"قــدر الإخـــوة"
كتابة وتأليف :شيماء عبد الله
الفصل الرابع
*فرصة حياة*
وصل حسن للمستشفى حيث تكلفوا بيده وعالجوها، وقدموا له الأدوية اللازمة، فعاد للمنزل، ومن حسن حظه حرق في يده اليسرى وإلا كانت معاناته ستتضاعف أكثر لو حرق اليد اليمنى، فما إن وصل وجد أخاه وإبنه جالسين، بينما زوجته كانت نازلة على السلم، وكانت أول شخص يراه فصرخت قائلة:
_يا ويلي حسن ماذا حدث لك؟قلب حسن عينيه بسخط من ذلك التحقيق الذي سيبدأ فورا، فجلس يحاول تجنب ألم يده، ليقول عثمان:
_ماذا حدث لك يا أخي حتى حرقت يدك؟_كنت في الحمام لتنزلق بي رجل ووقعت يدي في الماء المغلي.
عقد زينب حاجبيها قائلة:
_أين يوجد هذا الحمام؟_حمام المنزل القديم، ذهبت لأريح نفسي قليلا من إزعاجك لي، و أردت أن أغسل في بلح الحمام، لكن من حظي أن دعواتك تلاحقني أينما ذهبت.
نظرت له زينب بحدة، ثم جلست أمامه غاضبة منه، وفي الأساس هي تزوجت منه معتقدة أنه شريك أخاه في الشركة، لتصطدم بالحقيقة بعد زواجهم كونه مجرد موظف لديها، وقد كانت تقطن في المنزل القديم الذي ترك به حياة، وبخبثها تمكنت من جعل عثمان يحضرهم لهذا المنزل.
نظز عثمان له وقال:
_هل ذهبت للمستشفى؟_ألم ترى هذا الدواء.
_الحمد لله على سلامتك يا أبي.
قالها إبنه ياسين، فاكتفى هو بهز رأسه له، ثم قام قائلا:
_سأذهب لغرفتي كي أرتاح قليلا.تركهم شاردين في تفكيرهم، وقد كان عثمان يتحسر على حالة أخيه، وحمد الله أن الحريق لم يكن أكبر، رغم أن يده ستأخذ فترة طويلة كي تتشافى، فنظر لياسين الخائف على والده ليهدئه بكلماته.
مضى أسبوع قضاه حسن في المنزل كون يده لا تسمح له بالعمل، وترك حساك مسجونة في ذلك المنزل وطعامها على وشك النفاذ، بينما كمية الماء لم تتعدى النصف لتر، وقد باتت تشعر بالموت يقترب منها كل لحظة، وحتى لو تحملت الجوع لأيام، لم تستطيع العيش بدون ماء لمدة طويلة.
كانت شاردة في تفكيرها، فأي فتاة في سنها تلعب وتمرح، بينما هي تفكر إن كانت ستبقى على قيد الحياة حتى الغد أم لا، وفي لحظة سمعت صوت الباب يفتح، فأخذت السكين في يده، وقد بات يلازمها أينما كانت، فوضعته خلف ظهرها وهي تنظر لحسن الذي دلف ورمى لها كيسا من الخضر لتقع على الأرض، ثم قال:
_خذي أيتها الحقيرة، لولا الخمسة والثلاثين مليونا التي أعطيت مقابلك كنا سأتركك حتى تتحلل جثتك هنا.
أنت تقرأ
قدر الإخوة
Action"ستأتيهم عاصفة من حيث لا يدريان على هيئة ابنتهما" "هم والدين قرروا الإتجار ببناتهم، ليحرموا كل واحدة من أختها، فهل سيجمع القدر يوما الإخوتين؟ أم سيحرمان من بعضهما إلى الأبد؟"