"قــدر الإخـــوة"
كتابة وتأليف :شيماء عبد الله
الفصل الأول
* فراق الإخوة*
قدر تعبي بنجمة من فضلك⭐
في نواحي مدينة مراكش، وبالضبط في إحدى المناطق القروية التي كانت منطقة تكسوها النباتات، بينما المنازل تعد على رؤوس الأصابع، وفي إحدى هذه المنازل الذي كان مبنيا من التراب كونه من المنازل القديمة. كان عائلة مكونة من زوجين، إبراهيم وزهرة، وطفلتين، الكبيرة في عمر الحادية عشر اسمها حياة، والصغيرة اسمها مريم أتمت السنة قبل شهور قليلة.
استيقظت زهرة وتوجهت للمطبخ تحضر الإفطار وهي منزعجة وقالت :
_هل سأبقى طيلة حياتي أستيقظ باكرا وأطبخ وانظف من أجل هؤلاء الأغبياء، أم أنهم عاجزين عن فعل أي شيء.. لما لم تستيقظ تلك الغبية حياة بعد؟ أصبحت خبيثة، سأريك مع من تتعاملين.
وضعت زهرة الأواني، وتوجهت لغرفة الفتيات، لتتجه نحو حياة تقرص فخذها بكل قوة، فقامت المسكينة خائفة والدموع تسيل من عينيها من شدة الألم، فقالت زهرة:
_استيقظي يا إبنة الكلب قومي بأعمال المنزل، يبدو أن النوم راق لك كثيرا، هيا قومي جهزي الإفطار أنا لست خادمة عندك.
قامت حياة وهي تمسح على مكان الألم، وقد كانت ستنفذ كلام والدتها دون نقاش، كأنها تستطيع مناقشتها في جميع الأحوال، هذا كان حال حياة التي تجبر على قول نعم وأجل لكل شيء، بينما رأسها يبقى محني كأنها المذنبة، وفي الوقت الذي كان من في مثل عمرها يستمتع بحياته ويلعب، كانت هي تقوم بأعمال المنزل غصبا عنها.
بدأت حياة تساعد والدتها، وصبت الزيت والزبدة في أطباقهم، ثم سخنت للخبز فوق الحطب رغم أن أيديها تحترق دائما، لكنها تتحمل كل شيء إلى أن تنتهي.
_هل أيقظت والدك؟
_لا كنت أعتقد أنك أيقظتيه.
صرخت عليها زهرة قائلة:
_هل أنا خادمة لدى والدك هو الآخر؟ ألا يكفيني أنتما اللواتي تصبنني بالجنون.
خرج إبراهيم الذي كان رجلا في أواخر الثلاثينات عاقدا حواجبه وقال :
_ما هذا الضجيج منذ الصباح؟ ألا تنامون ولا تتركوننا ننام.
زهرة: من يملك مثل هاتين الفتاتين سيرتاح في نظرك.
إبراهيم :
أنت تقرأ
قدر الإخوة
Action"ستأتيهم عاصفة من حيث لا يدريان على هيئة ابنتهما" "هم والدين قرروا الإتجار ببناتهم، ليحرموا كل واحدة من أختها، فهل سيجمع القدر يوما الإخوتين؟ أم سيحرمان من بعضهما إلى الأبد؟"