14_تنبيه

54 13 2
                                    

"قــدر الإخـــوة"

كتابة وتأليف :شيماء عبد الله

الفصل الرابع عشر
*تنبيه*

لطفا منك قدر تعبي بنجمة ⭐

ولجت حياة لمكتبها، لتجمع شعرها، وفتحت حاسوبها تعبث ليه قليلا، لتبحث عن تطبيق للتصميم، خاصة التطبيقات التي يستخدمها المهندسون، فوجدت واحدا قامت بتحميله، وبدأت تبحث فيه كي تتعلم طريقة استعماله، ثم بدأت أول خطوة في حلمها الطفولي.

كانت في سن التاسعة، وكانت وحيدة والديها أنذاك، ولا زالت تدرس، وبحكم موقع مدرستها الذي يجاور النهر، فكانت تنزل دائما من قريتها وترى السياح، وفي يوم خطرت لها فكر فندق خاص بها، وحينما تحدثت مع زياد اليوم عن أخاه تذكرت حلمها، وها هي الآن تصمم ذلك الفندق كما تخيلته منذ سنوات.

أمضت ساعات طويلة وسط تلك التصاميم، إلى أن جهز العشاء فتوجهت لأكله وعادت لتكمل التصميم، فقد وجدت راحتها هناك، ولم تكن راحة جسدية بل كانت راحة نفسية، بينما جسدها فبات يطالبها بجزء من الراحة، فأغلقت الحاسوب بعد أن حفظت ذلك التصميم على أمل أن تكمله فيما بعد ثم صعدت للأعلى بعد أن سيطر الهدوء على الأرجاء كون الجميع نام سواها.

دخلت لغرفتها وغيرت ثيابها لتتسطح فوق السرير، لتتذكر فجأة ما حدث لها مع هشام، فتنهدت بقوة تحاول إبعاد تلك الأفكار عن عقلها، لكن الذي حدث أنها أخذت هاتفها، وأحضرت حساب هشام علي تطبيق الانستغرام، وبدأت تشاهده صوره، وفي لحظة حفظت تلك الصور في ملف سري خاص به في هاتفها، لتغمض عينيها أخيرا تخفي خلف جفونها أسرارا كثيرة.

في جهة أخرى، كانت فرح مستيقظة تحادث عماد حتى قرر هو أن يغلق الخط كي تستطيع النوم والاستيقاظ باكرا غدا، لتبتسم هامسة لنفسها :
_وأخيرا وجدت صديقا متفهما.

أغمضت عينيها تغط في نوم عميق بسرعة، بينما عماد حرم من ذلك النوم بعد أن ظل يفكر فيها، وقال:
_لما سمحت لقلبي أن يتعلق بها؟ يا رب ماذا أفعل الان؟

ولعل هذه الليلة كانت الأطول عند الجميع، فحياة تفكر في هشام وتصرفها معه، وعماد بات يحب فرح بينما هي تعتبره مجرد صديق وزميل عمل، أما هشام فقد قرر بعد تفكير طويل أن يتجاهل حياة كخطوة بسيطة منه لجعلها تتقرب هي هذه المرة، وأخيرا ياسين الذي ينسج أحلاما كثيرة على علاقته مع سارة، لا يعلم أن عقلها شغله هشام منذ اليوم الأول الذي رآها فيه.

أشرقت الشمس معلنة عن بداية جديدة، فقامت حياة لتجهز نفسها، و ارتدت ملابس عملية باللون الأسود، بينما شعرها فجمعته على شكل ذيل حصان، وأخر شيء قامت به هو ارتداء ساعة يدها خاصة أن الوقت أهم شيء بالنسبة لها، ثم نزلت للأسفل حيث وجدت زهرة ترتب الطاولة.

قدر الإخوةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن