3_جحيم من نوع آخر

73 12 5
                                    

"قــدر الإخـــوة"

كتابة وتأليف :شيماء عبد الله

الفصل الثالث

*جحيم من نوع آخر*
         

ارتشفت حياة أخر رشفة من كأسها، ثم قامت لتحضير الغداء، فبدأت بتنقية الخضروات، ووضعت اللحم مع البصل في الطاجين وتركتهم يستوون قليلا، بعدها أضافت الخضروات، وسخنت الفرن لتضع به الخبز الذي حضرته قبل عودة رضوان، وفي الوقت ذاته تجهز السلطة، وكل ثانية تنتقل من مكان لأخر إلى أن سمعت صوت حسن ورضوان يتحدثان، فنادى عليها رضوان وأخبرها أن تحضر الشاي.

حملت صينية الشاي، وأخذته لهم، ثم عادت و أحضرت الخبز الساخن والزيت والزبدة والمسمن وضعتهم أيضا فوق الطاولة، بينما عيون حسن تلاحقها كلما تحركت إلى أن خرجت من الصالون، ليقول رضوان:
_ما رأيك؟

_كما طلبتها بالضبط، وحتى أنا لم أتي فارغ الوفاض، أحضرت نقودك كاملة.

ناوله الحقيبة ليفتحها وبدأ يعد النقود، وفي الأساس مجال عمله جعله لا يثق في أحد، وحينما تأكد أن المبلغ كاملا هتف:
_هذا عمل جيد، إذا أردت أخذ الفتاة الآن تستطيع أخذها.

_دعني أتناول هذا الأكل اولا ثم أخذها، أنت أخبرتها بالموضوع صحيح.

_لم أخبرها بعد، تناول أكلك أنت ثم نخبرها.

_وإذا رفضت مرافقتي.

_القليل من المنوم سيفي بالغرض.

بدأ حسن يتناول كل شيء بشهية، وقد كان ذلك "المسمن" رائعا كون حياة تتقن تحضيره، مما جعله يتناول كمية كبيرة رغم أنه أفطر في الأساس، وحينما أنهى نادى رضوان على حياة التي جاءت عنده وقالت :
_هل تحتاج شيئا؟

هتف رضوان ببرود:
_جهزي نفسك سترافقين السيد حسن.

لم تفهم حياة شيئا، وفي الوقت ذاته أخافتها نظرات حسن التي توضح مدى حقارته، فقالت:
_أين سأذهب.

_من اليوم ستعيشين مع السيد حسن، أنا أخذت نقودي وهو سيأخذك.

صدمت حياة من حديثه، لتهتف بتشتت:
_نقود، سيأخدني.. أنا لا أفهم شيئا.

ضحك رضوان قائلا:
_ستأخذ فتاة غبية يا سيد حسن، هل الجميلة لا تستوعب أنني أحضرتها فقط لأبيعها، وها هو الشاري أتى.

صدمة حياة كانت لا توصف، وها هي مجددا تتذوق مرارة الخذلان من شخص وثقت به، ظنت أنها هربت من جحيم لتجد نفسها في جحيم أسوأ منه، ومن شدة الصدمة عادت بضع خطوات للخلف، وشعرت بضغط كبير على روحها، وحتى دموعها لم تستطع كتمها، لتهتف بصعوبة :
_لماذا؟ أنا.. أنا زوجتك.

قدر الإخوةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن