"قــدر الإخـــوة"
كتابة وتأليف :شيماء عبد الله
الفصل التاسع
*أخي*غادرت وتركت رضوان غارقا في بحر الحيرة، وهو يحاول جاهدا تذكرها بدون فائدة، في الأساس عدد الفتيات التي باعهم لا يعد ولا يحصى، وبات من الصعب عليه تذكرها في حال لم تقدم له معلومات أدق عنها، ولم يكن الوحيد الذي يفكر في هذا، فزياد كذلك كان لديه فضول ليعرف علاقة حياة برضوان، وكذلك نوع علاقتها بصديقه، لكن التي ستجيبه على كل أسئلته غادرت دون أن تلتفت خلفها، فهز رأسه ييأس من أفعالها، وغادر هو الآخر.
مضت تلك الليلة على هشام وسط القضبان، وشعر برأسه يكاد ينفجر من شدة الغضب، وليس بسبب سجنه، لكن غضبه نتج عن رسالة حياة على لسان المحامي، ولم يعلم أنها نجحت في مخططها سوى حينما وجد ضابطا يتقدم نحوه هاتفا:
_أنت محظوظ فالرجل تنازل عن الدعوة وإلا كنت ستطيل في مكوثك معنا.عقد حاجبيه أكثر،فخرج ليجد المحاكي وصديقه في انتظاره، لكن التي أراد رؤيتها لم يجدها، فاقترب منه زياد محتضنا إياه قائلا:
_الحمد لله على سلامتك يا صديقي._من يسمعك سيعتقد أنني أمضيت عشر سنوات في السجن، لقد قضيت ليلة فقط وخرجت.
_لولا حياة كنت ستقضي مدة أطول هنا.
نظر له بانتباه شديد قائلا:
_ماذا فعلت؟قص عليه زياد كل ما فعلته في طريقهم للخروج، ولم ينتبهوا لتلك الواقفة على بعد أمتار من المركز، ترتدي خوذة على رأسها، وحينما تأكدت من خروجه استقلت دراجتها وتحركت من أمامهم دون أن ينتبهوا لهويتها.
هتف هشام بانزعاج:
_لكن لما تركتها تذهب عنده._أنت لا زلت لا تعلم حياة جيدا، حينما تقرر شيئا لا يردعها أحد، ولا تهتم بحديثنا إطلاقا، وهي حينما تقرر شيئا تنفذه، لكني لا زلت أرغب في معرفة علاقتها بذلك الحقير، يوما ما ستفقدني عقلي من شدة غموضها.
_حياة مثل البئر الغارق، كلما تعمقت داخله لا ترى شيئا، ولا تعلم وجهتك بعدها.
_ما شاء الله يبدو أنك تعرفها جيدا.
استقلوا سيارة زياد، ليصمت هشام إلا أن صديقه رفض ذلك الصمت قائلا:
_أخبرني يا صديقي من أين تعرف حياة؟ ولما فعلت هذا من أجلك؟أجابه هشام ببرود :
_أنا دافعت عنها، وهي دافعت عني، هذا يعني أنها سددت معروفي فقط.
أنت تقرأ
قدر الإخوة
Action"ستأتيهم عاصفة من حيث لا يدريان على هيئة ابنتهما" "هم والدين قرروا الإتجار ببناتهم، ليحرموا كل واحدة من أختها، فهل سيجمع القدر يوما الإخوتين؟ أم سيحرمان من بعضهما إلى الأبد؟"