13_الاتفاق

35 9 2
                                    

"قــدر الإخـــوة"

كتابة وتأليف :شيماء عبد الله

الفصل الثالث عشر
*الاتفاق*

صعدت غزلان لغرفتها وهي تققز، لتقف أمام المرآة ضاحكة وقالت:
_وأخيرا فزت بشيء من خلفك يا حمزة، والان سأصبح أنا أيضا سيدة أعمال، ولم تستطيع التقليل من قيمتي مجددا، إضافة لذلك لن تستطيع خيانتي، حان الوقت لتصبح لعبة بين يدي، وفي الوقت ذاته أستمتع بنقودك.

ارتما فوق السرير سعيدة، وما إن سمعت صوت طرقات على الباب، انتفضت معتدلة في جلستها، ومحت الابتسامة عن وجهها لتقول :
_ادخل.

دخل عبد اللطيف وهو يفكر في الطريقة التي يخبر بها إبنته باتفاقه مع رشيد، لتقول غزلان :
_ما بك يا أبي، تبدو حائرا.

_إبنتي أنت تعلمين أن مصلحتك مهمة بالنسبة لي.

_ماذا قال لك رشيد مجددا؟

_اقترح علي عرضا، وإذا وافقت عليه ستربحين.

_ما هو هذا الاقتراح؟

_تعودين لحمزة وفي المقابل تحصلين على خمسة عشر بالمئة من أسهم الشركة، وإرثه سيكتب في اسم إبنك.

صمتت غزلان مخفضة رأسها ثم قالت:
_ما رأيك أنت يا أبي؟

_من رأيي أن توافقي، هكذا ستضمنين مبلغا في حسابك، وزوجك سيصبح تحت سيطرتك.

_سأوافق لكن بشرط.

_أطلبي ما شئت.

_يجب أن يعيدني بكرامتي، ويضع لي قيمة.

_سأخبره بهذا، حفظك الله يا إبنتي.

خرج عبد اللطيف سعيدا بموافقتها، فضحكت غزلان هي الأخرى، وبدأت تتخيل نفسها غنية، فرغم غنى والدها إلا أن الفرق أن الأموال ستصبح ستنقل لحسابها مباشرة دون حسيب أو رقيب

عند هشام استوعب أخيرا أن حياة تعرضت لنوبة هلع، فنزل لمستواها متفاديا لمسها كي لا يزيد من خطورة حالتها، ثم قال:
_أنظري لي يا حياة، أنت بخير لم يحدث لك شيء، هذه مجرد نوبة وستمضي، تستطيعين التنفس بشكل طبيعي وقلبك لن يتوقف.. أنظري لي وافعلي مثلي، شهيق زفير، هيا شهيق زفير.

نظرت له حياة تنفذ تعليماته حتى عاد وضعها طبيعيا بشكل تدريجي، و تجاوزت تلك النوبة المشؤومة التي تعرضت لها كثيرا وهي بمفردها، ولم أجد أحدا يوجهها أنذاك كما فعل هشام في هذه اللحظة.

حزن هشام على حالتها، وظهر هذا في صوته جيدا حينما قال:
_كيف حالك الآن؟ أعتذر منك، أنا السبب في حالتك.

قامت حياة هاتفة:
_أنت محق، أنت السبب فيما حدث لي الآن.

توقع إجابة أخرى، إلا أنها وكعادتها دوما تفاجئه بعكس توقعاته، ليقوم وقال:
_لذا أعتذر منك مجددا.

قدر الإخوةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن