَّة وَرَحْمَة

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾

__________________________________

إيطاليا، البندقية

10pm

يقف سامي بجانبه دانبي تلف ذراعها بخاصته على الرصيف، حيث ينتظرون دورهم لركوب جندول وهو قارب صغير يتميز بتصميمه المتوازن تمامًا، حيث الجزء الأيسر أطول قليلاً من الجزء الأيمن لتعويض وزن الجندولير (قائد الجندول) الذي يقف على الجانب الأيمن

"يا لا الحظ علينا الإنتظار"

قالت دانبي بصوت مرتفع بينما تثني شفتيها تذمرا، تجول عبر القنوات بمقلتيها

قاطعها صوت دايزي وهي تلوح لها فوق الماء

"دانبي، يمكنكما الركوب معنا"

همس إيريك بصوت منخفض

"هل هذه خطة للتخلص مني؟"

لطمته على بطنه بخفة ليضيف سامي

"لا نريد إزعاجكما"

ابتسم إريك بهدوء وأشار له بالتقدم

"لا بأس القارب كبير"

صحيح، كان الجندول طويلا حيث جلسا إيريك ودايزي بالجهة اليمنى يقابلهما سامي ودانبي بالجهة اليسرى

التهى الزوجان ببعضهما كل منهما تركز مقلتاه على زوجته، كان مرآة لهوى واحد، لوحة فنية لرسام واحد لحب أبدي، ملامحها كلعبة إيجاد الإختلاف

القنوات متعرجة مليئة بالقوارب، مياهها تميل للون الأخضر، صافية اتسمت أجوائها بالهدوء، انعكست المباني التارخية على سطح الماء بطريقة فاتنة

لمنازل على حوافها قديمة ومبنية بأسلوب معماري مذهل يعكس تاريخ المدينة الغني، تتميز هذه المباني بالألوان الدافئة والزخارف الجميلة، النوافذ المزخرفة بالشرفات المزينة بالأزهار

بالإضافة للمحلات والمطاعم الجانبية التي اتسمت بطابع ساحر، حيث كانت أرضيتها عبارة عن مياه صافية، والأرصفة التي تزخر بالزوار من مختلف الأجناس والأعمار

كانت دانبي مفتونة بالأجواء وهو مفتون بها،لم يزح ناظره عنها دقيقة وهي لم تزح ناظرها عن تفاصيل المكان،طبعا فهي مدينة أحلامها وهي كانت حلمه،كل واحد مركز على أهدافه