2_مجرد بضاعة

55 12 6
                                    

"قــدر الإخـــوة"

كتابة وتأليف :شيماء عبد الله

الفصل الثاني

*مجرد بضاعة*

ظلت حياة صامتة مكتفية بنظراتها لها، فأوقفتها زهرة قائلة:
_ابتسمي قليلا يا فتاة، هل تريدين خسارة هذا الرجل أم ماذا؟

رسمت حياة بسمة صفراء على شفاهها، ثم خرجت معها لتخفض رأسها خجلة، وما إن رأتها عائشة حتى قالت:
_تبارك الله ما شاء الله، اتضح أنك أجمل مما اعتقدت.

نظرت لها حياة بابتسامة صغيرة هاتفة بصوت هادئ:
_شكرا لك يا خالتي.

صوتها وصورتها جعلوا رضوان يبتسم دون أن يشعر، وقد لمعت عينيه كذلك بالإعجاب، فقام ومد يده لها قائلا:
_أهلا يا حياة، أنا رضوان وإن كان مقدرا سأصبح زوجك.

_أنت حتما زوجها.

صافحته حياة لتزداد حمرة خديها من الخجل قائلة:
_تشرفت بمعرفتك.

جلست حياة بجانب والدتها، بينما يجلس رضوان أمامها وعينيه عليها، ثم نظر لعائشة وحرك رأسه علامة الإيجاب، وبتلك الحركة أعلن لها أنها قامت بعمل جيد، وقد أحضرت له فتاة بالمواصفات التي يريدها.

قطع إبراهيم ذلك الصمت قائلا:
_أنت رأيت الفتاة الان، دعنا نتحدث في الأهم.

اعتدل رضوان في جلسته هاتفا بجدية :
_أجل يا عمي، دعنا نتفق الان على كل شيء، من الزفاف لمهرها.

تدخلت زهرة قائلة:
_لما هذا الاستعجال؟

نظر لها إبراهيم بحدة كي تصمت، ليقول رضوان:
_لا أقصد الاستعجال، لكنني أعيش في طنجة، والمسافة بين طنجة ومراكش طويلة، إضافة للمسافة من المدينة لقريتكم هي الأخرى طويلة، وأنا أنشغل كثيرا بعملي، ولا أستطيع أن أتي كل يوم.

_أنت محق يا ابني، في الأساس لا يوجد شيء يجعلك تؤخر الموضوع أكثر، وإذا أردت الزواج منها من الأسبوع المقبل تستطيع فعلها، لكنك لم تخبرني بعد كم ستعطي في مهرها.

هكذا هتف إبراهيم الذي يكاد الفضول يقتله لمعرفة المبلغ، فأجابه رضوان :
_أنتم أخبروني المبلغ وسيوضع فورا فوق الطاولة، لا مشكلة لدي في النقود.

قرر إبراهيم أن يختبره ليقول :
_ماذا إن قلنا خمسة ملايين، هل ستعطيها.

_أنا مستعد أن أحضرها غ ا إذا أردت.

فتحت عائشة عينيها بدهشة، وحينما سمعت ذلك المبلغ الذي سيصبح مهر حياة لم تعد تستطيع الحراك، في الأساس هي اعتادت أن لا يتخطى المهم المليون، وها هي تخطت كل المراحل لتصل للخمسة ملايين.

قدر الإخوةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن