12_أكرهك

40 13 1
                                    

"قــدر الإخـــوة"

كتابة وتأليف :شيماء عبد الله

الفصل الثاني عشر
*أكرهك*

قررت فرح تجاوز حمزة فعليا، وطبقت حديثها بإنشغالها بالعمل، واليوم قررت أن تستمتع بوقتها أكثر، وكان أنسب شخص تستمتع معه في نظرها هو عماد الذي عزمها على العشاء، ووعدها بتجربة مميزة، وهذا بالضبط ما حدث حينما أخذها لأحد المقاهي الشعبية المحترمة، لتبدأ عيون فرح في النظر للأرجاء.

_يبدو أنك أتيت هنا لأول مرة.

_لأنني كنت في إسبانيا ولا أتي للمغرب سوى قليلا، لذا لا أجد الوقت الكافي لاستكشاف كل الأماكن، وحينما عدت هذه السنة بدأت في تكوين صداقات جديدة، وأنت تعلم جيدا كيف تكون صداقات الأغنياء.

_مملين بطبيعة الحال.

_بالضبط، أي حركة قمت بها أحاسب عليها، وحتى الضحكة لا أستطيع الضحك من قلبي، فإما أن تكون النكتة أو الوضع بشكل كامل لا يستدعي الضحك ويضحكون، أو تجبر على التحكم في ضحكتك كي لا تتعرض للتنمر.

_حالتكم صعبة.

_الأغلبية يحسدوني لأن والدي غني، وأمي عضوة في جمعيات مختلفة، لكن من فرح؟ وماذا تريد فرح؟ لا أحد يهتم.

وضع العامل "الطنجية" أمامهم، وهي عبارة عن لحم يتم وضعه في إناء من الفخار، ويوضع في الفرن التقليدي وسط الفحم كي يستوي لساعات طويلة، وقد كانت هذه رغبة فرح التي كانت ترغب في تجربتها يوما، لتبتسم هاتفة:
_أتشوق لتذوقها.

_قولي بسم الله وابدئي إذن.

سموا الله يتذوقونها، لتغمض فرح عينيها مستمتعة بذلك المذاق هاتفة:
_لو لم أتذوقها كنت سأندم طيلة حياتي.

_هل أعجبتك؟

_لذيذة جدا. 

ظلت تتناول الأكل بشهية، وكم سعد عماد حينما نال إعجابها الجو بعد أن كان متخوفا من هذه الناحية، وما إن أنهوا أكلهم غسلوا أيديهم ودفع عماد الثمن، ثم خرجوا ليتمشوا في أرجاء المدينة، فظلا يتحدثان ويضحكان، وقد كانت فرح تضحك من كل قلبها هذه المرة.

نظر لها عماد هاتفا :
_قلت أنه لا أحد يعلم من هي فرح وماذا تريد، إذن من هي فرح؟

نظرت له فرح مبتسمة وقالت :
_فرح هي فرح الواقفة أمامك في هذه اللحظة، فرح هي التي تأكل ما تريده، في المكان الذي تريده، لا يجب أن يكون المكان راقيا جدا، الأهم أن يكون نقيا، فوك هي التي تضحك بأعلى صوتها دون اهتمام بأحد، وليست الفتاة التي تضحك بخفوت كي تبدو راقية، فرح تريد العيش بحرية دون قيود.

قدر الإخوةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن